استجلاب الخبرات الأجنبية للبلاد يكون تحت ثلاث صور. الصورة الأولى صورة محمودة مطلوبة وذلك بأن يُأتى بالأجنبي كخبير ومعلم فيتعلم ابن الوطن منه ليكون مؤهلا ومستقلا للقيام بتلك المهام مستقبلا ولينقل هذه الخبرات والعلوم إلى الأجيال من بعده، بعد أن يضيف إليها إبداعاته ونكهته الوطنية، كالنموذج الصيني، وهذا مع الأسف يكاد يكون معدوما أو محدودا في عالمنا العربي.
أما الصورة الثانية فهي بأن يُأتى بالأجنبي لتنفيذ مهام ومشاريع ثم يرحل دون أن يخلف وراءه معرفة كيفية تنفيذ هذه المشاريع من العدم وتكون مهمة ابن الوطن بعد ذلك هو إدارة الاستفادة من هذه المشاريع واستغلالها, وهذا ما نجده غالبا في بلادنا.
وإن استغلال المشاريع والاستفادة منها دون معرفة كيفية إنشائها يمنع الأمة من الاستقلالية ويجعلها أبدا أمة تابعة لغيرها لا تستطيع فكاكاً من قبضة الأجنبي، يضاف إلى ذلك أن عدم معرفة كيفية الإنشاء سينتهي بهذه المشاريع إلى الخراب وإلى التخلف والتقادم حتى لا تصبح الاستفادة منها ممكنة.
وإن إنشاء المشاريع من العدم هو التحدي العقلي والجامعة الحقيقية الكبرى التي تدفع العقل البشري إلى التقدم والابتكارية والتطوير وهو الذي يحافظ على هذه المشاريع من التقادم والتهالك وهو الذي يبني البنية التحتية للعقل الوطني لينهض بالبلاد والعباد إلى مصاف أرقى الأمم الحضارية ومن ثم التغلب عليها.
وأما الصورة الثالثة لاستجلاب الخبرات الأجنبية للبلاد فهي بأن تُطلق يد الأجنبي فيُحكم في المشاريع إنشاء وإدارة واستغلالا.
فالأجنبي هو الذي يخطط ومن ثم هو من ينقل الأحلام إلى الواقع ثم هو من يعيش هذا الواقع ويستمتع به بنفسه وبعائلته, فهو إذن محور موضوع المشاريع إنشاء وإدارة واستغلالا, وفي هذه الصورة، الأجنبي لا يبني وطنا لغيره بل يبني وطنا لنفسه بديلا عن وطنه الأم.
اليابانيون والألمان والكوريون الذين عاشوا تحت الهيمنة الأمريكية ردحا من الزمن لم يستسلموا لهم بتسليم إدارة تفاصيل الأمور للأمريكان، بل باشر أبناؤهم بناء بلادهم بأنفسهم مستعينين بالخبرات الأمريكية الأجنبية فأدركوا بذلك الاستقلال الحقيقي.
لم يدخل أجنبي بلدا ليبنيها ثم ليخرج منها تاركا خلفه ما بنى وشيد إلا أن يدفع أهلها الأصليون فاتورة البناء من دمائهم ومآسيهم، وما جنوب إفريقيا عنا ببعيد.
عند إقبال الأمور ما هذه إلا نظرة تشاؤمية رجعية، وعند إدبارها تُذهل الصحوة بعد السكرة عن التفكر فيما حدث لماذا حدث.
ونحن هنا في السعودية سنواجه تحديا مستقبليا حقيقيا سيصعب علينا التعامل معه إن لم نرق ونتغلب على خبرة ودراية الأجنبي الذي غلب وسيطر على كثير من أنحاء المنطقة المجاورة, والذي سيصبح الآمر الناهي في هذه المناطق مستقبلا.
لذا فمن مصائب التقليد عندنا دون تفكير، أخذ بعض الدول نماذج مقارنة لنا لنحتذي بها. ولم يدخل أجنبي بلدا ليبنيها ثم ليخرج منها تاركا خلفه ما بنى وشيد إلا أن يدفع أهلها الأصليون فاتورة البناء من دمائهم ومآسيهم وما جنوب إفريقيا عنا ببعيد.
فهل سيتكرر نموذج لبنان، لبنان النزاع والاقتتال، وهل ستجد إيران مناطق أخرى غير لبنان والعراق واليمن وسوريا فتلعب دورها المحبب إليها والتي تجيده جيدا، دور إيقاد نار الفتن والحروب في المنطقة؟
أم هل سيتكرر نموذج هنود أمريكا الحمر ولكن على الطريقة الحديثة؟ أم هل سنبكي أندلس أخرى؟
مما يزهدني في أرض أندلس ** أسماء معتضد فيها ومعتمد
ألقاب مملكة في غير موضعها ** كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
نقلا عن الجزيرة
رائع جدا مقاله تدق ناقوس الخطر ، وتشحذ الهمم للخروج من تحت عبائه الاجنبي
يارجل بلومبيرج تعرف عنا اكثر مما نعرف عن انفسنا
د. حمزه , من شفت الامور الاعلاميه والترويج موكله لبلومبرج فالثقه بالاجنبي فوق التصور , ثم كملت الصوره بقناة العربيه لوحدها دون قنوات الدوله الرسميه
كلام لمن يفهم كلام ليس بالجديد علينا يعرفه البدوي الذي ليس له في الحضاره برج ولا عماره ولكن مايميز المقال تلك الامثله . الدولة عمدتنا على الاعتماد على الاجانب بشكل كبير بدون تصحيح حقيقي وواقعي فمشروع السعودة اكبر نكته طرحت وصدقها من طرحها علينا سعودة لمهن كبائع وسكورتي وخدمة عملاء و الرد وتلقي اتصالات ومسويقين نعم انها مهن من اهانتها ليست صناعة والله يقول علمناه صنعة ، والصنعة هي تلك التي يتعلمها الان ويستفيد منها ويورثها لمن بعد ان كان من اقاربه او تلاميذه ومن الصناعة صياغة الذهب النجارة الحداده المكانيكا بأنواعها الكهرباء بأنواعها ... الخ ، لن يصلح حال البلد وهو يعتمد على الاجانب حتى في مأكله ومشربه ، ارفعوا اسعار تأشيرات العمل لتصبح 100الف ريال وسعر اقات العمل لتصبح 20 الف ريال للسنة ارفعوا سعر التأمين الطبي للاجانب الى 30 الف ريال والرخص الى 5 الاف ريال وهكذا عندها ستضطر الشركات والمؤسسات بتوظيف السعوديين مرغمين والا فنتظروا الطامة الكبرى
الخلل عندنا في مخرجات التعليم نريد معاهد السباكة والكهرباء والبناء والخياطة والحدادة والنجارة وكل مهنة يشغلها الأجنبي بشرط ان يكون هناك حوافز للطالب الذي يدرس وقرض بعد التخرج مشروط بان المحل الذي يطلب التويل له لا يعمل فيه اجنبي ولو طبق بصدق وأمانه فسيخرج من البلد ٥٠ الى ٦٠ ٪ من الأجانب الشرط الثاني محاربة كل وزارة مثل الزراعة الصحة والمواصلات وغيرها حتى تتخلص من الأجانب ويحدد لكل وزارة مدة زمنية للتخلص من الأجانب ( في كل الوزارات والشركات التابعة لها مليون وسبعمئة ألف اجنبي) وعلى مدى عشر سنوات ستتقلص إعداد الأجانب الشرط الثالث اضافة ضرائب على الأجنبي ومن يستقدمه
ما حدث في ارامكو في العقدين الاخيرين يؤيد كلامك، فقد منح عبدالله جمعة الاولوية لابناء البلد، وتقلص عدد الاجانب بشكل لافت، وحققنا اداء مميزا، ، وعندما اتي من بعده ، قام بعمل تقاعد اجباري للسعوديين، واتى بكم مهول من الاجانب، الان السعوديون المتبقين يدربون الاجانب ليشغلوا مكان السعودي، الخبرات السعودية تتقلص