جميع الشركات الكبرى التي تصنع السيارات في كندا ليست كندية، بل أمريكية ويابانية وغيرها. وبالرغم من أن هذا المجال الصناعي ليس كنديا في الأصل، إلا أن تصنيف كندا هو العاشر في مجال تصنيع السيارات على مستوى العالم حيث صنعت أكثر من مليونين ومائة ألف سيارة في العام الماضي 2015.
ومن هنا قمت بزيارة مصنع تويوتا يوم الخميس الماضي في مدينة كامبردج في مقاطعة أونتاريو الكندية للتعرف أكثر على ما يوجد من مميزات في السوق الصناعي الكندي ولا توجد عندنا لا سيما وأننا نطمح في رؤيتنا 2030 إلى تنويع مصادر الدخل ودعم الاستثمار الأجنبي وهو الذي تفعله أيضا كندا عمليا مع العلم أنها من الدول التي تأثرت من انخفاض النفط كما هو حال المملكة، ومن المعلوم أيضا أننا نحاول دائما تحفيز الشركات الكبرى للاستثمار بالمملكة وأخذ الوعود منها كما أخذناها من الشركات الأمريكية في اجتماع مجلس الأعمال السعودي-الأمريكي في مدينة ديترويت الأمريكية في عام 2013 لفتح مصانع سيارات بالمملكة لكنهم لم يتشجعوا ويأتوا حتى اليوم.
فلماذا يتشجعون ويزيدون استثماراتهم الصناعية في كندا وغيرها ولا يستثمرون لدينا بالرغم من جميع المحفزات التي نقدمها لهم!
لا شك أن هناك أسبابا متعددة لكنني سأذكر واحدا من أهمها، وهو شح الشركات الوطنية المساندة لهذه الشركات الكبرى، ففي زيارتي لمصنع تويوتا الأسبوع الماضي سألتهم عن عدد المصانع المساندة لمصنع تويوتا في كامبردج، فذكروا لي بأنها أكثر من خمسمائة مصنع وشركة مساندة.
من هنا ندرك عاملا من أهم العوامل المحفزة للشركات الصناعية للاستثمار في كندا، ألا وهي البيئة الصناعية المتكاملة، وهي نفسها المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي وعدت رؤية 2030 على تحسينها ودعم الاستثمار فيها.
فدعم ريادة الأعمال الصناعية "الوطنية" ووفرتها وتنوعها وضمان نموها بالإضافة إلى تقليص الإجراءات وتقديم التسهيلات لروادها المواطنين هي التي تحفز وتدعم الاستثمار الأجنبي لا العكس.
انا مستثمر و ليست البيئة فقط هي المانع. اليك تجربتي 1- القوانين تتغير باثر رجعي .. بمعنى ما يدخل عليه المستمثر قد يتغير بتغير القرارات ! 2- الحقوق لا يتم الفصل بها بشكل سريع 3- الهئية انتقل من مشجع الى ضابط ، اي اصبحت تقرر و تتحكم و تصرف وبل وتعرقل العمل 4- بقاء الاستثمار عبارة عن بيروقراطية حكومية صارمة ما ان يجدد الترخيص حتى تبدا مرحلة اعادة تجديده للعام الذي يليه ... هم المستثمر اصبح فقط كيفية استثماره 5- التوجه العام للقوانين جذب الاستثمارات الكبيرة .. هذه هي التي تفرض شروطها . وتحدد ما يجب و لا يجب لها .. بينما المستثمرون الصغار يتم التعقيد عليهم لدرجة الهروب 6- الترخيص يجدد كل سنة (60000) ريال غير التكاليف الاخرى .. وان انتهى يتم اغلاق الخدمات عليه ويصبح (يشحد) بعض حقوقه الانسانسة 7- الاعلام السلبي يزيد من معاناة المستثكرون في الدوائر الحكومية ( احيانا يضخم الامر لدرجة تلبيس المستثمر ثوب سارق مستقبل ومدخرات الدولة! 8- التنافس غير صحي ... بل المستثمر يدفع تكاليف ادارية و تشغيلة اعلى من المنافس المحلي وشروط عمله اصعب ، مما يدفعه الى البحث عن بدائل سريعة للخروج من المأزق 9- قوانين الشركات تتعارض مع انظمة الهيئة .. لكن الهيئة تعد انظمتها تنفيذية و مفصولة عن القانون التجاري العام هذه فقط بعص اوجه البيئة الغير صحية لجذب الاستثمار حين تقرأ الانظمة تجدها جاذبة لكن الواقع ان هنالك تفاصيل و دواوين من التفاصيل التي يتواجد بها الشيطان ..بل قد يهرب من كثرتها ! في المقابل .. دول العالم تجذب صغار المستثمرين و تشجعهم ... الكثرة تغلب القوة (والشجاعة)! وبمجرد دخولهم ينتهي دو مؤسسات جذب الاستثمار.. ويصبح المستثمر جزء من الاقتصاد وفق القوانين العامة و ليست الخاصة. دول العالم تتيح الاستثمار بجميع المجالات .. بدون رأس مال دول العالم (امريكيا ) تجنس المستثمر ( 500 الف $ ) بمجرد الاسثمار هو وعائلته دول العالم (امريكيا وكندا ) تسمح لاي شركة فتح فرع فيها (10 الف $) دون الحاجة رأسمال كبير فقط اثبات ان الكيان يعمل ببلده .. ووله الحق بالتجارة و الصناعة و الخدمة ... المقارنة ليس لها مكان ... انا كنت اعتقد انني احافظ على بناتي هنا ... لكن الان اهرب بهم .. والهداية بيد الله..
يارجل تستطيع ان تستثمر في اي مكان وانت هنا. السوق الكندي يطلب جزء من الارباح كضرائب .
حقهم.. مقابل خدمات حقيقة قابلة للقياس ..كالتعليم للأولاد بالمدارس والجامعات.. صحة مجانية عالية الجودة..معلومات إحصاء صادقة وشفافة وذات علاقة.. تجنس .. حق تغيير وتطوير العمل وفتح فروح ومجالات اخرى بدون موافقات جديدة...إعفاءات ضريبية حقيقية.. تكاليف عقار متزنة... الضريبة هنا 20 بالمية وبدون تشجيع ولا فترة إعفاء .. والمقابل فقط بقاء الترخيص... ولا تستطيع أن تستثمر بأي مكان ولا أي مجال بسهولة...وشروط العمل صعبة... وألف دائرة تدخل في عملك... مكتب عمل... سعودة...راسمال...زكاة...بلدية..وموافقات خاصة لا تعطى للمستثمرين الصغار أو الوسط ..مكتوبة لكن لا تنفذ... الميزة الوحيدة هو الثقافة الاسلامية للمجتمع لكن للأسف حتى هذه تم تهميشها من خلال الهجوم الإعلامي على صغار المستثمرين والشروط البيروقرظية مما ينتج عنه حاليا خروج الكثير من السوق السعودي..