الأمر يتعلق بالنفط وتحركه في النهاية، ربما تكون هذه المحصلة التي يجب التركيز عليها في الحديث عن التقارير التي تصدر عن المملكة في الوقت الراهن، فقد صارت تحت دائرة الضوء أكثر وأكثر وهذا طبيعي كونها أكبر مصدر عالمي للنفط الخام.
بداية سيجد المتابع للشأن الاقتصادي سيلا من التقارير خصوصا من المؤسسات وبيوت الخبرة الأجنبية عن توقعات ما سيحدث للسعودية مع هبوط أسعار النفط، ويجب أن يكون الجميع مهيأون لذلك، حيث سيجدون ما لا يعجبهم، وما هو منطقي، وما هو منافي للحقيقة، وما هو مغرض.
وفي خطوة لم يسلط عليها الضوء كثيرا، أعلنت كازاخستان في العشرين من الشهر الجاري ترك عملتها "التينغ" لقوى السوق كي تحدد قيمتها عن طريق التعويم، مما دفعها لتهوي بأكثر من 20% أمام الدولار.
يبدو الأمر منطقيا . لماذا؟
كازاخستان تعد المصدر الأكبر للنفط في منطقة آسيا الوسطى، وتراجعه الحاد أثر سلبا عليها، وما فاقم من صعوبة الأمر خطوة بنك الشعب الصيني بخفض قيمة اليوان، والصين مع روسيا تعدان من أكبر شركائها التجاريين.
ولأن روسيا عانت العام الماضي من تراجع حاد في عملتها الروبل، فقد ضغطت هذه العوامل مجتمعة على الدولة الآسيوية التي أنفقت ما يناهز 28 مليار دولار للدفاع عن عملتها خلال العامين الحالي والماضي.
وفي النهاية رضخت كازاخستان للضغوط مع تراجع مدخولها نتيجة هبوط أسعار النفط وتركت "التينغ" للسوق بعد دفاع مستميت عنه.
وعلى إثر ذلك أصدرت وكالة "بلومبرج" تقريرا عن عشر عملات" ربما" تتعرض لما تعرضت لها عملة كازاخستان من هبوط حاد كنتيجة لخفض قيمة اليوان كلها من عملات الأسواق الناشئة.
وضم التقرير عملات "أخوات" كازاخستان :قيرغيزستان، تركمانستان، وطاجاكستان، بجانب أرمينيا، تركيا، نيجيريا، غانا، زيمبابوي، وكذلك مصر والسعودية.
وعلى الرغم من وجود أسباب داخلية مؤثرة على تحرك كل عملة من الدولة المذكورة، بجانب ضغط خارجي من خطوة الصين، إلا ان هناك بعض التفاوت الواضح في القائمة المذكورة.
ويهمنا هنا التركيز على الريال السعودي الذي اتضح الضغط عليه في تعاملات العقود الآجلة أمام الدولار في الثاني عشر من الشهر الجاري ليهبط عند أدنى مستوياته في 12 عاما أمام الدولار، والذي أرجعته كل التقارير يومها تقريبا لبيع الحكومة سندات بقيمة 20 مليار ريال ضمن سلسلة اصدارات لسد عجز الموازنة.
للأسف كان هذا السبب الظاهر، لكن خلف الكواليس تراجع النفط هو المؤثر الحقيقي، وهو ما اتضح مع خلال الأيام القليلة التالية، وزيادة الضغط على النفط الذي هبط دون 40 دولارا مما يعني تفاقم عجز الموزانة.
وقد يتسبب تضمين التقرير سالف الذكر للريال السعودي في قائمة العملات العشر –التي تحملها دولها تباينا كبيرا-في استحضارالبعض لنظرية المؤامرة على المملكة، لكن بالفعل فإن تحرك الصين جاء في توقيت صعب بالتزامن استعداد الأسواق العالمية للتجاوب مع الصدمات في ظل ضعف النمو الذي سيترك أثرا على عملات الأسواق الناشئة بل ترك بالفعل.
الوضع بالنسبة للريال مختلف فهناك ربط مع الدولار، بجانب وجود احتياطي كبير يتجاوز 660 مليار دولار يدافع عنه، وفي ظل التراجع الحاد الأسعار النفط الذي يعني تدهورا لعملات دول تعتمد عليه بشكل أساسي كمصدر للدخل ومن ثم تراجع قيمة تلك العملات إن لم يكن انهيار بعضها لا بد من تحرك.
وهذا التحرك يعني دفع البنك المركزي لإنفاق مليارات الدولارات دفاعا عن العملة بدلا من توجيهها للتنمية، حيث أن ضعف العملة يجلب آفة التضخم ومن ثم ترتفع تكاليف الواردات ويتحمل المواطن العبء الأكبر عند تلبية حاجاته.
لكن هاجس القلق الوحيد بالنسبة للريال يأتي من زيادة ضغط المراهنين على تراجع الريال أمام الدولار في تعاملات العقود الآجلة كنوع من التحوط مع هبوط النفط ، وهو مبرر للمستثمرين لكن في المقابل لا توقع بفك ربط الريال مع الدولار أو وجود خوف من زيادة الضغط لحد تخفيض قيمته.
أيضا تخفيض التصنيف الإئتماني للمملكة، وهي خطوة متوقعة مع تواصل هبوط النفط ستزيد الضغط على العملة، وهي خطوة عادة ما يتبعها تخفيض تصنيف البنوك الكبرى، وبالتالي ستطلب تلك البنوك علاوة مخاطر اضافية عند شراء السندات الحكومية.
الأمر يتعلق بالنفط وتحركه في النهاية، فتواصل هبوطه يعني مزيدا من الضغط، وسيفاقم الأمر كثيرا تحرك البنك الشعب الصيني مجددا لتخفيض اليوان بعد تواصل صدور تقارير سلبية كان آخرها يوم الجمعة عن ضعف نشاط المصانع لأدنى مستوى في ست سنوات ونصف.
بارك الله فيك يا أستاذ خالد وزادك الله علما لكن هذه العبارة في مقالك.. وزيادة الضغط على النفط الذي هبط دون 40 دولارا مما يعني تفاقم عجز الموزانة. تقصد 40 أم 50
شكرا جزيلا لحضرتك المقصود سعر برميل النفط تحياتي
السعودية لم تفك ارتباطها بالدولار حتى والنفط عند 12 $ قبل سنوات وحتى عندما كان الدولار ضعيفاً قبل سنوات لم تفك الارتباط به ولذلك لن تفك ارتباطها به الان وهو بهذه القوة وريالها مربوط به بشكل كامل ولديها أصول ضخمة بالدولار الأمريكي ( القوي حالياً ) 660 مليار دولار احتياطي نقدي لدى السعودية ... وتقارن السعودية بكازخستان !!!!!
لا توجد مقارنة أخي خبير بين كازاخستان والسعودية مقدمة المقال توضح ان سيلا من التقارير تصدر وستصدر عن المملكة ويجب الانتباه لها وفرز الغث من الثمين وأحقيقة وضع الريال مع العملات المذكورة بع عدم انسجام للفارق في الأساسيات بين الدول العشر، حتى الليرة التركية تعرضت لضغوط قوية الفترة الماضية بسبب الظروف السياسة
السياسية
ياليت تراجع ماقاله السياري ، محافظ ساما الاسبق ، عن ماتم من دفاع عن الريال في 1998 ، بعدها بوقت طويل استحضر تلك الوقائع عندما كان عجز ميزان المدفوعات السعودي في اعلى مستوى ، اننا دافعنا وخسرنا 2 مليار دولار في الدفاع ....لكن المركزي المصري لم يدافع عن عملته طمعا في توفير الدولار ....فانفق اضعافها لاحقا بعد تخفيض الجنيه. تخفيض العملة له ويلاته ايضا.....لكن اعتقد ان سيناريو الثمانينات سوف يتكرر ....تخفيضات متدرجة كل ثلاثة سنوات لاتتعدى العشر بالمائة مع الحفاظ على الربط والدفاع عنه منعا للدولرة ونشؤ السوق السوداء ....ولن يتم ذلك قبل انخفاض كبير في مستوى التضخم المحلي.
محافظتنا على قيمة الريال، كلفتنا بطالة مرعبة في ذلك الوقت. فأنت بين خفض قيمة الريال أو بمعنى آخر تعديل سعر صرفه أمام الدولار، وينتج عن ذلك زيادة تضخم في أسعار السلع (أعتقد ستكون محدودة تبعا لقيمة الخفض لأن الدولار في ارتفاع أمام العملات الأخرى.. في مقابلة قدرة الدولة على استحداث وظائف، وترشيد الاستهلاك من الناس (يعني أن الناس سوف تتخلص من بعض عادات الاسراف التي تنتج عن الطفرة). أو إبقاء سعر الريال والدفاع عنه بالاحتياطي.. ينتج عنه نقص في الاحتياطي الأجنبي وارتفاع معدلات البطالة لعدم قدرة الدولة على استحداث وظائف نظرا لعجز الميزانية.. في حين أن أسعار السلع المستوردة والخدمات المستوردة (السياحة) ستبقى متاحة بالتضخم المعتاد لغير العاطلين؛ بل ربما تنخفض نتيجة قوة الدولار وتخفيض الصيني.
Article 6 a. The Saudi Arabian Monetary Agency shall keep a full cover in gold and foreign currencies convertible into gold equal to the value of the currency it issues. b. The Saudi Arabian Monetary Agency shall, under no circumstances, issue currency without full cover to be kept in safe custody in the Kingdom
ما تتعدى ٥٪
شكرا استاذ خالد على النقاش فى هذا الموضوع لكن ممكن توضيح نقطه "زياده ضغط المراهنين على تراجع الريال أمام الدولار فى تعاملات العقود الاّجله كنوع من التحوط مع هبوط النفط " و ايضا كيف يتم الربط بين الريال و الدولار و شكرا
أهلا اخي الفاضل من أشهر الأمثلة على الربط بعملة أخرى في السوق العالمي ما حدث للفرنك مع اليورو وتحديد مستوى 1.20 كشر المركزي السويسري عن أنيابه -اذا جاز التعبير- وأكد استعداده للدفاع عنه قبل فكه سابقا اوائل العام الحالي -تقريبا في منتصف يناير-. وبالطبع ربط الريال بالدولار الأشهر في منطقتنا بحكم كبر حجم الاقتصاد السعودي، والربط نوعين اما مع عملة واحدة او مع سلة عملات. الربط في حالة الدولار مع الريال يعني استعداد "ساما" في أى وقت للحفاظ على تحرك العملة المحلية قرب مستوى الربط المحدد سلفا 3.75 أمام الدولار، لكن ماذا عن تحرك الريال امام العملات الأخرى ؟؟ هنا يحددها تحرك الدولار نفسه أمام تلك العملات فلو ارتفع مثلا امام الفرنك السويسري يرتفع الريال امامه ولو انخفض انخفض
تكلمة: الحديث حقيقةى عن الربط طويل وتجربة سويسرا لربط الفرنك مع اليورو تستحق التوقف رغم اختلاف الظروف والملابسات. عموما فيما يتعلق بالتحوط فهي أشبه بتحرك في الاتجاه المعاكس لتكون الخسائر منعدمة تقريبا من القيام بعملية مثا، فمثلا لو شركة جل معاملاتها بالريال أو لنقل تستخدم البترول كشركة نقل، وتخشى من ارتفاع أسعاره مستقبلا ومن ثم التأثير سلبا على ارباحها تقود بشراء عقود آجلة للنفط وهي لا تشتريها..ما نتيجة هذا؟ لو ارتفعت العقود الآجلة للنفط ستحقق مكاسب بالطبع وبالتالي تضاد تلك المكاسب الخسائر من ارتفاع التكلفة، ونفس الشيء مع الريال وان كان بعضها مضاربات ومراهنات-كما حال مضارب- عقود الفروقات والآجلة والأوشن- وليس بالفعل شركات واستثمارات تتعامل به انما استغلال للوضع الحالي
وهي لا تشتريها ليس بشرط تسلمها فعلا انما للتحوط عذرا للأخطاء الاملائية لسرعة الكتابة
حنا بخير لو نعرف نمشى امورنا بصدق ويفكونا من الحراميه هذا بشار له خمس سنين يجلدونه وماعنده شي اسمه اقتصاد ولازال سوق اسهمهم مرتفع
أخي خالد ..شكرا على مقالك الرائع.. وتفاعلك مع متابعيك.. من وجهة نظرك هل ستتأثر السيولة الراكدة في الحسابات البنكية تحت الطلب..حال كونها بالريال أم الأفضل لمن يمتلك السيولة أن يحولها لدولارات.. ليأمن فقد السعر
أهلا اخي الفاضل .. ربط الريال بالدولار حد كثيرا من ارتفاع التضخم، لأن العملة لو كانت معومة سيعاني المواطن كثيرا من التضخم بشكل أكثر مما يعانيه حاليا دون تعويم نظرا للاعتماد على الاستيراد في كثير من متطلبات المعيشة. وتذبذب العملة وعدم استقرارها خصوصا مع اعتماد تحركها بشكل أساسي على سلعة مثل النفط سيخلق حالة تضخمية حادة وهذه غير قائمة حتى الآن مع الريال. وأتوقع مع استمرار الوضع الحالي من تذبذب الأسواق واضطراب الكثير من عملات الأسواق الناشئة ومواصلة الصين الضغط على اليوان ان ترضخ نيجيريا للأـمر الواقع وتضظر لتعويم عملتها النيرة