تتجسد الحالة النمطية للاستخدام السكني للمياه بأسرة مكونة من ستة أفراد، يستهلك كل منهم 300 لتر يومياً، أي ان الاستهلاك الشهري لهذه الأسرة 54م3، بقيمة 146.25 ريال، موزعة على أربع شرائح من الشرائح الخمس من تعرفة المياه الجديدة.
فعلى الرغم من أن الأسرة نمطية من حيث العدد (6 أفراد، أي أب وأم وأربعة أبناء)، ونمطية من حيث الاستهلاك (300 لتر للفرد يومياً)، ومع ذلك فاستهلاكها يغطي أربع شرائح من الشرائح الخمس للتعرفة. ما المشكلة؟
التعرفة الحالية تصاعدية، وأساسها الشرائح، كل شريحة 15 مترا مكعبا؛ الشريحة الأولى 15 هللة م3 (مياه + صرف)، الشريحة الثانية 1.5 ريال م3، الثالثة 4.5 ريال م3، الرابعة 6 ريالات م3، والشريحة الأخيرة 9 ريالات (مياه + صرف) لكل م3 للاستهلاك الذي يزيد على 60م3. وهكذا، سنجد أن الأسرة ستدفع: 2.25 ريال لأول 15م3، 22.5 ريال لثاني 15م3، 67.5 ريال لثالث 15م3، و54 ريالا للتسعة أمتار مكعبة الأخيرة.
ما الذي على الأسرة فعله حتى تكون فاتورتها أقل من ريال في اليوم، والتي تقول التصريحات الرسمية إنها ضمن 52 بالمائة من الفواتير المصدرة؟ ستدفع 2.25 لأول 15م3، و8.5 م3 بسعر 1.5 ريال (الشريحة الثانية)، بمعنى أن استهلاك الأسرة يجب أن يقل عن 10.75م3 شهرياً، أي يقل عن 60 لترا يومياً للفرد، باعتبار أن الأسرة مكونة من ستة أشخاص. السؤال: ما السبيل لخفض معدل الاستهلاك من 300 لتر يومياً إلى نحو 60 لترا يومياً؟
الإجابة: التعرفة الجديدة تراهن على رفع السعر تصاعدياً بحِدةٍ؛ فسعر م3 في الشريحة الأولى عشر هللات زائداً خمس هللات للصرف، أي 15 هللة للمتر المكعب، تتضاعف عشرة أضعاف عند الانتقال من الشريحة الأولى للثانية، وتتضاعف ثلاثة أضعاف عند الانتقال من الثانية للثالثة، وضعفا ونصفا عند الانتقال من الثالثة للرابعة! أي أن القفزة «الأسية» التي من الصعب تفاديها هي عند الانتقال من الشريحة الأولى للثانية، عشرة أضعاف كاملة.
فهمي للرسالة التي تسعى هيكلة التعرفة الجديدة إرسالها للمستهلكين هي: ابقوا في الشريحة الأولى بحيث لا يزيد استهلاككم الشهري عن 15 متراً مكعباً، ماذا يعني هذا لأسرة من ستة أشخاص؟
ألا تستهلك الأسرة أكثر من نصف متر مكعب من الماء يومياً! أي أن معدل استهلاك الفرد لا يزيد على 83 لترا لأسرة مكونة من ستة أشخاص.
وهذا هو معدل استهلاك الفرد في ألمانيا مثلاً! وبيننا وبين ألمانيا من حيث استخدام المياه خرط القتاد! وكمواطن، لا اعتراض لدي بأن نخفض استهلاكنا من المياه وأن نسعى حثيثاً للترشيد، فما تحصل عليه ألمانيا من المياه بسهولة من أنهارها وبحيراتها، نحصل نحن عليه بإقامة محطات تحلية مليارية التكلفة ثم تنقل لمئات الكيلومترات عبر الصحاري والقفار، وترفع مئات الأمتار بمضخات من السواحل إلى الداخل.
هل الحل بأن ننصح المستهلك بأن يزيد عدد الوحدات حتى يبقى في الشريحة الأولى؟ هل ينسجم هذا مع الهدف المعلن رسمياً للتعرفة الجديدة وهو «الترشيد»؟ أبداً، بل يتعارض معه، فزيادة عدد الوحدات يعني أن يبقى نمطنا في استهلاك الماء كما هو، بأن نزيد عدد الوحدات.
ما الحل؟ اتباع منهجية علمية وعملية لتحقيق الترشيد، فنحن بحاجة له نتيجة لشح الماء الصالح للشرب في بلادنا، وتحقيقاً لمبدأ التنمية المستدامة، أي الحرص كذلك على تنمية الأجيال القادمة، فتنصيب المزيد من محطات التحلية ليس حلاً مستداماً، فهو يتطلب مليارات من الاستثمارات الرأسمالية ومليارات للتشغيل ومليارات تكلفة للطاقة التي تُشغل أبراج التحلية ومنظومتها للنقل.
نريد أن يتحقق الترشيد، ولكن ليس بأسلوب يعتمد على «شريحة ثانية» شاطحة، أو كأنها تضع «جداراً» فاصلاً حتى لا يزيد استهلاك الوحدة عن 15م3 كاستهلاك شهري، فإن زاد عن ذلك فالتكلفة عشرة أضعاف!
هنا يمكن المقارنة مع شرائح تعرفة الماء لعدد من البلدان، بالأمس حدثني زميل ولفت انتباهي لتعرفة المياه الجديدة في جمهورية مصر العربية، وهي «أجدّ» من تعرفتنا، وهي بالفعل سلسة، أي انها خالية من «الجدران»، وستجد سمة التدرج سائدة في تعرفة المياه للكثير من البلدان.
ونمط أن تكون الشريحة الأولى منخفضة التكلفة باعتبار أن استخدام الماء ضرورة، ولذا تجد أن 15 م3 الأولى تقل عن ثلاثة دولارات في العديد من الدول.
ولذات السبب، فإن تعرفة المياه الجديدة لدينا راعت هذا الجانب وزادت عليه، بأن جعلت تكلفة 15م3 الأولى تقل حتى عن دولار واحد.
ويبدو ضروريا اتخاذ خطوتين عمليتين لإيجاد بيئة مواتية للنجاح في تحقيق هدف أساسي وهو الترشيد. الخطوتان هما: (1) أن تؤهل الوزارة عدداً من المنشآت للكشف على استهلاك المنازل من المياه، ولتقوم بعمل دراسات مسحية ميدانية عن استهلاك المياه تغذي بها متخذي القرار من جهة، وتقدم خدمات للمستهلكين المشتكين من ارتفاع استهلاك المياه من جهة أخرى، وتنظر في حالات الخلاف بين الوزارة والمستهلكين في حال الاعتراض على الفواتير من جهة ثالثة.
ومهم أن تُقَدَم خدمات هذه الشركات المهنية المرخصة والمتخصصة مجاناً، بأن تتقاول معها الوزارة لتقديم خدماتها للعموم وفق إجراء مقنن. (2) تقديم حوافز لمن يُرَشّد استهلاكه من المياه، فمثلاً إن كان استخدم أسرة لشهر 120م3، ثم تقلص إلى 90م3 في الشهر الذي يليه، فيجب تحفيز هذه الأسرة بأن تحصل –مثلاً- على خصم أو مكافأة مادية من نوع أو آخر، والسبب أن هذه الأسرة بسلوكها تحقق الهدف الارتكازي للتعرفة وهو الترشيد، يجب أن تتصاعد الجوائز مع استمرار المستهلكين في الترشيد.
والمبرر لتقديم الخصومات (الجوائز المادية) هو أن الماء يُباع بخسارة مادية باعتبار ان سعر بيعه أقل من تكلفة انتاجه ونقله وتوزيعه، ومن هذا المنطلق فالحد من الاستهلاك يعني كذلك الحد من الخسارة، وهذا مكسب عظيم يستحق المكافأة، إضافة إلى أن تحفيز مستهلك الماء على الترشيد لا ينبغي أن يتمحور فقط حول «عصا» الفاتورة بل قد يكون أكثر فاعلية إن كان متوازناً مع «جزرة» مكافأة المستهلك الرشيد.
نقلا عن اليوم
المشكلة ليست في الاستخدام بذاته انما في التسريبات وردائة السباكة والصنابير والتهريب والخدم وعدم استخدام مرشدات الاستهلاك ........يجب ان تفرض شروط صارمه جدا جدا من اليوم ورايح على اداوت السباكة في الاسواق من شطافات وشورات وصنابير والخ ان تكون مضغوطة ومرشدة للماء بشكل كبير !
أخي العزيز / كميات المياه المهدرة من التسريبات في الشبكة العــامة ، وخاصة عندما يحدث عطــل = أضعاف الكميات المهدرة في المنازل .... والسباكة في المنازل أفضل من كثير من الشبكات الناقلة للمياه في كثير من المناطق .... على ما أعتقد
المقارنة مع ألمانيا غبر واقعي ؟!، ..... فلاهم يصلون 5 صلوات ، ولا عندهم طوز و غبار اللي عندنا ، ولا يأكلون مطازيز وققرصان وكبسة مثلنا ( أي ) = الخارج بسيط ويستخدم فيه المناديل .... المفروض المقارنه تكون بدول الخليج العربي ، والذين نتشارك معهم في الدين و العادات والتقاليد ويعيشون معنا في نفس الظروف الطبيعية .
صدفت ياغالي والله كم مره اشوف تسريبات وماصورة تنفجر بالشارع وفيها تسريب عبارة عن انهار وبحر تصبح الدنيا وبعضها مصور ونشر في الاعلام لاكن من يحاسب الحصين وربعه على هذا الهدر !!!
أنا مع الكاتب مع تقديري له في نهجه . علتنا في السعودية حين يراد رفع سلعه خدمية حكومية يبالغ في رفع التعرفة . اي ان اُسلوب الرفع التدريجي للتعرفة معطل ، بحيث لا يؤثر على المشتري او المستهلك بشكل عنيف ، إنما المتبع رفع القيمة مرة واحدة ، مما يسبب الاستياء والانفعال في المعارضة . احتياج الشخص اليومي للماء من شرب وغسيل وحتى سقياء مسترشدة ، هي ٣٠٠ لير/ يوميا ، على افتراض معدل عدد الاسرة ستة أفراد . استهلاكهم اليومي ١٨٠٠لتر/ يوم ، مايعادل ٥٤ م٣ شهري . لو اقترح قيمة المتر٣ الاول ( ٥٠ هلله ) والثاني ١٠٠ هلله ، والثالث مضاعف وهكذا تدريجيا . بهذا من يستهلك مترين مكعبين من الميا يوميا ستكون تعرفة الاستهلاك شهريا (٤٥ ريال ) وهذا منصف ، ومن يبذر فاليتحمل الزيادة المُضافة على الاستهلاك .( من لديه تصريف صرف صحي ، يضاف نصف قيمة الاستهلاك في الفاتوره ) .. مجرد اقتراح وحرية رأي ..
تجربة فواتير المياه يجب ان تكون جرس التنبيه للعاملين على برنامج التحول الوطني لمراعاة اهمية ادارة التغييير "Change Management". لا يمكن تغيير نمط معيشة مجتمع و نماذج اقتصادية معينة بصورة ارتجالية و في ليلة و ضحاها و بدون تحضير. يجب: ١) اعطاء فرصة للناس لاتخاذ اجراءات قبل الاعلان عن تطبيقها. ٢) التدرج. ٣) تطوير اجراءات الاتصال و التوعية ٣) ايجاد شبكة حماية للمتضررين. ٤) الاجابة على التساؤلات المشروعة مثل: " لماذا انا و ليس غيري؟" و " ?What's in it for me". الاهداف طويلة الاجل هناك اجماع عليها لكن يجب الحصول على موافقة المجتمع على ركوب الباخرة و تحمل المشقة من خلال سلة متكاملة من البرامج و الحوافز. قد نفشل في الوصول الى الاهداف الحميدة اذا خبصنا التنفيذ. في جميع الاوقات، البراعة في التنفيذ و ادارة التغيير تؤدي الى النجاح او الفشل في بلوغ الاهداف.
مساء الخير د.أحسان مكن الرد علي هذا السؤال كيف نعلاج عدم دفع كبار الشخصيات 386 مليون ريال فاتورة الكهرباء وهذا يعني ما يدفعون فاتورة الماء وهم يملكون القصور والحدائق الخ التحليل فقط للمواطن واتمنا ان تكون معنا وليس من كبار الشخصيات ...؟؟؟ مجرد راى مواطن
مشكلة الاستهلاك كتبرير لمصيبة الفواتيرظهرت كثيرا هذه الأيام وخصوصا بعد التعرفة الجديدة؟؟!! ان لم يكن كذلك فكيف لكم ان تفسرو لي زيادة استهلاك الأسر كذا فجاءة وبعد التعرفة الجديدة وبشكل جماعي سبحان الله؟؟؟؟؟!!!!!!! لابد لشركة المياه ان تكون هي من يبرر نسبة الزيادة في الاستهلاك التي رصدت بالفواتير الجديدة لا المستخدم, فمساءلة التسريبات غير مقبولة كعذر او تبرير حيث ان المياه ضخت للناس قبل التعرفة الجديدة وبعدها فهل يعقل ان يكون قبل التعرفة الجديدة لايوجد تسريبات وبعده ظهرت التسريبات؟؟!! ليه هو الفاتورة اللي بتعمل التسريبات ولا الخزان خربان؟؟!! اذا الخزان سليم في السابق فهو ايضا سليم بعد التعرفة الجديدة؟؟!! فغريب جدا ان يكون الاستخدام لسنوات قبل الزيادة بمعدلها الطبيعي وما ان اقرت التعرفة الجديدة ارتفع نسبة الاستهلاك؟؟!! فهذا امر مستغرب جدا جدا؟؟!! برأي عشوائية قراءة العدادات, نوعية العدادات, ونظام الشرائح الغير منطقي وجور السعر هم من ادو الى هذه الفواتير الغير عادلة والغير منطقية وليست التسريبات؟؟!! وربما شركة المياه تحتاج الى تحسين خدماتها من خلال تقسيم العداد الواحد المشترك في خزان واحد بين السكان لتصبح كل شقة بعدادها تفاديا للظلم من هذا الاشتراك؟؟!! ويجب على شركة المياه هي من تقوم بهذه الخطوة لكافة المشتركين قبل العمل بالتعرفة الجديدة وايضا ان يكون اصدار الفاتورة شهري وليس ربع سنوي...حيث ان تراكم الاستهلاك لفترات طويلة يؤدي ايضا الى الدخول في الشرائح الغالية وهذه ايضا احد اهم الأخطاء التي قامت بها الشركة؟؟؟؟!!!!
يبدو ان التخطيط بعيد عن الواقع ثم يجب ان تعرف ان معدل استهلاك الفرد العالمي هو 300 لتر يوميا واتحدى ان يثبت احد ان استهلاك الفرد في المانيا هو 80 لتر يومياوكذلك لماذا لم يتم ترشيد نفقات ورواتب ومصاريف سفريات وتنقلات وسيارات موظفوا شركة المياه مثال راتب لؤي المسلم نفقات لؤي المسلم سيارات وسائقي لؤي المسلم