في نفس التاريخ انطلقت كوريا والسعودية لبناء نهضتهما الاقتصادية، فكيف انطلقت كوريا من تحت الصفر وبلا موارد لتصبح في عقود تزاحم الدول العظمى، نهضة كوريا أعظم من النهضة الأوربية والأمريكية.
فقد حقق الكوريون في عقود وبسلاسة ما أحوج الغرب تحقيقه قروناً من الملاحم والخسارات العظمى، كوريا تعتبر مقارنة ليست عادلة لنا فقط نحن السعوديون بل هي مقارنة من باب أولى. فقد كانوا قرويين بدائيين وكنا نحن كذلك.
فكوريا، التي نصح الجنرال مكارثي الأمريكي قومه بأن لا أمل في إحيائها اقتصادياً، قد انطلقت بسلاسة وبلا فتن ولا ملاحم من تحت حطام الحرب مدمرة تماماً بلا موارد اقتصادية، ولا بنية تحتية ولا خلفية علمية ولا مقدرة عقلية، تحت وطأة حكم ديكتاتوري عسكري، وتحت وطأة تقاليد قبلية وعائلية مرهقة، فلا يتعذر أحد بالديمقراطية، ولا بالبدائية ولا بالقبلية.
وصلت كوريا لأنها أوجدت حلولها بمعطياتها لا بمعطيات أمريكا وأوروبا، فتمردت على الديمقراطية فحكِم الكوريون بالديكتاتورية العسكرية.
ونبذوا فكرة السوق الحرة وعدم تدخل الدولة، فأقامت الدولة المشاريع الضخمة، وصلت كوريا لأنها فكرت بعقول ثلة قليلة من النابغين من أبنائها، لا بعقول البصمجية أو المستنفعة أو سُراق الأفكار وأصحاب الخبرات الكاذبة.
طعام الكوريين لا يطيقه غيرهم ولا يطيقون هم طعام غيرهم، وقد انكب الكوريون على دراسة الأطعمة الأوروبية والأمريكية واستجلاب خبراء الأطعمة، لا ليصنعوا طعاماً أمريكياً ولا أوروبياً، ولا ليستخدموا طرق صناعة الأطعمة، ولا لاقتباس الوصفات بمقاديرها.
درس الكوريون أطعمة غيرهم، ودرسوا خبرات غيرهم واستجلبوها ليصنعوا طعامهم الكوري، ليزداد أصالة كورية فيزداد تنفيراً وكراهة لغير الكوريين، فبهذا سبقت كوريا وبهذا تميزت فصعب استنساخها.
واشتغلنا نحن السعوديين باستجلاب الأطعمة الغربية والأمريكية وخبرائها ليصنعوا هم الأطمعة لنا فنقدمها لندعي بفخر أن نساءنا طبخنها وأن أبناءنا جاءوا بمتطلباتها وأن رجالنا أكلوها، ولم تطبخ النساء ولا تدري ما الطباخة، ولا يعرف الأبناء كيف يأتون بالمتطلبات ولم يأكل رجالنا ملء بطونهم، بل حاشرهم الأوربيون والأمريكيون على المائدة، فنحن في خوف كلما انخفض نفطنا أن يذهب الطباخ والمُورد والمُحاشر لمائدتنا، فمحاشرة بدعوى الكرم خير من جوع ولا فخر كرم.
والأجنبي أجنبي، لا يشعر البعض بالكلفة إذا ما بذل له المليارات فهو أجنبي وكل مستورد غال، والأجنبي كما هو في المثل النجدي «ما يتغطى عليه» فهو غير مزاحم في فخر خدمة الوطن ولا نشعر بالخجل من جهلنا أمامه ولا يعاب علينا في استخدامه.
لذا يُحارب السعودي المبدع وتُسرق أفكاره من الوطني ومن الخبير الأجنبي، وهذا يشرح لم أضعنا عشرات التريليونات دون أن نصبح قادرين على صناعة طعام واحد بينما نجح الكوريون في صناعة طعامهم وطعام غيرهم وحصلوا أضعاف ما أضعنا من التريليونات.
والجاهل يناضل لتغطية جهله فهو محارب لكل إبداع وطني بكل طريقة، فإما أن يسرق الفكرة وإما أن يُميتها.
ولو أن سرقة الحلول والإبداعات تكفي، لتفاءلت خيراً، فالأجنبي قد كفانا سرقة الأفكار والحلول الوطنية، وهو الذي «لا يتغطى منه» فسيقدم الأجنبي الحل مقابل الملايين ويدعي الوطني الحل وانتهى الأمر.
ولكن الحلول العظيمة لا تُسرق ببساطة، فطريق الحل له مفاتيح، وتواجهه عقبات لا يستطيع تجاوزها إلا مبتدع فكرتها، فلهذا تموت الأفكار في النهاية أو تشوه فتخرج مسخاً مكلفاً أضعاف أضعاف لو أستعين بمبدع الحل.
مبدعو الحلول وأصحاب الأفكار يأتون بالفكرة وهي خداج، فإن سُرقت ماتت في مهدها، وإن ربيت في مهد صاحبها نماها حتى كبرت ونضج نموها.
وترى الفكرة وهي في مرحلة نضوجها، توجد حلولاً لعقبات تواجهها، تصبح هذه الحلول حلولاً أعظم لمشاكل أخرى متنوعة.
فإن لم تنتهب الفكرة من مهد صاحبها، صارت شجرة عظيمة ملتفة كثيرة النفع مثمرة بحلول أخرى واختراعات جديدة، وإن انتهبت فهي كقطع غرسة صغيرة، فإما أن تموت أو تنمو هزيلة مريضة بالكاد تقيم عودها فهي أعجز من أن تولد غيرها.
فسُراق الأفكار كزهرة الربيع تذبل سريعاً، فهم غير قادرين على إتمامها واستغلالها بالشكل الأمثل كما أنهم أعجز من أن يطورونها ويخلقوا منها حلولاً أخرى.
فليس هناك سر في أن كوريا أصبحت تسابق الأمم المتقدمة وقد انطلقت من حطام الحرب ومن مستنقع الجهل والتخلف وأصبحنا ونحن نراوح مكاننا تحت رحمة الأجنبي.
فالحكم الديكتاتوري للشعب المتخلف الكوري أدرك أن نهضة الشعب بعقول مبدعية لا بعقول السراقين أجانب كانوا أو وطنيين، فحكم السُراق بيد من حديد، فخلق بيئة إبداعية محفزة على الإبداع.
قوم جورج يميزون سُراق الأفكار ويدركون مبدعيها، فالسارق لا يستطيع الدفاع عن الفكرة ولا تطويرها ولا تبيين أصولها.
ويكثر في قومي سُراق الأفكار ويجحدون مبدعيها ويحسدونهم «ولا يتغطى على الأجنبي عندهم».
فيا ليتني كنت جورج، فأتيهم بلباسه، فلا يتغطى عني، لكنت أنفع لوطني.
نقلا عن الجزيرة
لافض فوك دكتور حمزة. استمتعت بالمقال وتألمت للحال والمأل. وعلى قولتك: ياليتني جورج
السبب الوحيد أن كوريا ليس فيها فساد و سرقات من المتنفذين
غير صحيح كوريا واليابان والصين فيهم فساد بس الفرق انه اذا انكشف المفسد يقصونه قص كائنا من كان حنا الى الآن ننتظر تعريف مصطلح كائن من كان اللي شكله ما ينطبق على محتالوا المعجل وموبايلي
يا سلام عليك يا GPie جبتها في الصميم فعلاً لازلنا ننتظر تعريف كائناً من كان !!!!
إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله : لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها
مقال رائع يستحق القراءة
قتلنا الفساد ونهب الاراضي والمناقصات
وراء نهضة اليابان وكوريا الجنوبية تقف أمريكا بكل جدارة. وعليك مقارنتهما بكوريا (الشمالية) وفيتنام من المعسكر الشيوعى. لم أفهم ضربك الأمثال بالطبيخ والطعام معذرة .
اقتباس "وصلت كوريا لأنها فكرت بعقول ثلة قليلة من النابغين من أبنائها، لا بعقول البصمجية أو المستنفعة أو سُراق الأفكار وأصحاب الخبرات الكاذبة". هذا بلانا وهذه مشكلتنا الحقيقية والسبب الواسطة والعلاقات ووجه تعرفه خير من وجه ما تعرفه وهذا ولد فلان !!! هناك من يرى ويرصد هذه الامور ولكن لا يريد ان يحرك ساكناً !!! قطاعات كاملة دورها رصد الخطأ ومحاسبة المخطئين وتصرف لها رواتب تؤثر في ميزانية الدولة ومع ذلك لا تريد ان ترفع تقرير عن المشكلة وحلولها الواضحة !!!! ولذلك لا نستغرب عندما يصل احدهم للمنصب وهو ليس كفوءاً له ومن ثم يبدأ في البحث عن معارفه ومن يدير له مصالحه !!!! لا نستغرب عندما يتورط في مشكلة ان يقول لكبار موظفيه شوفوا وش سووا في امريكا شوفوا وش سووا في الامارات ... سووا زيهم وكل يوم انتداب ومصاريف سفر الى ان تنتهي فترة وظيفته ليأتي من بعده بنفس الطريقة ونفس الاسلوب وتتأخر البلد ولا نتطور لان الهدف الاساسي ليس مصلحة الدولة العليا وانما المصالح الشخصية الضيقة المبنية على فساد اداري كبير.
الفساد الاداري والتعيين المبني على المعرفة صدقت
اصبح الكبير والصغير يعرف ان الفساد هو افة هذا البلد وانه السبب فى جل المشاكل التى يعانى منها الاقتصاد وهذه المعلومة لابد ان تكون وصلت الى صانعى القرار فماذا فعلوا للقضاء عليه ؟ لم يفعلوا شىء ولن يفعلوا شىء ماعدا بعض الديكورات مثل انشاء هيئة مكافحة الفساد والتى تكفش موظف صغير يختلس بعض العهد واو موظف صغير مرتشى ولكنها تتوقف عندما يصل الامر الى العمولات المليارية وقضايا غسل الاموال الكبيرة لان الضالعين فى مثل هذه القضايا يكونون غالبا فوق مستوى المسائلة واخشى انه مع مرور الوقت يصبح العاملون فى هيئة مكافحة الفساد جزء من منظومة الفساد لانه للاسف محاربة الفساد فى المملكة تحتاج الى انتحارى ميت قلبه ولديه سلطة وقوة كبيرة وللاسف هذا الانتحارى لم يولد حتى الان ولن يولد ابدا
هل تعلم أن كوريا الجنوبيه كانت تأخذ مساعدات من الفلبين قبل بدايه النهضة الصناعيه في كوريا وشاهد الفرق بين كوريا والفلبين والفلبين لا ينقصها عقول وادي مهرة ولكنه الفساد