من أهم القطاعات، من أكثر القطاعات معاناة، مهما كانت أحجام منشآته، أصحابها يعملون ويعملون ويعانون، يناضلون لوحدهم، ازداد عددهم، منهم من هو نظامي، ومنهم من هو غير نظامي، تلخبطت أوراق القطاع، اشتغل فيه الأجنبي قبل السعودي، وتم اتهام جميع من يعمل في هذا القطاع بالتستر، طال صمتهم، ازدادت جراحهم، لا يطالبون إلا بجهة تحس بمعاناتهم وتحتضنهم وتنتشلهم من "اليتم" الذي عانوا منه، يحتاجون للاعتراف بهم فقط لا غير، هذا هو حال قطاع المقاولات في السعودية!
من أقل القطاعات ربحية، اقتنع أصحابها بالربح القليل، ثم أصبحت أرباحهم في مهب الريح، تحولت أفراحهم لحسرات بعد الخسائر التي هلت عليهم من كل صوب؛ بسبب ارتباطهم بمشاريع امتدت لسنوات تخللها قرارات قاسية، اقتنعوا بمشاريع دون طمع، تمت دراسة المشاريع على أساس محاسبي بافتراض حسن النية، وانصدموا من الواقع، البعض منهم كانت لديه مناعة لما يحدث لهذا القطاع، وعجز البعض منهم عن الخروج من السوق بأقل الخسائر، واستسلم البعض للواقع المرير، وأفلس البعض منهم، وتمادى البعض الآخر في ردة فعله وتمسك في مخالفة الأنظمة؛ لضمان ما يمكن ضمانه من المردود المالي، هذا هو واقع قطاع المقاولات في السعودية!
قطاع متشعب في أعماله، لا يمكن لأي جهة أن تحدد مصيره دون وجود أعضاء ذوي خبرة وباع طويل في نفس المجال، أسرار القطاع كثيرة ومعقدة، وتطويره ليس بالأمر السهل أبداً، تم إهماله لفترة طويلة مما تسبب في كثرة تخبطاته، قطاع يحتاج إلى إعادة النظر في نسب توطينه بشكل عاجل، قطاع من أصعب القطاعات في عملية تحصيل المستخلصات مما يتسبب ذلك في تأخير دفع تكاليف العمل وأجور العاملين فيه، قطاع يعتبر ثاني أكبر القطاعات الاقتصادية في المملكة بعد قطاع النفط، قطاع تمثل منشآته تقريباً 27% من إجمالي المنشآت المسجلة في المملكة، قطاع يبلغ عدد المقاولين المسجلين فيه ما يقارب 115 ألف مقاول، قطاع من المتوقع أن يصل حجم أعماله إلى ما يقارب "1.125 تريليون ريال سعودي" في 2015م، فهل يستحق هذا القطاع إعادة النظر في تطويره؟
المملكة العربية السعودية تشهد طفرة حقيقية في هذا القطاع لدعم عمليات التنمية في البلاد، والمقاولون هم الذراع الأساسية لذلك، والأيدي العاملة هم المحرك الأساسي لتقوية ذراع المقاولين، وواقع السوق هو وجود شح كبير من الأيدي العاملة المحلية في تخصصات هذا القطاع، فما هو الحل؟
كتبت هذا المقال بعد محاورتي في مناسبة بالغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية لأحد قادة قطاع المقاولات في المملكة الأخ فواز الخضري، وأنا لست بمقاول، ولا أستطيع أن أكون مقاولاً، ولا أتوقع أن هناك أي حافز لأكون مقاولا في المستقبل، لكن ما هو بيدي هو الدعاء لأصحاب الأعمال في قطاع المقاولات «النظاميين منهم فقط»، كان الله في عونهم لأن حالهم لا يسر العدو قبل الصديق.
العديد من التحديات تواجه قطاع المقاولات وعلى رأسها تحصيل المستخلصات.
نقلا عن اليوم
المفروض ان نشكر الله ان هناك عماله اجنبيه ترغب العمل في السعودي مما اعطي للسعوديه فرصة الانطلاق كل هذه السنوات والان نحارب هذه العماله ونريد استبدالهم بسعوديين علي الرغم ان السعوديين لايرغبون العمل في هذا القطاع ابدا . ونظام التطفيش الذي تمارسه وزارة العمل مع هذه العماله سيؤدي الي تاخر التنميه ومن ثم تعود المطالبه باحضار هذه العماله مره اخري . مطلوب من وزارة العمل تخفيف القيود علي عمالة البناء .