تعتبر الدول العربية من أهم مصادر الطاقة الاحفورية فى العالم، فهي تملك أكثر من 55% من الاحتياطيات المؤكدة من النفط، وأكثر من 27% من الاحتياطيات المؤكدة للغازالطبيعى.
وفى نفس الوقت تنتج حوالى 30% من الإنتاج العالمى للنفط، وأكثر من 16% من الإنتاج العالمى للغاز الطبيعى، بحسب تقرير بريتش بتروليوم الإحصائى.
ولقد أنتجت الدول العربية فى عام 2013م حوالى 38 مليون برميل نفط مكافئ باليوم، واستهلكت حوالى 13.7 مليون برميل نفط مكافئ باليوم، بحسب تقرير اوابك الإحصائى الأخير. وبذلك يكون للدول العربية فائض كبير من الطاقة.
تعتمد معظم الدول العربية وبشكل عام على مصدرين مهمين للطاقة، وهما النفط والغاز الطبيعى. ولا توجد مصادر أخرى مهمة إلا بمصر حيث الطاقة الكهرومائية من السد العالى، وفى المغرب، حيث الاعتماد الكبير على الفحم الحجرى.
وتأتي المملكة ومنذ عقود في مقدمة الدول العربية في إنتاج الطاقة، إذ أنتجت فى عام 2013م ما معدله 12.7 مليون برميل نفط مكافئ باليوم، وتأتى قطر بالمرتبة الثانية بإنتاج حوالى 5.4 مليون برميل نفط مكافئ باليوم، معظمها من الغاز الطبيعى.
وبذلك تبدو مكانة المملكة واضحة بإنتاج الطاقة ليس بين الدول العربية فحسب بل على مستوى العالم. والجدير بالذكر، أن كل الدول العربية قد أنتجت حوالى 25 مليون برميل نفط مكافئ فى عام 2013م.
وبذلك يصبح إنتاج المملكة من الطاقة يعادل نصف إنتاج كل الدول العربية مجتمعة من الخليج إلى موريتانيا. وفي العام 2013م استهلكت الدول العربية حوالي 13.5 مليون برميل نفط مكافئ باليوم.
وتستهلك المملكة أكثر من 4 ملايين برميل نفط مكافئ باليوم أى أنها تستهلك حالياً حوالى ثلث إجمالي إنتاجها من الطاقة. وهذا قريب من الإمارات والجزائر اللتين تستهلكان حوالى ثلث إنتاجهما من الطاقة، ولكن مع الفرق بالكميات.
تنتج الجزائر حوالى 3.5 مليون برميل نفط مكافئ باليوم وتستهلك حوالى مليون برميل نفط مكافئ باليوم. وهذا يدل على أن إنتاج المملكة للطاقة أكبر من إنتاج الجزائر بأربع مرات، وكذلك استهلاكها للطاقة أعلى بأربع مرات من استهلاك الجزائر.
وهذا قد يوجد علاقة بين ارتفاع الإنتاج وارتفاع الاستهلاك. ولكن مما يلفت الانتباه فى أرقام عام 2013م أن استهلاك المملكة للجازولين والديزل أعلى من الإنتاج، مما يدل على نقص فى إنتاج هاتين المادتين.
فلقد أنتجت المملكة وبحسب تقرير ألاوابك لعام 2014م حوالى 370 الف برميل جازولين باليوم واستهلكت حوالى 504 آلالف برميل باليوم اى ان المملكة استوردت حوالى 130 الف برميل جازولين باليوم، لتلبية تنامى الطلب على الجازولين فى المملكة.
وأما الديزل فلقد أنتجت المملكة حوالى 600 ألف برميل باليوم، واستهلكت أكثر من 730 ألف برميل باليوم، أى أن المملكة قد استوردت ايضاً حوالى 130 ألف برميل باليوم فى عام 2013م. وأنشأت المملكة مصفاتين حديثتين في الجبيل وينبع لتلبية الطلب المحلى على المشتقات النفطية ولتصدير الفائض منها.
ولكن مما يلفت النظر أن الطلب على الديزل فى المملكة قد نما فى ثلاث سنوات بحوالى 79 ألف برميل باليوم، وهذا النمو يساوى معدل استهلاك الإمارات فى عام 2013م. وهى نسبة مخيفة لتنامى الطلب على الديزل الذى يباع بالمملكة بربع ريال للتر .
تخطت المملكة جميع الدول العربية باستهلاك المشتقات النفطية باستثناء وقود الطائرات.
حيث تفوقت الإمارات على جميع الدول العربية بالطلب على وقود الطائرات وربما يعود ذلك لنجاح صناعة الطيران فيها.
ولقد وصل طلب الإمارات على وقود الطائرات فى عام 2013م إلى 144 ألف برميل باليوم، وهى بذلك تعادل نصف طلب الدول العربية مجتمعة على هذا المشتق البترولى.
وأما المملكة، فلقد وصل طلبها على وقود الطائرات حوالى 70 ألف برميل باليوم، ويعتبر النمو على هذا المشتق شبه ثابت، ومنذ 2009م حين كان الطلب يقارب 60 ألف برميل باليوم. وأما استهلاك الإمارات فلقد تضاعف لوقود الطائرات ما بين 2009م و2013م.
تعتمد بعض الدول العربية على مصادر أخرى غير النفط والغاز لتوليد الطاقة، ومن أهمها المصادر المائية، حيث تنتج مصر من الطاقة حوالى 60 ألف برميل نفط مكافئ باليوم، والمغرب 20 ألف برميل نفط مكافئ باليوم، وهذا يقارب معظم الطاقة المتولدة من المصادر المتجددة فى العالم العربى.
وأما الفحم الحجرى وهو حالياً يعد ثانى مصدر لتوليد الطاقة فى العالم، فينشط استهلاكه فى المغرب ومصر والإمارات فقط. ولقد استهلك العالم العربى حوالى 154 ألف برميل نفط مكافئ من الفحم باليوم، لتوليد الكهرباء كان نصيب المغرب منها 81 ألف برميل مكافئ ومصر 21 ألف برميل مكافئ والمفاجأة كانت الإمارات التى استهلكت أكثر من 35 ألف برميل مكافئ من الفحم لتوليد الكهرباء.
ومما يلفت الانتباه أن استهلاكها للفحم قد تضاعف ثلاث مرات ما بين 2009م و2013م.
ما زالت الدول العربية فقيرة بموارد الطاقة البديلة من نووية ومتجددة. فلم تتعد كمية الطاقة المنتجة من المصادر المتجددة فى كل الدول العربية 5% فى عام 2013م.
ويتم توليد معظم هذه الطاقة في ثلاث دول هى: مصر والمغرب والسودان حيث مساقط المياه على النيل.
و لا يوجد إلى الآن أى محطة نووية لتوليد الطاقة فى العالم العربى، رغم العمل الجاد من بعض الدول مثل الإمارات ومصر والمملكة لإنتاج الطاقة النووية بعد عدة سنوات.
وقد تنتج الطاقة النووية فى العالم العربى لأول مرة فى عام 2020م.
نقلا عن اليوم
شكرا د. سليمان مقال متميز ( كالعاده) , بالنسبه للزياده الكبيره في استهلاك دولة الامارات للفحم الحجري فهو بسبب توجه مصانع الاسمنت لديهم للفحم الحجري بدلا من الغاز او النفط الخام( نظرا لرخص سعر الفحم الحجري مقارنه بالغاز او النفط) وهذا سبب تحسن الارباح في شركات الاسمنت الاماراتيه مقارنه بارباحها في السنوات السابقه أخير بالنسبه للمفاعلات النوويه التي تبنى بأبو ظبي حاليا, فالمتوقع ان يدخل الخدمه مفاعلان خلال 2017 والمفاعلين الآخرين في 2019 ( كما سبق وان نشر )