أما قبل: فإن الناس هنا حين يريدون المفاضلة بين شركات الاتصالات الموجودة حاليا، فهم يستخدمون كلمة "أسوأ" أكثر بكثير من استخدامهم كلمة "أفضل"، وأما حين يختارون شركة منها للاشتراك في خدماتها، فهم يفعلون ذلك تحت ذريعة "أفضل السيئين"!
وأما بعد: فإنه من المؤسف جدا أن يبلغ عمر خدمة الاتصال بالهاتف المحمول في المملكة عشرين عاما، فيما لا يزال صديقي "محمد" مضطرا إلى تسلق جبل القرية الوحيد للحصول على برج يتيم في شاشة جواله، يضمن به وصول كلامه المتقطع إلى طرف آخر!
أما هذا الطرف الآخر الذي يسكن غير بعيد فهو يسارع كلما سمع رنين هاتفه إلى سطح المنزل، يفعل ذلك وهو يدعو ربه أن يبعث لقريتهم شركة اتصالات جديدة، لا تشبه في خدماتها أيا من الشركات التي يحفظون أسماءها!
وإنه من المؤسف أيضا ألا تتعدى التغطية لبعض هذه الشركات حدود مدينتك، وأما حين تغامر بالخروج منها، فإن جوالك يتحول إلى "آلة حاسبة" ليس إلا!
ومحبط أيضا أن الكلمة الأكثر استهلاكا في اللوحات الدعائية لهذه الشركات هي كلمة "مفتوح"، فيما تؤكد كل الشواهد أن تلك الكلمة ليست سوى خدعة أخرى، تستنزف أموال المشتركين فيها، فيما تبادر بقطع الخدمة عنهم بعد ذلك تحت ذرائع مطاطية ودون رادع حقيقي من هيئة الاتصالات!
ومثير جدا أن كتابتك لأحد أسماء شركات الاتصالات في خانة البحث في مواقع التواصل سيغرقك في نوبة ضحك مجنونة، حين تقرأ في نتائج بحثك عن شكاوى لا تحدث في آخر الدول التي استخدم شعبها هذه الخدمة.
هناك ستقرأ أن أحدهم اتصل على خدمة العملاء للاستفسار منهم عن مشاكله الكثيرة، ولأنه بقي على الانتظار قرابة ٢٥ دقيقة، فقد كانت هذه المدة كافية لوصوله بالسيارة إلى أحد أفرع هذه الشركة، وهناك حصل على الرد العبقري لكل مشاكل تلك الشركة "طفه وشغله"!
ومضحك جدا أنه حتى اللحظة بإمكانك تأسيس خط جديد والاشتراك في كل الخدمات بضغطة زر واحدة، وأما حين تحاول إلغاء الخدمة، فأنت في حاجة إلى كل أوراقك الثبوتية، ولمعرفة موظف أيضا يعمل في تلك الشركة لفعل ذلك!
نقلا عن الوطن
أضف الى ضعف تغطية شبكة الجوال في أغلب الجامعات السعودية