في الأسبوع الماضي استبشر كل مواطن سعودي في المملكة بقرار مجلس الوزراء الموقر الخاص بإحالة مشروع فرض الرسوم على الأراضي البيضاء إلى مجلس الشورى لدراسته وفقاً لنظامه، على أن ينتهي المجلس من هذه الدراسة خلال فترة لا تتجاوز ثلاثين يوماً.
وهو قرار يشير إلى أن فرض الرسوم على الأراضي البيضاء أصبح الآن أقرب من أي وقت مضى، آخذين في الاعتبار الظروف الاقتصادية الراهنة في المنطقة، التي هي الأخرى ستسرع من فرض الرسوم بهدف دعم الإيرادات الحكومية، وتنويع مصادر الدخل بالشكل الذي يتماشى ويتزامن مع حل مشكلة الإسكان.
تشير تقارير صحفية نقلاً عن متخصصين في مجال التطوير العقاري إلى أنه في حال تطبيق الرسوم على الأراضي البيضاء فإن القيمة التقديرية لتحصيل هذه الرسوم ربما تصل إلى 250 مليار ريال سنوياً، وهي بالتأكيد قيمة ضخمة إذا ما قورنت مثلاً بحجم الموازنة العامة للدولة سنوياً بنسبة قد تصل إلى 30 في المئة، أو إذا ما قورنت بإجمالي حجم ودائع العملاء في المصارف السعودية بنسبة لا تقل عن 15 في المئة.
وإذا ثبتت صحة هذه التقديرات فإن تحصيل هذه الرسوم سيكون كفيلاً بتغطية نصف عجز الموازنة العامة لهذا العام مثلاً، ولكن على حساب أرصدة ودائع العملاء في المصارف المحلية، بينما لا أعتقد شخصياً أن كبار العقاريين اليوم لديهم ودائع تحت الطلب تكفي لسداد الرسوم.
في السياق نفسه، تناولت تقارير صحفية أخرى أخباراً، مفادها أن فرض الرسوم على الأراضي البيضاء سيكون مقتصراً على الأراضي ذات المساحة التي تزيد على 10 آلاف متر، وعلى الأراضي السكنية المكتملة الخدمات.
وهنا يجب أن نركز قليلاً عند «أراضٍ ذات مساحة تزيد على 10 آلاف متر» و»أراضٍ سكنية» و»مكتملة الخدمات»؛ لأنه إن صحت هذه التقارير بهذه الضوابط مجتمعة فإن قرار فرض الرسوم سيكون - مع الأسف - قراراً عديم الفائدة، وليس له أي قيمة؛ لأن بعض كبار العقاريين حتماً سيسعون جاهدين لتفادي دفع الرسوم بأي طريقة كانت (نظامية أو غير نظامية)، وخصوصاً أن التطبيق ستسبقه فترة سماح، قد تصل إلى بضع سنوات!!
على الرغم من حماسي لخدمة ديني ومليكي ووطني وأبناء بلدي من خلال التصدي لمشكلة الإسكان في المملكة في وسائل الإعلام (ويشاركني في هذا الكثير من الإخوة الاقتصاديين)، إلا أنني الآن بدأت أشك في قدرة وزارة الإسكان على حل هذه المشكلة التي تُعتبر اليوم من أهم الأولويات التي لدى ولاة الأمر والمواطن السعودي البسيط على حد سواء؛ إذ إن جميع دول العالم عندما تنظّم قطاعاتها العقارية من خلال فرض الرسوم أو الضرائب تقوم بذلك ضمن إطار واسع وشامل، لا يترك مجالاً للتهرب من دفع الرسوم أو الضرائب، وهو ما يتعارض مع الضوابط «الضيقة» التي تناولتها التقارير الصحفية، والتي حتماً ستحدُّ كثيراً من فعالية قرار فرض الرسوم عند تطبيقه.
لذلك، أستطيع القول بكل أسف: لا داعي لرسوم تسمح لمالكي الأراضي البيضاء بتفتيت أحجام أراضيهم، وتفتيت الملكية إلى أسماء مختلفة.. ولا داعي لرسوم تطبَّق على الأراضي السكنية وتهمل الأراضي التجارية.. ولا داعي لرسوم تسمح لمالكي الأراضي البيضاء بالمماطلة في تطوير أراضيهم أو في إكمال خدماتها!!
والأهم أننا ومن الآن نقول: لن نقبل أعذاراً وتبريرات من أي مسؤول في وزارة الإسكان (مع كامل الاحترام والتقدير لهم) لو ثبت فعلاً عدم فعالية فرض الرسوم مستقبلاً.
نقلا عن الجزيرة
هذه المعضلة من الصعب حلها بقرار واحد فقط
صحيح أخي محمد، التفاصيل و اللوائح التنفيذية هي التي ستحدد نجاح هذا المشروع الوطني من عدمه. و يجب أن تكون الرسوم بهذه البساطة: هل الأرض مستخدمة بنسبة 80% الى 100% ؟ نعم = بدون رسوم ،،، لا = رسوم 100 ريال للمتر.
أما اذا صار فيه استثناءات فهذا سيفتح باب للفساد لا يمكن اغلاقه ، لأن الأراضي صارت خلال السنوات الأخيرة مع الأسف من أكبر المجالات الاستثمارية للكبار والصغار والتاجر ومتوسط الحال. وهنا الصعوبة.
الرسوم لابد ان تطبق على جميع مساحات الاراضي بدون استثناء مع ملاحظة ان تكون الاراضي التجارية في المستقبل للدولة وتؤجر بايجار رمزي للحد من ظاهرة رفع الايجار وبالتالي رفع اسعار السلع كل الماضي لدينا تعيس سيطرت فئة على الاراضي وصارت تتحكم بالسوق ولكن المسألة لاتحتاج عصا سحرية هي تحتاج حب وطن والتضحية بعدد 2 مليون محتكر مقابل 20 مليون مستاجر ونسأل كيف تستطيع الشعوب التي عدد سكانها مليار من توفير السكن ونسجل مشكلتنا من عجائب الدنيا للتاريخ
اتفق معك جداً
أستاذي محمد العمران، ماذا في رأيك في تطبيق قرار عدم البيع الأراض لفتره 3 سنوات قادمة من تاريخ شرائها.
أستاذ محمد حساب إحتساب الرسوم مبني على قيمة متضخمة جدا والتي ارتفعت بمعدل سنوي 40% أو أكثر خلال 15 عاما فمن الأولى أن تنخفض قيمة المتر المربع إلى الأسعار العادلة والتي يتقاطع عندها منحنيي العرض والطلب وبذلك سنجد أن قيمة الرسوم لن تضر اقتصاديا بل ستساهم في تحويل الأرض إلى عامل إنتاج بدلا من وسيلة إدخار... والله الموفق
يجب تطبيق الرسوم على جميع الأرض مهما كانت مساحتها ومهما من هو صاحبها
👍
المشكلة الكبيرة فى اصحاب هذه الاراضى لذلك لن يكون لهذا القرار ان صدر اى تأثير لانه سيصدر ملىء بالمنافذ التى تسهل لاصحاب الاراضى التهرب من دفع الرسوم
القرار اخوي محمد اساسا ليس حل عادل ولن ينجح وصعب تطبيقة لأسباب يطول شرحها المشكلة ليست في تملك ثري لأرض كبيرة او لعدة اراضي المشكلة اكبر من ذلك وتحتاج مكاشفة ولا تحتاج ان نضعها بروس العقارين وهوامير العقار !
الذهب النفط والأسهم تضاعف أسعارها ثم انهارت بعضها لم يتجاوز سنتين في المحافظه علی السعر ونهارت الی أقل من النصف ف بعضها.السؤال لماذا العقار في المملكة ف زياده 10 سنوات بدون تصحيح؟؟؟هل الأراضي أثمن من الذهب؟
وهل الأسهم او الذهب نستطيع ان نزرعها ونعيش من خير ثمرها
جزيت خيرا
قرار فرض رسوم على الاراضى سيصدر مشوه وملىء بالثغرات التى تتيح لكبار ملاك الاراضى التهرب من دفع الرسوم وبالتالى سيكون هذا القرار بدون اى مضمون لان الاراضى المحجوزة مملوكة لكبار المتنفذين والذين لديهم القدرة فى التأثير على صنع القرار هذا ان لم يكن هم من يصيغون القرار لذلك سيصدر هذا القرار فارغ من اى مضمون ولن يحقق اى اهداف ولن يكون له اى تأثير على حل ازمة الاسكان الى ان يحلها رب العلمين
عادي عادي ...
كلام منطقي نشكر الكاتب
اعتقد أول ضريبة - في حال إقرارها- لن تكون قبل ثلاث سنوات من الآن
مساء الخير
الاراضي البيضاء جزء بسيط جدا من المشكلة وغياب التخطيط واهمال الجهات ذات العلاقة فاقم المشكلة وان شاء الله مع توجهات وزير الإسكان في إيجاد مجموعة من الحلول للتوفير المساكن وليس انهيار الأسعار مما يؤثر علئ الاقتصاد
السؤال الذي يتبادر الى الذهن ماذا قدمت وزارة الاسكان خلا ل خمس سنوات منذ انشائها ؟! كم بيت بنت ووزعت ؟! مع الاسف لا شئ !! والان يتم حرف الموضوع عن طريق النقاش حول رسوم الاراضي التي يعترضها الف مانع ومانع ومن الصعوبه تطبيقها وعلى الكل وبالتساوي !! الله المستعان ....
اقسم بالله كلامك عين الصواب المفروض اذا لم تنجح وزارة الاسكان لاترمي بالمشكلة الى مجلس الشورى
اعتقد ان الرسوم ستسدد ضربة قاضية للمطورين العقاريين ولن تقدم الحل الذين نطمع فيه ولن تنزل اسعار العقار بسبب الرسوم فكل الشعب السعودي عقاريين والهوامير لاتتجاوز ملكيتهم ١٩٪ من الاصول العقارية والباقي للافراد العاديين .. والاراضي الضخمه التي ليس فيها خدمات لن تطبق عليها الرسوم ومن الافضل لملاكها تركها كذلك حتى تتغير الظروف .. الحلول سهله وتتمثل في تغيير نظام البلديات ليسمح بفلل مساحتها لاتتعدى ١٧٠ متر ويوضع نظام صيانه وتشغيل للشقق وتلغى وزارة الاسكان وتسمح الدوله بوجود مطورين للاحياء القديمه على شكل مشاريع ضخمه لبناء فلل وشقق صغيرة في احياء مثالية ومكتملة الخدمات
اما الاُثرة وعدم المساواة فهذا موجود في صلب نظمنا وثقافتنا ولن تغيره رسوم الاراضي ولاغيرها ولن يطبق النظام على الجميع فكثيرون جدا فوق النظام وفوق القانون ..
اخي محمد حقيقة اتمنى نزول اسعار الاراضي, ولكن ليس بطريقة فرض رسوم اراضي بيضاء لانني ارى فيه الكثير من الغموض وعدم وضوح الرؤية المستقبلية الحقيقية بعد فرض الضرائب؟ وتحتاج ايضا الى الكثير من الاجراءات الحديدية لكي يتم ظبط التلاعبات حيث ان فيها الكثير من الثغرات التي لايمكن لاحد ظبطها؟ وايضا ربما يظلم احد فيها فليس كل من يمتلك ارض هو تاجر تراب؟ ولكن اذا كان هناك جدية في حل هذا الموضوع فما المانع من اجبار مالك الأرض الكبيره داخل النطاق العمراني (لنقل من 1000-5000 وطالع) على التطوير او البناء خلال مده زمنية معينه لنقل 3- 5 سنوات او يحق لوزارة الاسكان عرضها للبيع قسرا ونفس الاجراء يتخذ للأراضي الواقغة خارج النطاق العمراني باستثناء تعديل المساحة وبعض الظوابط الأخرى التي تنسجم مع كونها خارج النطاق العمراني
ستجد وزارة الاسكان مشجب اخر تعلق عليه فشلها لاتخاف
الرسوم تتعارض مع مصالح وزير الاسكان الخاصة !!
الحل بإختصار: توزيع أرض على كل مواطن أسوة بالمواطنين الآخرين وتحويل 250 مليار ريال ميزانية وزارة الإسكات إلى صندوق التنمية العقاري، ومقاطعة تامة للقروض والتمويل وشراء أي عقار وذلك بالاعتماد على مثلث النماء والعطاء (الادخار، المقاطعة، الاستيراد) لكسر مجاديف الشركات والوكآلات الاحتكارية ومؤسساتها التابعة لها أو الشريكة وبالتالي انهيار العقار والاحتكار، ونحيطكم علما بأن هيئة التحقيق والإدعاء العام بدأت بالتحقيق مع (6) مستثمرين في السعودية تلاعبوا بأسهم (48) شركة مدرجة في تداول وللأسف لم تكشف عن أسمائهم حتى والحال مطابق تماما لوزارة العدل حينما كشفت عن صكوك مزورة لأراضي مساحتها نصف مليون متر مربع قيمتها 400 مليار ريال فقط في الرياض!، آمل التشهير بهوامير الفساد والتراب ومعاقبتهم وانهيار العقار والاحتكار سيكون قاسيا جدا وعالميا عما قريب بمشيئة الله..