كلنا يتذكر مبادرة الغاز الشهيرة التي انطلقت في المملكة 1998م و«الصدى» الإعلامي الذي صاحب تلك المرحلة، بدءا من وقت طرحها، وحتى لحظة توقيع عقودها مع الشركات الأجنبية، وكلنا يتذكر تلك التصريحات الشهيرة التي أعطتنا القمر في يد والشمس باليد الأخرى، من حيث حجم الموارد والاستثمارات التي سوف تحقق من ورائها، والفرص الوظيفية التي سوف تترتب عليها ونسب التوظيف التي قيل حينها، أنه تم الاشتراط على هذه الشركات أن لا تقل عن 65 % من الوظائف المدرجة لديها، بل وراجت مقولة آنذاك تقول، إن كل وظيفة مباشرة في الغاز سوف تخلق أربع وظائف أخرى في الصناعات والخدمات المتصلة بها!!
لدي قائمة طويلة من الأرقام والتوقعات التي طرحت على الملأ، آنذاك وما سوف تدره هذه المبادرة على البلد من موارد وعلى المجتمع من وظائف وعلى القطاع الخاص من استثمارات، وقد يسمح هذا العمود باستعراضها الآن، لدرجة أنه في إحدى جلسات منتدى الغاز السعودي الأول، الذي عقد في غرفة المنطقة الشرقية عام 2004م، أتذكر أنه تبارى المتحدثون الرسميون وغير الرسميين في ذكر مناقب هذه المبادرة اقتصاديا وطرحت جملة الأرقام الفضفاضة (موثقة) وخلصوا إلى أن الاتفاق مع هذه الشركات سيؤسس لمرحلة اقتصادية غير مسبوقة للبلاد!!
اليوم وبعد مضي 18سنة هي عمر هذه المبادرة و12سنة من توقيع هذه الاتفاقات ما الذي حصل؟ وهل سمعتم بتصريح واحد فقط عن سير أعمال هذه الشركات والبرنامج الزمني، وماذا تحقق من اكتشافات واستثمارات وتوظيف على الأقل؟، وفقا لما ذكر أثناء الاحتفال بتوقيع العقود.
الإشكالية هنا لا تكمن بالتوظيف ولا الاستثمار، ولكن بمدى نجاح أو انهيار هذه المبادرة برمتها جراء الانسحابات المتتالية من قبل هذه الشركات كما تشير المصادر الأجنبية وصمت الوزارة المطبق حول هذا الموضوع مع ما يطرح في وسائل الإعلام الأجنبية من أخبار ومعلومات منسوبة لهذه الشركات وآخرها ما ذكرته وكالة رويترز في يوليو الماضي من أن «رويال داتش شل» قد أسدلت الستار حول استثماراتها في مشروع تطوير الغاز السعودي، وأن ثلاث شركات أجنبية أخرى هي «إيني» الإيطالية و «ريسبول» الإسبانية و «توتال» الفرنسية قد تخلت تماما عن التنقيب عن الغاز في المملكة!!
وكذلك ما ورد على لسان «وحيد كبير أوف» رئيس شركة «لوك أويل» من أن شركته ستنسحب من مشروعها بالسعودية !!
مشروع وطني وعملاق وبهذا الحجم الإستراتيجي، لماذا لا تتكرم وزارة الطاقة بإصدار بيان رسمي أو التحدث إلى الناس بشفافية، على الأقل بنفس الطريقة التي كانت تتحدث معهم، أثناء المفاوضات والمرحلة التي صاحبت وتلت توقيع العقود؟ فقط لنعرف الحقيقة من مصادرها !!.
نقلا عن عكاظ
لأنه وببساطة وكما أعتقد يا أستاذنا ما وجدوا الكميات التي تستحق للمغامرة برأس مال كبير.. ولكن مقالك يذكرني بدعاية المصريين لمشروع القناة الجديدة، أغلب الإعلام العربي يطير في العجة لأي فكرة أو عمل قبل أن يبدأ التنفيذ لبيع الوهم للناس البسطاء، علماً بأن كبار الدولة دائماً ما يذكرون بأنهم يحتاجون للنقد أكثر من المديح... تحياتي لك استاذنا
المسؤول عن مبادرة الغاز في حينها هو خالد الفالح الوزير الحالي !!!. ...إذا تريد ان تنقب بالوعود التي مضت سوف تصاب بالغثيان ....فقط اقرأ الخطط الخمسية العشر وكمية الوعود الموجود فيها وسترى ان الكلام رخيص .... ايضا لايفوتك برنامج التوازن الاقتصادي في اللثمانينات الذي قيل لنا انه سيجعل السعودية من الدولة المتقدمة في الصناعات الالكترونية والفضاء وانه سجلب اكثر من ثمانمائة الف وظيقة للدولة ..........وبعد ثلاثين سنة لم نرى شيئا من هذه الوعود .
هذه احد اكبر مشاكلنا...عدم وجود مراجعة ومحاسبة... مبادرة الغاز هذه خير مثال