البطالة ظاهرة اقتصادية بدأ تعريفها يظهر بشكل ملموس مع ازدهار الصناعة والحياة المدنية إذ لم يكن مصطلح البطالة معروفا في المجتمعات الريفية التقليدية او في حياة البادية. وطبقا لمنظمة العمل الدولية فإن العاطل هو كل قادر على العمل وراغب فيه، ويبحث عنه، ويقبله عند مستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى.
ويتضح من خلال هذا التعريف أن ليس كل من لا يعمل مثل المسنين والمتقاعدين أو ربات البيوت غير الراغبات في العمل أو من لا ترغب في العمل بحكم العادات والتقاليد السائدة وأصحاب العمل المؤقت ومن هم في غنى عن العمل لا يتم اعتبارهم عاطلين عن العمل.
وحيث ان معدل البطالة هو نسبة عدد الأفراد العاطلين إلى القوة العاملة الكلية وهو معدل يصعب حسابه بدقة، فتختلف نسبة العاطلين حسب الوسط (حضريا أو قرويا) وحسب الجنس والسن ونوع التعليم والمستوى الدراسي، والبطالة تنقسم إلى عدة أنواع، وكما هو معروف فإن الانواع الرئيسية للبطالة هي:
1- البطالة الدورية (البنيوية) والناتجة عن دورية النظام الرأسمالي المنتقلة دوما بين الانتعاش والتوسع الاقتصادي وبين الانكماش والأزمة الاقتصادية التي ينتج عنها وقف التوظيف والتنفيس عن الأزمة بتسريح العمال.
2-البطالة الاحتكاكية وهي ناتجة عن تنقل العمال ما بين الوظائف والقطاعات والمناطق أو نقص المعلومات فيما يخص فرص العمل المتوافرة.
3-البطالة المرتبطة بهيكلة الاقتصاد وهي ناتجة عن تغير في هيكل الطلب على المنتجات أو التقدم التكنولوجي، أو انتقال الصناعات إلى بلدان اخرى بحثا عن شروط استغلال أفضل ومن أجل ربح أعلى.
4-البطالة المقنعة وهي حالة من يؤدي عملا ثانويا لا يوفر له كفايته من سبل العيش، أو إن بضعة أفراد يعملون سوية في عمل يمكن أن يؤديه فرد واحد أو أثنان منهم. وفي كلتا الحالتين لا يؤدي الشخص عملا يتناسب مع ما لديه من قدرات وطاقة للعمل.
وتتلخص أهم اسباب البطالة بالنقاط التالية (نظرة من المملكة العربية السعودية)
عدم تشجيع الاستثمارات الاجنبية لخلق الثروات وفرص العمل، مما اوجد معوقات أدت لهروب المستثمر. وعزوفه عن الاستثمار.
زيادة اعداد السكان وزيادة اعداد العاملين الوافدين.
التزايد المستمر في استعمال الآلات وارتفاع الانتاجية مما يستدعي خفض مدة العمل وتسريح العمال.
إشكالية مواءمة مخرجات التعليم (إجمالاً) مع احتياجات سوق العمل للمواطن السعودي
المحاور والحلول لكي نضع الحلول نحتاج للاستراتيجيات وآليات، ومن هذا المنطلق تُعرف الاستراتيجية على أنها خطة عمل لتصميم وبناء واقع يتيح تحقيق أهداف مستقبلية. كما عرفها بعض المختصين على أنها مسار بعيد المدى للعمل يهدف إلى تحقيق الغايات والأهداف الجوهرية من خلال توظيف الموارد والطاقات الداخلية للعمل مع المعطيات الخارجية للبيئة التي يتم التحرك فيها [1]. وتعرفها وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية على أنها مجموعة من الأهداف العامة المترابطة والمتسقة المستهدف تطبيقها تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتي تشكل في مجموعها أهداف التنمية و/أو أساليب استخدام الموارد المتاحة لضمان تحقيق مجموعة أهداف محددة بما في ذلك سياسات التنفيذ اختصاراً لما سبق، فالاستراتيجية هي خطة عمل شاملة تعنى بتحقيق أهداف طويلة الأجل انطلاقاً مما هو متاح من موارد، مع الأخذ في الاعتبار مميزات وتحديات البيئة المحيطة.
يمكن الجزم بأن التعامل مع ظاهرة الباحثين عن عمل لن يؤدي إلى نتائج إلا من خلال اتباع منهج كلي قائم على علاج الأسباب الجذرية، وهذا ما تذهب إليه إستراتيجية التوظيف السعودية، إذ تسعى أولاً لـ «هزم» البطالة، وبعد ذلك تعقب فلولها، ثم التفرغ للعمل حثيثاً لتكون مواردنا البشرية السعودية عنصراً لتحقيق التنافسية المتجددة للاقتصاد السعودي، بمعنى أنها تساهم في نقل الاقتصاد السعودي من أنه نفطيّ ربعيّ السحنة إلى أن يصبح اقتصاداً يولد قيمة مضافة ارتكازاً إلى جهود وإنتاجية وإبداعات وابتكارات وريادية أبنائه وبناته. وهكذا، نجد أن ظاهرة البطالة العنيدة، ما زال متوسط معدلها للفترة 1999-2014 أعلى من 10.5 بالمائة أي ضعف ما كانت تستهدفه الخطة الخمسية التاسعة والمنظور الاستراتيجي المستهدف لاقتصادنا الوطني.
نقلا عن اليوم