ربما كان شهر سبتمبر2011 خير شاهد على ان التوترات السياسيه والعسكريه تؤثر و بقوه على اسعار الذهب التى وصلت لأعلى مستوياتها التاريخيه بنحو 1920 دولار للأونصه وما ان اعتاد العالم فى الخمس سنوات الاخيره على تلك التوترات حتى خففت المؤثرات السياسيه قبضتها على تحريك اسعار الذهب وتراجع تأثيرها الى نحو ملحوظ واخذ الذهب يتفاعل تحت ضغط متغيرات اقتصاديه حاده اقواها مؤخرا كان نتيجة انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروربى Brexit فى يونيو 2016 التى قفزت بالاسعار نحو 4.66 % من مستوى 1260 دولار للاونصه الى مستوى 1355 دولار للاونصه فى جلسة واحده.
الا ان تلك المتغيرات الاقتصاديه الحاده كان بطلها الاهم هو النفط الذى يعد مصدر رئيسى للطاقه حيث يمثل فى المتوسط نحو 33% من تكلفة انتاج الذهب، فأنخفاض اسعار النفط فى صالح مكاسب الذهب ... والجدير بالذكر ان النفط هبط من 107 دولار للبرميل اوائل العام 2014 الى 34 دولار للبرميل بنهايه العام 2015 ... فى هذين العامين ( 2014-2015 ) تحرك الذهب بين ادنى سعر عند 1046 دولار للاونصه حتى اعلى اسعاره عند 1391 دولار للاونصه و هو ما امتد اثره ليشكل حركه سعريه مشابهه للذهب فى العام 2016 حيث سجل ادنى اسعاره عند 1063 دولار للاونصه و اعلى اسعاره عند 1374.90 دولار للاونصه فى 6 يوليو 2016.
وبعد انحسار تأثير حركة النفط على الذهب دخل على الخط ما يسمى بالتيسيير الكمى الذى تتبعته البنوك المركزيه حول العالم لحمايه اقتصادياتها واخرهما المركزى اليابانى والمركزى الاوروربى اللذان يتجهان لنسخه متطوره تعد بالمزيد من الاقراض المباشر فى التيسيير الكمى وهى money Helicopter لتتأكد اكثر العلاقه الطرديه بين الذهب والتيسيير الكمى وليطمئن الذهب اكثر وتقوى دعومه بفعل اساسيات الاقتصاد الراهنه اكثر منها متغيرات طارئه ... ويؤكد ذلك النظر فى الفروقات الكبيره فى احتياطيات الذهب بين الدول التى تسعى بنوكها المركزيه للتسيير الكمى لتضح الصوره بشكل مثير، فالولايات المتحده الامريكيه تملك احتياطى معلن يقدر بنحو 8133 طن تليها مباشرة المانيا بأحتياطى معلن يقدر بنحو 3378 طن غير ان الصين تحل فى المركز الخامس بنحو 1823 طن فقط واليابان فى المركز الثامن بأحتياطى يبلغ 765 طن.
لينتظر الذهب فيما تبقى من 2016 تأثير عامل سياسى وعامل اقتصادى كلاهما امريكى.
اما العامل السياسى هو فوز المرشح الرئاسى دونالد ترامب بالانتخابات الامريكيه وهو ما يثير نزاعات الديون الامريكيه مع الصين وهو ما يعطى للذهب دفعه قويه للغايه مماثله لتأثير نتيجه Brexit فقد يصل الى مستوى 1508 دولار للاونصه، ورغم ضعف هذا الاحتمال الا انه يظل احد السيناريوهات المطروحه.
اما العامل الاقتصادى وهو رفع الفائده الامريكيه على الدولار والتى يتوقع ان تكون فى حدود 0.25 نقطه مئويه ليعود الذهب الى مستوى 1267 دولار للاونصه على اسوأ تقدير ليرتد بعدها الى مساره الصاعد مستهدفا كسر قمتة عند مستوى 1391 دولار للاونصه.
خاص_الفابيتا
