انتعاش النفط بالتزامن مع ارتداد الذهب

12/04/2015 0
أولي هانسن

انخفضت السلع لأول مرة في أربعة أسابيع بسبب الخسائر التي تكبدها قطاع الزراعة وعلى رأسها الحبوب أكثر من الأرباح المقابلة التي حققها قطاع الطاقة.

بينما استعاد الدولار صعوده بأكثر من 3% بعدما ترك محضر اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة الأمريكية المفاجئ الباب مفتوحاً على مصراعيه لارتفاع الأسعار في شهر يونيو، مما أعاد التركيز مجدداً إلى اختلاف كبير في البنوك المركزية الذي نشهده عبر دول العالم. 

في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لرفع الأسعار في وقت لاحق من عام 2015، يسعى 28 بنكاً مركزياً حول العالم، لا سيما البنك المركزي الأوروبي، إلى تخفيف الظروف النقدية إلى هذا الوقت من السنة وكنتيجة لذلك، عاود الدولار صعوده بعد التوقف الذي دام ثلاثة أسابيع مما ساعد على خلق المزيد من الرياح العكسية بالنسبة للسلع. 

كان ذلك جلياً في قطاع الحبوب على وجه الخصوص بينما يجد المزراعون الأمريكيون الذي يواجهون بالفعل المخزونات الضخمة صعوبة متزايدة في المنافسة في طلبات الشراء في السوق العالمي.
التغطية القصيرة وشراء المنتجات المتداولة في البورصة يضيف الدعم إلى الذهب

كان الذهب واحداً من أفضل السلع أداءاً لا سيما عندما يحسب باليورو جراء ارتفاعه بسبب احتمال ارتفاع معدلات الفائدة الأمريكية أبكر من المتوقع. 

ارتفعت فائدة البيع على المكشوف في عقود الذهب الآجلة إلى رقم قياسي وبعد الفشل في الاختراق تحت 1180 دولار للأونصة، ساعدت بعض التغطية القصيرة في دفع الذهب مجدداً إلى 1200 دولار للأونصة وهذا يمثل منتصف مجاله الحالي بين 1175 دولار للأونصة و1125 دولار للأونصة.

انخفضت أرصدة المنتجات المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب الفعلي بصورة حادة خلال شهر مارس لكنها شهدت خلال هذا الأسبوع أكبر زيادة يومية في أكثر من ستة أسابيع وهذا ما قد يشير إلى بعض الفائدة المتجددة بالنسبة لانكشاف السبائك بعد اكتشاف الدعم عند 1180 دولار للاونصة. المصدر: ساكسو بنك

ارتفع الذهب المسعر باليورو إلى أعلى مستوياته منذ شهر يناير على خلفية استمرار المخزونات في بحثها الدؤوب عن بدائل الأصول الأوروبية ومما لا شك فيه أن منطقة اليورو قد شهدت عائدات سندات حكومية آمنة لتلك المتداولة بأسعار سلبية وارتفاع الأسهم بما يزيد على 20% إلى هذا الوقت من السنة. 

انتاج أوبك النفطي في ازدياد مستمر

لا يزال الانتعاش المحتمل في أسعار النفط يفتقر إلى الدعم من أوبك بعدما اخترق إجمالي الانتاج في شهر مارس-حسب تقديرات بلومبيرج-حاجز 31 مليون برميل لأول مرة منذ أغسطس 2013. 

رفعت كل من العراق وليبيا وإيران انتاجها خلال شهر بينما انتجت السعودية، حسب بياناتها، رقماً قياسياً قدره 10.3 مليون برميل يومياً وبالتالي اختراق معدل انتاج الكارتل عند 30 مليون برميل في آخر عشرة أشهر على التوالي.

وفَّرت الشكوك حول سرعة توقيع صفقة حول برنامج إيران النووي بعض الدعم للأسعار بعدما أمر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بضرورة رفع كافة العقوبات عن إيران في نفس اليوم الذي يتم فيه التوصل إلى اتفاق نهائي. في حين تقف الولايات المتحدة الأمريكية موقف المعارض من ذلك معبرة عن ضرورة رفع العقوبات تدريجياً.
المخزونات الأمريكية من النفط الخام ترتفع بمعدل 100 مليون برميل في هذه السنة

قفزت مخزونات النفط الخام الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بأكبر زيادة لها منذ 2001 بعد إضافة 10.9 مليون برميل إلى المخزون المتضخم الحالي الموجود في الولايات المتحدة حيث تمت إضافة حوالي 100 مليون برميل إلى إجمالي المخزونات منذ شهر يناير.

ومع ارتفاع الانتاج مرة أخرى بعد هبوطه في الأسبوع الماضي، لا يزال المعنيون بالسوق في طور التوقع حول بدء الانخفاض بنسبة 50% في منصات النفط (منذ أكتوبر الماضي) في التأثير سلبياً على الإنتاج. 

تتوقع إدارة الطاقة الأمريكية وغيرها من المراقبين حدوث هذه العودة على بعد أسابيع فقط من الآن وسنرى حينئذ بدء الانتاج الأمريكي في التباطؤ من المستوى الحالي عند 9.4 مليون برميل يومياً إلى 9 مليون برميل مع نهاية العام.

وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوياته في شهر فوق 54 دولار للبرميل (وبالتالي استكمال الانتعاش بنسبة 22% منذ 18 مارس) قبل الرياح العسكية سالفة الذكر التي أثارت بعض عمليات البيع المتجدد. ويترك هذا في الوقت الحالي خام غرب تكساس الوسيط حبيس مجال تداول رئيسي على كلا الطرفين عند 50 دولار للبرميل. 

بقي الضغط على الخام العاجل جراء ارتفاع العرض، خصوصاً في خام غرب تكساس الوسيط، مرتفعاً مع الفجوة الفورية بين عقود شهر مايو الآجلة والتوسع القادم إلى 1.7 دولار للبرميل وهو ما يمثل تكلفة بقيمة 3.55 عند إدراج المواقف الطويلة.

على أساس بقاء المخزونات الأمريكية مرتفعة خلال المستقبل المنظور، قد يفرض هذا ضغطاً هبوطياً متجدداً على خام غرب تكساس الوسيط مقارنة بخام برنت. انخفضت الفجوة المتعاقد عليها لشهرين بمعدل 5 دولار للبرميل خلال هذا الأسبوع ويمكنها أن تتوسع بسهولة من هذه المستويات مرة أخرى.

الغاز الطبيعي الأمريكي يهبط إلى أدنى مستوياته في 33 شهر

تبدو مناقصة البدء في تصدير النفط الطبيعي الأمريكي المسال في نهاية هذه السنة بعيدة المنال بالنسبة للمنتجين الأمريكين الذين شهدوا أسبوعاً مزعجاً آخر فيما يتعلق بأداء السعر.

هبطت تكلفة عقود الغاز الطبيعي الفورية في هذا الشهر إلى 2.25 دولار للثرم وهو المعدل الذي شهدناه لآخر مرة في صيف عام 2012 بينما أدى الجو المعتدل في شرق الولايات المتحدة إلى أسبوع آخر من الاستهلاك دون المتوقع وهو ما أدى في المقابل إلى قفزة تفوق التوقعات في المخزونات الأسبوعية. 

مع استمرار المنتجين من مختلف الحقول الصخرية لا سيما في مارسيلوس وهانيسفيلي في انتاج كميات قياسية من الغاز، هبط السعر في هذه الآونة بمعدل النصف منذ يونيو الماضي ومن المتوقع أن يهبط أكثر خلال الأشهر القادمة جراء انطلاق موسم الضخ دون هوادة. 

ستقوم مرافق الغاز الطبيعي المسال في ساباين باس في لويزيانا في تكثيف انتاج الغاز الطبيعي المسال الخاص بالتصدير في وقت متأخر من هذه السنة حسبما يبينه الرسم البياني أدناه الصادر من ستراتفور في الوقت الذي تقبع فيه العديد من المرافق الأخرى قيد الإنشاء وستكون جاهزة لبدء الانتاج منذ العام 2017. 

ومن ناحية أخرى، لن تساعد الصادرات على موازنة التسارع الحالي في الانتاج في وقت قريب مما يترك السعر تحت خطر الهبوط في الوقت الراهن.