مستشفى المركز الطبي في مدينة المعرفة.. واقع أم خيال؟

07/10/2015 10
صالح على الصبي

مع حلول موسم النتائج المالية, أحببت في هذا المقال السريع تنبيه الأعزاء في شركتي مدينة المعرفة و المركز الطبي الدولي (التابع لمجموعة فتيحي) إلى الأخطاء الجسيمة و التضليل الكبير الواقع على جمهور المساهمين جراء التعامل الغير واضح بين الشركتين عن طريق ما أعلن عنه في الربع الثاني من عام 2012 و تصدر الصحف الرسمية و دعي له العديد من المصورين تحت مسمى انشاء مدينة طبية متكاملة و متميزة في مدينة المعرفة, على أن يكون افتتاح المرحلة الأولى من المستشفى بنهاية عام 2015م و أن يتم اكتماله بنهاية عام 2019م.

تصدر الرئيس التنفيذي للمركز الطبي الدولي, د. وليد فتيحي أغلب الصور منوهاً بالرسالة السامية التي تحملها شركته و هدفها النبيل في الخدمة الإجتماعية و التنمية. 

بعد إنتهاء جلسة التصوير و مراسم الحفل, غابت عن المشهد الإعلامي كل الأخبار المتصلة بهذا المشروع ذو الرسالة السامية و الأهداف النبيلة, عدا إلماحات خجولة تقوم بها شركة مدينة المعرفة في كل نتائجها الربعية أو السنوية. و لكن وللأسف حتى هذه الإلماحات احتوت على كثير من المغالطات أو المتناقضات التي شوهت جمال هذا المشروع و لعلنا نلخصها فيما تم استخلاصه من النتائج المنشورة في التقارير المالية لشركة مدينة المعرفة كما يلي:


 
مؤسف هو واقع الإستثمار في سوق يتقبل مثل هذا الأداء الهزيل من مجالس الإدارة و المدققين الخارجيين و الجهات الرقابية الأخرى.
 
و لعل هذا لا يمنع من الإشادة بمجلس إدارة مدينة المعرفة, حيث يحسب لهم إفصاحهم عن بعض تفاصيل العلاقة التجارية مع شركة المركز الطبي الدولي.
 
بعكس مجموعة فتيحي القابضة, التي طالعتنا في الربع الأول من العام المالي 2015 بتعيين ممثلين لها في مجلس إدارة المركز الطبي و التركيز على أهمية هذا الإستثمار بالنسبة للشركة مع خلو نتائجها المالية السابقة و اللاحقة حتى نصف العام المالي 2015 من أي تطورات فيما يخص المشروع المعلن عنه سلفاً مع ضخامة تأثيره على المجموعة.
 
محزن أن تدار الشركات بمثل هذا الإستهتار بمصالح المستثمرين, و يزيد الحزن عدم تحرك الجهات الرقابية لردع مثل هذه التصرفات من مجالس الإدارات, و المحاسبين الخارجيين.
 
يغلب على ظني, أنه بنهاية 2015 لن يكون هناك مستشفى في مدينة المعرفة و لن يعبء أحد بالمسؤولية الإجتماعية و التنمية, لكن ستبقى صور الإحتفالية شاهداً دور الإعلام في صناعة الأبطال. 
 
كنت قد أحتفظت بمحتويات هذا المقال منذ زمن, لتحفظي في الكتابة عن الشركات. لكن موسم الإعلانات و النتائج دعاني لنشر مثل هذه التناقضات لعلها تجد أذنا صاغية, تدرك حجم المشكلة في سوق يفترض به أن يكون على أعتاب النضج و تقوم بالأخذ على يد المقصر و دعم التوجه الإستثماري, أو أن يتم تدارك هذه التناقضات بتوضيح الأرقام الفعلية و تطور المشروع بشكل يليق به و بالقائمين عليه.
 
كل ما تم اقتباسه في هذا المقال يمكن الرجوع إليه في النتائج المالية المنشورة للشركة في موقع تداول.