ليس شرطاً أن ينجح طرح الاكتتاب ويتم تغطيته بسبب انخفاض سعر طرح سعر السهم، كما أنه ليس شرطاً أن لا ينجح الطرح بسبب ارتفاع السعر، فكثير من الاكتتابات التي طرحت بعلاوة الإصدار على مدى الأعوام الماضية نجحت تغطيتها، سواء كان سعر الأسهم المطروحة للاكتتاب متدنياً أو مرتفعاً، وأحد أسباب نجاح تغطيتها "عند الطرح" هو إبقاء هامش ربحي للمكتتب لدى طرحها، لكي يُحَصِلَه بعد البيع مباشرة كما كان يفعل كثير من المكتتبين، والسبب الآخر أن السوق كانت نشطة حين الطرح.
فعلاوة على نجاح ما تم طرحه سابقاً من أسهم شركات، فإن التغطية كانت مُلفِتَة، بل انه أحياناً تفوق تغطية الطرح بعلاوة الإصدار لما هو مخصص للطرح بعدة مرات، والشواهد كانت كثيرة، والسبب الرئيس في التغطية المرتفعة لتلك الاكتتابات لم يكن محصوراً في أن الشهية على الاكتتابات كانت مرتفعة، وإنما كان ضمان المكتتب بأن الاكتتاب سيتيح له الحصول على أرباح تتركز على الفرق بين السعر المكتتب فيه وبين السعر السوقي، ويضاف له الحركة النشطة للسوق الرئيسية.
الاستجابة المتدنية لبعض الاكتتابات؛ تشير إلى أن كل ما ذكرت سابقاً بأن الإقبال على الاكتتابات سيجري تمحيصه مستقبلاً من قبل المكتتبين، خاصة فيما يتعلق بالشركات التي تطرح أسهمها بعلاوة إصدار مبالغ فيها، ولا تتوازى بما اكتنز السوق من فرص عند الطرح من أسهم متداولة لشركات ذات عوائد وذات نمو وبمكررات ربحية منخفضة.
فالمكتتب حالياً يتمتع بوعي، ولنقل بوعي كبير، وله تفصيلاته، وتحليلاته، وأيضاً تفضيلاته فيما يخص مسار السوق أولاً، وفيما يتعلق بالشركات المطروحة بعلاوة الإصدار ثانياً، فالتجارب السابقة التي مر فيها وتدنت فيه أسهم كثير من الشركات التي اكتتب فيها بعلاوة إصدار كان لها أثرها حالياً في رفع وعيه، ومَحصِلَة في إحياء يَقَظَته، ونذيراً في أن لا يلدغ من جحر مرتين.
لا يختلف اثنان على أن الاكتتابات لها أهدافها لدى منظمي السوق في توسيع عمق السوق المالية، لكن هدفها لدى المكتتبين يختلف، فإن لم يُترك لهم فيها هامش ربحي تقديري يفيدهم، فسيصبح الإقبال عليها ضعيفاً للغاية، إن لم يكتنفها خطر عدم نجاحها، والنصيحة في الاكتتابات المقبلة المتضمنة علاوة الإصدار؛ أنه ينبغي أن يُترك للمكتتب ما يحقق له ما يبتغيه من هوامش ربحية،لا أن يتم الاستئثار فيها مرة واحدة وبمبالغة في علاوة الإصدار وتطرح بسعر مرتفع.
نقلا عن الرياض
لا فُضّ فوك أستاذ خالد. الاكتتاب الأخير دليل واضح على ماذكرت، وسنرى اسهم مستقبليه تنزل بسرعة إلى أقل من سعر الإكتتاب في حال المبالغة في تقييمها. ستكون خسارة لأغلب الأطراف (ماعدا السماسرة الذين يربحون من "الجميع").