هناك أناس يتخذون قرارات سريعة وصائبة في اسواق الاسهم سواء بالشراء او البيع يقول عنهم الناس انهم محظوظون لما يرون من التوفيق الذي نالوه وسرعة القرار الذي اتخذوه.
والواقع ان (الحظ) ليس هو السبب قد يضرب الحظ مرة او مرتين ولكنه لن يلازم الانسان الذي يلازمه هو جده واجتهاده وتبكيره في التفكير والتحضير حتى يعرف مراكز الشركات وتقاريرها بل يكاد يحفظها عن ظهر قلب فهو يعرفها كما يعرف وجوه اصدقائه..
ان انسانا كهذا قد حضر نفسه جيدا تجده جاهزا لاتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب وبالسرعة التي يتطلبها نبض السوق الذي يشبه نبض القلب لا يتوقف..
ان القرار الصائب السريع هبة الاستعداد التام والتجربة الطويلة مع القدرة على التمييز ومعرفة طبيعة المرحلة ان الذين لا يستعدون للمعركة جيدا يهزمون والسوق معركة دائمة تتصارع فيها العقول والاعصاب.
ان هناك مثلا عالميا يقول: (الخبير يعرف اكثر من الساحر) وهذا صحيح فالساحر دجال دعي لا يعرف ما ينفع بل ما يضر اما الخبير فبوسعه ان يدلك على الطريق الصحيح، وان يخبرك بعاقبة هذا التصرف او ذاك، لانه قد مر بتجارب طويلة وسار في طرق عرف نهايتها وخبر عواقبها وسبر خوافيها.
إن الطالب الذي ذاكر دروسه بشكل رائع وتابعها مع الاستاذ واستوعبها تماما يجيب على اسئلة الامتحان بسرعة وسهولة اجابات صحيحة اما المستهتر المفرط فإنه اخر من يقدم اوراق الامتحان فهو يحاول ان يستذكر مالم يتعب فيه ولم يوفه حقه في وقته هنا يضيع وقته ومستقبله..
إن القرار الصائب السريع ثمرة الاجتهاد الطويل بعد توفيق الله جل وعز.
نقلا عن الرياض