قبل عدة أيام صدر تقرير من "اتش اس بي سي" مفاده اختصارا :الكاش هو الملك، وذلك على الرغم من انتعاش أسواق الأسهم مؤخرا بعد بدايتها غير المطمئنة بداية هذا العام.
طبعا الكلام هنا على الأسواق الأمريكية بإعتبارها المؤثر الأكبر على نظيرتها العالمية، وبرر المصرف البريطاني الشهير ذلك بتخوفه من تباطؤ نمو أرباح الشركات وتقييم الفرص الإستثمارية.
وكانت مجموعة "سيتي جروب" قد سبقت "اتش اس بي سي" بإطلاق تحذير عن تزايد مخاطر التعرض لركود اقتصادي، ومعها "جي بي مورغان تشيس" الذي أوصى بتوظيف ارتفاع الأسواق الأخير لعمليات بيع وليس شراء.
ولم تختلف أسباب توصية "جي بي مورغان" عن نظيره البريطاني "اتش اس بي سي" أو الأمريكي "سيتي جروب" من ضعف النظرة لآفاق النمو الإقتصادي، وكذلك أرباح الشركات، بجانب مخاطر الركود التي تلوح في الأفق.
وفي وقت متزامن مع ذلك تقريبا صدر تقرير يشير إلى أن بعض كبار المستثمرين في سوق السندات مثل "بلاك روك" و"فرانكلين تمبلتون" اللذان يمتلكان صندوقان يعدان بين العشرة الأكبر عالميا في سوق السندات رفعا قيمة السيولة.
وناهزت قيمة السيولة من اجمالي الأصول المدارة من قبلهما 18.5% على مدار السنوات الخمس الأخيرة (واضح تأثير المتطلبات التنظيمية المشددة في أعقاب الأزمة العالمية والرغبة في تلبية طلبات الاسترداد في أى قت).
البعض يفسر ذلك بصدور تقارير مشابهة عند بلوع الأسواق قيعانها وبداية فورة ارتفاع حيث تزداد حدة التحذير أو الأخبار شديدة السلبية، وهل الأسواق عند قيعان ام قرب قمم؟
ورغم ترددي في اعادة الحديث عن رؤيتي للأسواق هذا العام، كون النظرة التي وضعتها العام السابق تظل قائمة بنسبة كبيرة (لمن يتطلع للمدى الطويل بنظرة استثمارية وليست مضاربية).
وببساطة فإن الأسواق تظل في اتجاهها الصاعد ما لم تعط إشارة لتغييره وهذه هي القاعدة، وبما أنها أعطت إشارة أولية قبل فترة "الأسواق الأمريكية" لكنها تنتظر التأكيد أو النفي.
وبشكل عام ننتظر تصحيحا من الصعب تحديد وقته، وإن أشار الصديق الفاضل والمحلل ذا الرؤية الشاملة –السيد السعدني "أبو رفيدة"- أنه سيكون على الأرجح أوائل مايو القادم، وان كان ذلك يحتاج متابعة أكدها بعمل تحديث لذلك خلال بداية ومنتصف أبريل.
ولأن البعض للأسف قد يقتطع الكلام أو ينقل ما قد يستهويه أو يتعامل مع احتمال 99% ويهمل 1%، فقد ترددت في نقل ما أراه خلال الفترة القادمة.
وبغض النظر عن تقارير "اتش اس بي سي"، "سيتي جروب"، و"جي بي مورجان" فإن القناعة بضرورة اكتناز السيولة مع تنويعها في أكثر من عملة سيكون مفيدا على المدى المتوسط والطويل.
وربما أكرر كلاما ذكرته كثيرا، حيث استجاب النفط ومعه أحيانا الذهب لإرتفاع الدولار منذ منتصف عام 2014، حيث هبط الذهب الأسود كما تابع الجميع، لكن واصلت الأسهم الأمريكية تحقيق مستويات قياسية عديدة.
هذا الإرتفاع في الأسهم وتحقيق مستويات قياسية"تكررت لكن بفارق أقل كثيرا في عام 2015 لتراخي الزخم بالمقياس طويل المدى، ويكاد يتلاشى هذا العام وان ظل قائما بنسبة أضعف" يعني تضاعف قيمتها مرتين مرة بارتفاعها ومرة أخرى بصعود الدولار.
قد تتداخل هنا تبعات انتهاء برنامج التيسير الكمي الذي أثر سلبا قبل اعلان نهايته رسميا في أكتوبر/تشرين الأول عام 2014 على الأسواق الناشئة وانسحاب السيولة منها.
وما زالت آثاره التي تداخلت مع "حرب غير معلنة" في سوق العملات تختلف أسبابها وتتنوع في عمل "محرقة" لإحتياطي عملات الأسواق الناشئة "بما فيها منطقتنا" لكن مع بروز الصين التي شددت الخناق على تخارج رؤوس الأموال منها بوضع حد عند 50 ألف دولار للفرد خلال عام.
وتشير بيانات معهد التمويل الدولي أن حوالي 676 مليار دولار خرجت من الصين العام الماضي، لكن تقديرات غير رسمية لمحللين تعتقد انها ربما ناهزت تريليون دولار.
ويمكن معرفة ضخامة الرقم بمقارنته بحوالي 111 مليار دولار فقط تخارجت من كل الأسواق الناشئة بما فيها الصين عام 2014 (لاحظوا متى انتهى برنامج التيسير الكمي الأمريكي).
أيضا البرازيل التي سجلت انكماشا حادا هو الأقسى منذ ربع قرن في تاريخها بنسبة 3.8% العام الماضي، مع ارتفاع معدل البطالة وفقد عملتها الوطنية "الريال" 24% من قيمتها أمام الدولار، هل يمكن تصور التأثير السلبي الضخم لذلك على الاقتصاد.
وفي النهاية ما ذكر لا يعد توصية لأحد من قريب أو بعيد، بل طرح رؤية مختصرة وعابرة قابلة للخطأ والصواب وسيتم تحديثها ان شاء الله اذا استدعت الضرورة وتغير الظروف.
تقرير دسم ومنطقي ... بارك الله فيك
اتفق معك على أن الكاش هو الخيار الأفضل واختلف معك حول تنويع العملات .. في ظني أن الدولار هو الخيار الأكثر أمانا حاليا وعلى المدى المتوسط .. وهناك تحرك متوقع قادم للدولار .. شهر 5-6 القادمين ..
المقصود اخي تنويع الدولار مع العملة المحلية ..وشاكر ملاحظة حضرتك فهي لم تكن واضحة فعلا