شهدت أسواق السلع ما بات يعرف بإسم "العاصفة المثالية" تسببت بهبوط الذهب إلى أدنى مستوياته لأكثر من 5 سنوات يوم أمس الاثنين بعد أن تسببت مجموعة من العوامل في الضغط على المعدن النفيس ليهبط إلى مستويات 1070 قبل أن يعود بسرعة للاستقرار أعلى من مستوى 1,100 دولار للاونصة في الفترة الحالية.
مجموعة من الأحداث كان لها تأثير قوي على تحركات الذهب وتسبب في هذا الهبوط القوي وكان من أهم هذه الاحداث:
التراجع في الطلب على الذهب كملاذ آمن.
حيث جاء هذا التراجع مدفوعاً بسلسة من الصفقات العالمية التي نشرت حالة الارتياح في الأسواق المالية والتي كان أهمها اتفاق اليونان الذي ساهم في تقليل المخاوف من خروج اليونان من أوروبا وصفقة إيران النووية التي قللت من المخاوف الجيوسياسية وأطلقت العنان للتوقعات بتراجع التضخم العالمي مع عودة ايران إلى سوق النفط مما سيؤدي إلى تراجع أسعار النفط وبالتالي تراجع التضخم بالإضافة إلى تحسن العلاقات ما بين الولايات المتحدة وكوبا.
كل ما سبق، مصحوبا بتبدد المخاوف من تسبب الصين بأزمة عالمية جديدة بعد احتواء أزمة الهبوط الحاد في سوق الأسهم الصينية كان سبباً في عودة المشهد لاحتمال قيام الفيدرالي الأمريكي برفع لمعدلات الفائدة خلال العام الجاري والتي قد نشهدها في اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة لشهر سبتمبر المقبل.
وبمقارنة السعر الحالي للذهب مع القمة التي وصلها في العام 2011 فقد خسر الذهب نحو 40% من قيمته منذ القمة وحتى اللحظة.
وفي ظل المعطيات الأساسية الحالية في الأسواق المالية فإن الطريق ممهدة لإمكانية هبوط الذهب بشكل أكبر خلال الفترة القادمة.
حيث أن ارتفاع الأسهم عالمياً والتوقعات برفع الفائدة الأمريكية قبل نهاية العام من شأنها ابقاء الاستثمارات بعيدة عن الذهب ويبقى الأهم هو العوامل الفنية والتي ترتبط بالعوامل النفسية لدى المستثمرين في أسواق المعادن وإلى أي مدى يمكنهم تقبل هبوط الذهب.
وبالحديث عن العوامل الفنية، نجد الفترة الحالية وجود مجموعة من المستويات الفنية الهامة التي قد تشكل تحدياً حقيقياً أمام الاتجاه الهابط على الذهب، وتتركز هذه المستويات ما بين 1,000 و 1,100 دولار للأونصة.
المستوى الاول عند 1070 والذي تمكن حتى اللحظة من دعم الذهب ودفعه للعودة للارتفاع من جديد يوم الاثنين ولكنه يبقى مستوى دعم متوسط فيما يواجه الذهب فعلياً دعما قوياً في مستويات 1030، أعلى مستوياته لعام 2008 ومستوى 1000 دولار للأونصة والذي يعتبر المستوى النفسي الأهم الذي يواجهه المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة.
ونتيجة لهذه العوامل الفنية فإن أي هبوط جديد للذهب سيبقى مرهوناً بتمكن الأسواق من تخطي قوة مستويات الدعم المذكورة والابتعاد عن العوامل النفسية التي قد تتسبب في وقف تراجع الذهب لفترة بسيطة قبل الاقتناع بالأساسيات التي لازالت ترجح أن هذا الهبوط ما هو إلا بداية لمشوار طويل قد نشهد خلاله استراحة مؤقتة قبل إكمال الهبوط.
تحذير المخاطر : تحمل جميع المنتجات المالية المتداولة على الهامش درجة عالية من المخاطرة برأس المال، وهي غير ملائمة لجميع المستثمرين.
الأفكار والآراء في هذا التقرير هي لكاتب المقال ولا تعكس بالضرورة وجهة نظرالأفكار والآراء في هذا التقرير هي لكاتب المقال ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر ActivTrades. هذا التقرير هو لأغراض معلوماتية فقط ولا يعتبر بأي من الأحوال نصيحة استثمارية أو توجيه.
أي توقعات تعطى ليست مؤشرا على النتائج في المستقبل و القرار للعمل بالأفكار أو المقترحات المقدمة متروك لتقدير القارئ.
الرجاء التأكد من الفهم التام للمخاطر التي تنطوي عليها هذه التداولات والحصول على مشورة مستقلة إذا لزم الأمر.