شهدت المملكة العربية السعودية خلال الخمسين سنة الماضية نهضة عمرانية وصناعية واجتماعية كبيرة جدًا، ولا تزال هذه التنمية مستمرة ولله الحمد لتغطي كافة المناطق في بلادنا العزيزة لتشمل مختلف القطاعات الاقتصادية والتي تساهم في تحقيق التطور للوطن وتوفير فرص العمل للمواطن، لذلك فإن الحرص والعمل الجاد على استمرار عجلة التنمية أمر مهم لقوة بلادنا المباركة.
إن النهضة والمشاريع التي تنفذ في المملكة تحتاج إلى قوى عاملة من الشباب السعوديين أساسًا، حيث يوجد في عام 2014م ما يقارب 237 الف رجل وامرأة دخلوا سوق العمل، وهذا الرقم يزداد سنويًا بسبب تخرج الشباب السعوديين (ذكور وإناث) من الجامعات والمعاهد ومراكز التدريب وغيرها، وهم بالطبع يحتاجون إلى وظائف وفرص عمل تتناسب مع قدراتهم العلمية والعملية.. لذا من الضرورة والأهمية إيجاد إستراتيجية طويلة الأمد لكيفية احتواء هذه الأعداد الكبيرة من الشباب وإيجاد وظائف لهم، سواء في القطاع الحكومي أو شبه الحكومي او القطاع الخاص بما في ذلك إقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة، لينطلق منها جيل الشباب، مع الأخذ بالاعتبار أن النسب الأكبر للبطالة هي لدى النساء والتي تصل تقريبًا إلى 33%، وذلك حسب تقرير وزارة الاقتصاد والتخطيط وهي في ظني البطالة التي تعاني منها بلادنا العزيزة، أما نسبة البطالة لدى الذكور فتصل تقريبًا إلى 6% وهي نسبة طبيعية في سوق العمل لأنه أحيانًا تكون المشكلة بسبب الشاب نفسه وليس لعدم توافر فرصة عمل، ولكن البطالة الحقيقية تلك التي تقع على الإناث اللاتي يرغبن في العمل ولكن لا توجد فرص كافية لهن.
إن حقيقة البطالة في القوى العاملة السعودية تتركز لدى النساء اللاتي لا يجدن فرصًا كثيرة متاحة لهن للقيام بأعمال تتناسب مع قدراتهن وإمكانياتهن العلمية والمهنية والاجتماعية، لذلك من الضروري الاهتمام بهذه الشريحة التي تشكّل قوة اقتصادية يمكن الاستفادة منها للمشاركة في تنمية وتطوير وطننا العزيز الذي يحتاج إمكانيات وطاقات أبنائه ذكورًا وإناثًا.. وإلى الأمام يا بلادي.
نقلا عن اليوم