(الصَّمْلَة) في هيكلة الرؤية!

12/05/2016 3
فهد عبدالله العجلان

الزمن في الاقتصاد، ليس مجرد إطار تنظيمي نظري، بل إنه قيمة يمكن قياسها ومعرفة أثرها، وحين انطلقت الرؤية السعودية 2030، توقع البعض أن تطول مرحلة الاستعداد قبل الانطلاق، لأن عادة الرؤى أن تكون متثاقلة الخطى لأكثر من سبب.

لكن الأوامر الملكية الكريمة التي صدرت مؤخراً وخصوصاً فيما يتعلق بهيكلة ودمج الوزارات، كانت رسالة واضحة أن صافرة الانطلاق جاهزة ولا مزيد من ضياع الوقت.

الكفاءة الاقتصادية، كانت العلامة الفارقة في الأوامر الملكية الكريمة، فالرؤية الجزئية إلى ملف الطاقة تحولت إلى مشهد بانورامي سيمكن المملكة من التعاطي مع ملف الطاقة وبدائلها والقطاعات الاقتصادية المستهلكة لها بشكل فاعل وسريع.

فوزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، ستكون أكثر قدرة من سابقتها في مباشرة تحديات هذه المرحلة !

سألني أحد الإعلاميين في توتير، أن دمج وزارة العمل والشؤون الاجتماعية هو عودة إلى مرحلة سابقة كانت تضم الوزارتين معاً، فأجبته أن التنمية الاجتماعية ليست كالشؤون الاجتماعية، وفي نظري أن هذا صحيح، وإن كانت العبرة ليست بالمسميات وإنما بالأداء، لكن مفهوم التنمية الاجتماعية في الدمج السابق، كان مجرد شأن إداري بحت، أما الدمج اليوم فإنه يستهدف تفعيل العمل الاجتماعي، والنظر إلى الفئات المستفيدة من العون باعتبارها محركاً في العملية الاقتصادية والإنتاجية ومدداً إضافياً إليها، وليست مجرد عبء عليها.

تخصيص هيئتين مستقلتين للثقافة والترفيه تمنحهما الكثير من المرونة وتحقيق الكفاءة في التنظيم والأداء، جاء ليعكس إيماناً عميقاً أن مشروع نهضة أي أمة لا يمكن أن يكون بمعزل عن جذورها الثقافية المتفاعلة مع العالم، والقادرة على احتواء كل نتائج التواصل والانفتاح الثقافي مع المشهد العالمي، بالإضافة إلى أن الثقافة تجاوزت ترف الصوالين والحوارات الثقافية المجردة إلى أن تكون محفزاً لقيم الكفاءة والإنتاج، المأمول أن تولد الهيئة بوعي جديد يواكب تحديات المرحلة.

أخيراً، فإن الترفيه أبعد من مجرد قطاع اقتصادي للاستثمار، بل إنه يحوي تداخلات اجتماعية ونفسية تمس الصحة النفسية للمجتمع، والهيئة المنظمة له لا أرى دورها محصوراً في المنظم والمحفز لبيئة قطاع اقتصادي مهم، بل إنها ترتبط بمحيط ثقافي واجتماعي متصل بالعملية الإنتاجية، واتقاد روحها لتحقيق الأهداف الكبرى التي يتجه إليها الوطن.

الأوامر الملكية الأخيرة أظهرت مستوى (الصَّمْلَة) تجاه الرؤية السعودية 2030، وأنها لن تكون مجرد أحلام على الورق تولد فيه وتموت عليه !

نقلا عن الجزيرة