يمر على أصحاب المتاجر -مهما كان نشاطها- من (يسوم) سلعة بنصف ثمنها، ومن المشترين من (يكسر) السعر إلى حد عجيب.. ومع ذلك لا يستغرب أصحاب المتاجر ذلك، ولا يأبهون له، لأنهم غير مجبرين على البيع بالسعر الذي يحدده الزبون وقليل منهم الذي يغضب من تكسير السعر، وإن غضب حاول كتم ذلك، لأن تجاربه الطويلة في التجارة جعلت خلقاً لا يحصون يمرون عليه وتتفاوت عقولهم وتعاملهم وتقديرهم للأسعار..
في نهاية المطاف يظل صاحب المتجر صامداً عند الحد الأدنى الذي يحقق له ربحاً، ما لم يكن في ضائقة مالية أو حالة تصفية.. وهذا نادر..
سوق الأسهم يختلف عن المتاجر كثيراً، في اليوم الواحد قد يباع سهم شركة ثمينة بسعر بخس ثم يعود للارتفاع بعد قليل، وقد يتواصل الانخفاض بلا مبرر واضح، أو الارتفاع أيضاً، مع أن الباعة أثناء الانخفاض الحاد لا يحتاجون مالاً في الأغلب، وانما تملكهم الخوف، أو ظنوا أنهم سوف يشترون ما باعوا بسعر أقل..
إن سرعة التداول العجيبة في أسواق الأسهم، ومبالغ هائلة، تجعل شريط الأسعار يخرج عن مسار التجارة بمعناها الدقيق، إلى مسار آخر قوامه المزاج العام وتضارب الخوف والطمع.
نقلا عن الرياض