خلال السنوات القليلة الماضية، ونتيجة لاستقرار أسعار النفط الخام عند مستويات عالية لفترة طويلة، زادت الجدوى الاقتصادية لإنتاج النفط الصخري ونفط الرمال النفطية وغيرها من مصادر النفط غير التقليدية، ورغم هذا الارتفاع في إنتاج النفط غير التقليدي لم تشهد أسعار النفط تراجعاً كبيراً، كما حافظت أوبك على معدلات إنتاج عالية، بحيث أن أوبك عندما قررت نهاية العام الماضي عدم الدفاع عن الأسعار وتركها تنهار، كانت تنتج ما يزيد على 30 مليون برميل يومياً، أي عند معدلات تفوق كثيراً الحصص الإجمالية المقررة لأعضائها.
من ثم، وحتى ذلك الوقت كانت زيادة إنتاج النفط غير التقليدي تصب في الغالب في مصلحة دول أوبك كون هذه الزيادة تلبي جزءاً من الطلب العالمي، ودونه كانت دول أوبك ستكون مطالبة باستثمار تريليونات الدولارات لزيادة طاقاتها الإنتاجية لتلبية هذا الطلب والذي كان سيعني أيضاً استنزافاً أسرع لاحتياطياتها النفطية.
وكان أمام أوبك خيار استمرار استثمارها لهذا النمو في إنتاج النفط الصخري لصالحها من خلال تخفيض محدود في إنتاجها، ما يجنّب السوق تخمة في العرض تضغط على الأسعار للتراجع، إلا أن أوبك لم تقم بذلك فحوّلت النفط غير التقليدي إلى حجر عثرة يقف أمام مصالحها، بعد أن كان أداة توازن في السوق تخدم في الغالب مصالحها.
فبرفض أوبك تخفيض إنتاجها أوصلت إلى الأسواق رسالة واضحة بأنها تستهدف إحداث تراجع كبير في أسعار النفط يؤثر سلباً على جدوى إنتاج النفط الصخري وغيره من مصادر النفط غير التقليدي، وهو ما دفع أسعار النفط إلى الانهيار والبقاء عند مستويات متدنية طوال هذا العام، رغم أن أساسيات السوق قد لا تبرر كل هذا التراجع.
من ثم، فإن أوبك بهذا القرار قد تكون قلبت الطاولة على نفسها في السوق النفطية بتحويلها للنفط الصخري من عنصر توازن في السوق إلى عنصر ضغط على الأسعار لتبقى متدنية.. فبعد أن كانت أوبك تستطيع أن تحافظ على أسعار النفط عند مستويات مقبولة لها من خلال تخفيض محدود في إنتاجها، فإنها بعد انهيار الأسعار قد جعلت أسعار النفط المقبولة من قِبل منتجي النفط الصخري سقفاً أعلى للأسعار يعيق ارتفاعها فوق ذلك.
فمع ارتفاع الأسعار تزداد جدوى المزيد من حقول النفط الصخري ويرتفع إنتاجه ما يضغط على الأسعار، لتبقى عند مستويات تحقق عائداً استثمارياً مقبولاً لمستثمري النفط الصخري، لكن ليست كافية لتلبية الاحتياجات المالية لدول أوبك والتي تتطلب أن تكون أسعار النفط عند مستويات تزيد كثيراً عن تلك المقبولة من قِبل منتجي النفط الصخري.
ولن تستطيع أوبك تغيير هذا الواقع ودفع الأسعار للارتفاع إلا من خلال خفض كبير في إنتاجها تتقلص معه حصتها السوقية، أي أن تحقق عكس ما يفترض أن سياستها الحالية تستهدف تحقيقه، ويكون بالتالي كل ما جنته من هذه الإستراتيجية الغريبة هو خسارة مئات المليارات من الدولارات التي ذهبت لجيوب المستهلكين لا أكثر.
نقلا عن الجزيرة
كلما خفضت أوبك الإنتاج سترتفع الأسعار مما سيحفز زيادة الإنتاج من خارج أوبك وبالتالي بعد فترة من الزمن ستتقلص حصة أوبك السوقية وسترتفع حصص المنتجين من خارجها وفى نهاية الامر ستضر أوبك لزيادة انتاجها للإيفاء بالتزاماتها المادية فتنهار الأسعار انهيارا مدويا على اى حال أسعار النفط ستبقى منخفضة لفترة طويلة قد تتجاوز العقد وقد تنخفض مستقبلا الى اقل مما هي عليه الان
النفط الصخرى وتكاليفه لم تلم بها اوبك وعملت على افتراضات لتكلفته غير واقعية مما أفضى الى الوقوع فى المحظور والنتيجة سلبية عليها ولن تقدر من الخروج من المأزق الا بحالة استثنائية بعد فترة معاناة لن تكون بسيطة.
المصيبة ان المارد خرج من القمقم (اقصد النفط الصخري) وخلال السنوات الماضية استفادت شركات استخراجه من الارباح الطائلة والخبرات المتركمة لتطوير اساليب وتقنيات لخفض كلفة الانتاج ولا استبعد ان تصل تكلفة انتاج البرميل منه الى مستوى معدل تكلفة الانتاج التقليدية وحينها قل وداعاً لاوبك وللثراء النفطي خصوصا اذا رافق ذلك انخفاض تكلفة انتاج الطاقة النظيفة مثل الشمسية والرياح وغيرها.
النفط الصخري سيمر بازمه قويه مع انخفاض الاسعار وارتفاع الديون لدى شركاتها وستضح مدى تاثرها بنهاية الربع الاول من العام القادم مما سيؤدي الى توقف معظم شركاتها
ولا ننسى كلما ارتفع استهلاك منصات النفط الصخري ازدادت صعوبة الاستخراج والتكلفه
لقد نبهنا لذلك هنا على ارقام مرات ومرات ، ولكن لافائدة ، فالنعيمي يملك رؤيه مخالفة أدت خسارة بلدنا مئات المليارات ، بحجة عدم فقد عملاء ،وعلما بأن دولا كثيرة داخل الأوبيك كانت على استعداد للتخفيض ، اقتصادنا هو اولا ، ولايجب ان نهتم بمصالح الاخرين اولا ، لقد خسرنا ولا نزال ، انا اضم صوتي بشكل قوي مع الكاتب. والله يحمي وطننا من كل مكروه.
تحليل رائع ومنطقي جدا وكما ذكرت سيكون هناك سقف اعلى لسعر النفط التقليدي يتوقف عنده وهو تكلفة استخراج الغاز الصخري السؤال المهم : ماذا لو استطاعات الدول المنتجه للنفط الصخري ابتكار تقنيات تخفض من تكلفة استخراجه ؟ كيف سيكون حال اوبك ؟