ميردوخ وروتانا .... اختراق ام شراكة ام تحييد ... ؟!!

24/02/2010 5
د . جمال شحات

في خطوة جديدة على طريق تعزيز التحالف الاستراتيجي الذي ربطهما على مدى السنوات الماضية ، أعلنت مؤسسة "نيوز جروب" التي يملكها امبراطور الإعلام الأمريكي روبرت ميردوخ في 23 فبراير أنها قامت بشراء 9.09 بالمائة من مجموعة روتانا الإعلامية التابعة للمستثمر السعودي الأمير الوليد بن طلال .

ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد كشفت مؤسسة "نيوز جروب" أيضا أنها ستستثمر مبلغ 70 مليون دولار في أسهم جديدة أصدرتها مجموعة روتانا بل تمتلك أيضا خيار زيادة نسبة ملكيتها في المجموعة إلى 18.18 في المائة خلال عام ونصف.

وفي أول تعليق له على التطور السابق ، أعلن الأمير الوليد أن الاتفاقية الجديدة ستجلب خبرة تليفزيونية وأخرى في مجال إنتاج الأفلام إلى روتانا ، بالإضافة إلى خبرات في المجال التقني والنيوميديا.

ورغم أنه أكد أن هذا الاستثمار ليس ذا طابع تمويلي بالنسبة لروتانا التي لا تفتقر إلى التمويل ، إلا أن كثيرين رجحوا حرص الأمير السعودي على تعزيز تحالفه الاستثماري مع ميردوخ في إطار مساعيه لتوسيع وجوده الدولي بعد عام تكبدت فيه شركة روتانا تراجعا كبيرا في إيراداتها نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية ، ولعل هذا ما ظهر واضحا في تصريحات أدلى بها الوليد بعد اجتماعه مع ميردوخ في 14 يناير/كانون الثاني الماضي في نيويورك ، حيث أعلن حينها عن احتمال قيام تحالفات في المستقبل مع "نيوز جروب" ، مشيرا إلى أن روتانا بحاجة إلى مستشار مالي يساعد في نقل ملكيتها من القطاع الخاص إلى قطاع المساهمين .

وبالتزامن مع التصريحات السابقة ، كشفت تقارير صحفية أمريكية حينها أن نيوز جروب وهي الشركة الأم المالكة لـ "فوكس نيوز وداو جونز من بين مؤسسات أخرى" تعتزم شراء حصة في مجموعة روتانا التي يملكها الأمير الوليد في إطار خططها للتوسع في الشرق الأوسط وهو ما تحقق بالفعل في 23 فبراير .

بل ويرجح البعض أن هناك المزيد من الصفقات في هذا الصدد بالنظر إلى الأمير الوليد لم يتردد على مدى السنوات الماضية في إظهار تحالفه ودعمه الشديد للتحالف الإعلامي مع ميردوخ .

ففي العام 2005 ،  أعلن الوليد عن دعمه لميردوخ عبر استبدال الأسهم التي ليس لها حق التصويت وكانت تملكها شركة المملكة القابضة التي يرأس مجلس إدارتها في شركة نيوز جروب إلى أسهم لها حق التصويت ليصبح إجمالي الأسهم التي تملكها الشركة 5.7 في المائة.

وفي عام 2008 ، قام كل من الوليد وميردوخ برعاية اتفاقية لدخول قناة أفلام فوكس للعالم العربي من خلال شراكة بين شركتي روتانا ونيوز جروب ثم سرعان ما قامت روتانا وفوكس إنترناشيونال تشانلز بتوقيع اتفاقية مع شركة والت ديزني لتقديم مجموعة من البرامج في الشرق الأوسط.

وبالنظر إلى أن شركة روتانا تضم شبكتها التليفزيونية 5 قنوات فضائية وتملك مكتبة أفلام عربية كبيرة والعشرات من العقود لمشاهير الغناء في العالم العربي ، فإنه ما أن أعلن عن شراء ميردوخ 9.09 بالمائة من ملكيتها إلا وحبس العرب أنفاسهم باعتبار أن الأمر يمهد لتغلغل صهيوني واسع في التراث والثقافة العربية وهنا تكون وقعت الكارثة لأن الاحتلال مهما طال أمده فإن مصيره الزوال ، أما الغزو الثقافي فهو يبقى ويستفحل يوما بعد يوم بل ويؤدي في النهاية إلى طمس هوية وحضارة الشعوب المنكوبة به .

ولعل إلقاء نظرة على السيرة الذاتية لميردوخ يؤكد الخطر المحدق بالعرب ، فهو ليس يهودياً كما هو شائع عنه في الكتابات العربية ، لكنه فقط يميني متطرف يعشق الصهيونية وملتزم بكافة توجهاتها ومبادئها وبوصفه أحد أباطرة الإعلام في العالم يعد الملياردير الأسترالي الأصل الصوت الإعلامي الأول والأقوى تأثيراً لدى مجموعة التطرف المسيحي في الولايات المتحدة المعروفة باسم "المحافظين الجدد".

ففي "تقرير واشنطن" لشهر يونيو 1995 ، ذكر كورت هولدن أن ميردوخ لا هو يهودي الديانة ولا من أعضاء مجلس اليهود الأمريكيين (إيباك) وعلى الرغم من ذلك فهو أفضل من يمكن تكليفه بإصدار مجلتين جديدتين تعملان لدعم إسرائيل إعلاميا .

وتعتبر مجموعة ميردوخ الإعلامية "نيوز جروب أو "نيوز كورب" كما يطلق عليها البعض واحدة من 3 مؤسسات عالمية تحرص جمعية الصداقة الأمريكية الإسرائيلية (اللوبي اليهودي) على شكرها لدعمها إسرائيل إعلامياً واستثمارياً .

ومن المعروف أيضاً أن ميردوخ (77 عاماً) استلم عددا من الجوائز من جمعيات يهودية كثيرة في العالم كما أن بيتر شيرنين Peter Chernin ــ الرجل الثاني في إمبراطوريته ــ يهودي متعصب.

بل والمثير للانتباه أيضا أن ميردوخ يستحوذ على قنوات "سكاي" في بريطانيا ويعد أحد أهم الأقطاب الإعلامية فيها حيث يمتلك وكالة إعلامية ضخمة تضم العديد من الصحف والمجلات والمواقع إلى جانب المحطات التليفزيونية ويسيطر وحده على 40% من الصحافة في دولة عظمى كبريطانيا بما معها من الرأي العام المحلي والعالمي.

وأمام ما سبق ، فإن مشكلة روبرت ميردوخ ليست في تبنيه لأيديولوجية متطرفة في ميولها ولو كان الأمر يقتصر على ذلك لكان الملياردير العجوز أقل خطراً وإنما في الحقد الذي يغلف هذه الأيديولوجية تجاه الآخر واستغلاله الإعلام كوسيلة ينفث من خلالها الأحقاد دون هوادة.

ولذا لم يكن مستغربا أن تتهم صحيفة "سوشيالست ووركر" البريطانية الصحف التي يمتلكها ميردوخ والمعروفة بموالاتها الشديدة لليهود بشن حملات إعلامية شرسة تستهدف تشويه صورة الأقلية المسلمة هناك ، مؤكدة كذب الاتهامات التي تروجها تلك الصحف عن المسلمين.

وفي الولايات المتحدة ، انحاز ميردوخ انحيازاً صارخاً لإدارة جورج بوش الابن السابقة وخلال اجتياح العراق في العام 2003 وقفت صحف ميردوخ ومحطاته وشبكاته التي كان يملكها في الولايات المتحدة وخارجها جميعاً إلى جانب الغزو الأمريكي للعراق.

والخلاصة أن ميردوخ الذي يستحوذ على حصص في أكثر من 750 مؤسسة إعلامية في العالم ونقل مقر عمله الرئيس من استراليا إلى الولايات المتحدة وتصل عائدات شركته اليوم إلى 25 مليار دولار سنويا بات يشكل الخطر الأكبر على العرب لأنه يقوم بالتغلغل غير المعلن في الثقافة والعقول وهذا تحديدا هو حلم إسرائيل الذي عجزت عن تحقيقه حتى الآن.

ولعل الجميع فى العالم العربى يتسائل عن هذه الخطوة .. هل هى اختراق من جانب ميردوخ لشبكة روتانا ؟!!

ويتبعها خطوات فى الاختراق الاعلامى لعالمنا العربى ...!!

ام هى صفقة ناجحة من قبل روتانا لايقاف تعصب ميردوخ ضد العرب ... ويتبعها خطوات لتحييد امبراطور الاعلام .. والحد من تعصبه القديم ....!!

وبدء خطوة نحو التسامح وعدم الانحياز الصارخ ضد العرب والمسلمين ..!! ترى من سينجح فى فرض نظريته وتوجهه على الاخر.؟ بالطبع سؤال صعب جدا .!! والايام ستثبت من سيحيد من ..!! والايام ستجيب عنه...!! سؤالى  الذى ارجو اجابته عزيزى القارىء العربى ... فى كل مكان !!! ميردوخ وروتانا .... اختراق ام شراكة .....؟!!!!