طوفان المضاربة

12/08/2016 2
عبدالله الجعيثن

المراقب يلاحظ طغيان روح المضاربة في سوق الأسهم السعودية على معظم التداولات وتحييد الاستثمار طويل الاجل أو متوسطه الى حد بعيد..

إن طوفان المضاربة الذي أغرق سوقنا بالمقولات المغلوطة المضللة والمعمولة لغسيل الدماغ؛ دماغ المتداول الصغير والمتوسط، هذا (الطوفان الخطير) يتقاطع مع تلك المقولات الخائبة الخاطئة يغذيها وتغذيه بمفاهيم فاسدة عن دور سوق الاسهم ودور المتداولين.

ومن تلك المقولات التي سادت وكادت تسيطر على اكثر المتداولين:

١- (اشتر مضاربا لا شركة).

٢- سوقنا يرفع الاسهم الخاسرة ولا يكافئ الاسهم الرابحة.

٣- ليس المهم عائد السهم ولا قيمته الدفترية وإنما المهم (قلة الاسهم الحرة).

٤- ما هي الشركة التي سترتفع بالنسبة العليا غداً؟!

٥- ما هو سهم التدبيلة خلال شهر؟!

والتساؤلان (٤ و٥) يردان كثيرا في كثير من منتديات الاسهم وقد يكون السؤال بحسن نية وقد يكون تطبيلا لمحفظة السائل او لإرادة المضارب الذي جمع في تلك الشركة على مهل وبأقل الاسعار ثم اطلق (فرقة حسب الله) تطبل لتلك الشركة حتى يبيع وهو مرتاح وبأعلى الاسعار.

وبطغيان طوفان المضاربة القيمة التي لا تقوم على عقل ولا منطق ولا معايير ولا حسابات وإنما تقوم على (قلة عدد الاسهم الحرة للشركة)، ووجود مديري محافظ في الظلام وضد النظام وضع عندهم كثيرون محافظهم ومبالغهم يديرونها عن طريق النت وهم يأخذون ربع او ثلث الربح ولا يتحملون هللة واحدة من الخسارة وبهذا يجمع مدير المحفظة لنفسه اولا ثم لمن يخافهم او يرجوهم ثم يرفع السهم بسرعة الصاروخ بمحافظ من لا يعبأ بهم، ويبيع عليهم! فإذا خسروا الكثير قال: هذا السوق ربح وخسارة! أو السوق ما ساعد! او ضربنا فلان!

المهم ان تصحيح المفاهيم في العقول وادراك الخطورة البالغة للمضاربة القيمة واهمية الاستثمار في الشركات الرابحة واجب على كل قادر.

 

نقلا عن الرياض