اصبحت امريكا حالياً اكبر منتج للسوائل البترولية بالعالم بعد ان كانت تحتل المرتبة الثالثة عالمياً في عام 2011م.
ولقد انتجت الولايات المتحدة في عام 2014 م ما معدله 8.6 مليون برميل من النفط الخام وحوالي 3 ملايين برميل من سوائل الغاز الطبيعي، بالاضافة الى مليون برميل من الوقود الحيوي المتجدد.
وبذلك يصبح اجمالي انتاج امريكا في ذلك العام حوالي 12.6 مليون برميل باليوم وسوف يقفز هذا الانتاج في العام الحالي الى حوالي 13.5 مليون برميل باليوم.
وتتوقع ادارة معلومات الطاقة الامريكية ان يصل اجمالي الانتاج الامريكي من السوائل البترولية الى حوالي 14 مليون برميل باليوم بحلول عام 2016م.
وهذا يشير الى ان الانتاج الامريكي من السوائل البترولية في تصاعد رغم اسعار النفط المنخفضة عن معدلات 2013م.
ويمكن تقسيم مصدر هذه السوائل البترولية الى حوالي 5.1 مليون برميل نفط تقليدي وحوالي 4 ملايين برميل باليوم نفط غير تقليدى.
وحوالي 1.1 مليون برميل من سوائل الغاز الطبيعي التقليدي وحوالي 2 مليون برميل باليوم من سوائل الغاز الطبيعي الصخرية بالاضافة الى اكثر من مليون برميل باليوم من السوائل الحيوية. أي إن حوالي 60% من انتاج امريكا من السوائل البترولية هو انتاج غير تقليدى.
تستهلك امريكا حالياً حوالي 19 مليون برميل باليوم من النفط الخام، أي إن عليها استيراد حوالي 7 ملايين برميل يومياً من النفط، يأتي معظمها (حوالي 4 ملايين برميل) من كندا والمكسيك وحوالي 2.5 مليون برميل باليوم من دول اوبك.
ولقد استوردت أمريكا من دول اوبك في 2011م حوالي 4.5 مليون برميل في اليوم.
وبذلك انخفض استهلاك امريكا لنفط اوبك بحوالي 2 مليون برميل باليوم. وتسبب هذا في وجود كميات كبيرة من النفط هائمة بالاسواق تبحث عمن يشتريها.
وهذا ما جعل الامين العام لمنظمة لأوبك يشير مؤخراً الى أن تخمة المعروض بالاسواق ربما تبلغ حوالي مليوني برميل يوميا بسبب الزيت الصخري الذي تنامى إنتاجه في السنوات الأخيرة.
الحقيقة ان انتاج امريكا لحوالي 14 مليون برميل من السوائل البترولية في العام القادم يعتبر انجازاً لم يسبقها به احد.
ورغم ان عدد الحفارات العاملة في انتاج النفط في امريكا قد انخفض بحوالي 300 حفار في الفترة ما بين منتصف عام 2014م وبداية العام الحالى، وعلى الرغم من انخفاض اسعار النفط بحوالي 50 % من اسعار منتصف العام الماضى، الا ان كل المؤشرات ترجح استمرار تصاعد الانتاج الامريكي من النفط والغاز غير التقليديين.
ويتوقع تقرير الاوبك الشهري الاخير ان يرتفع الانتاج الامريكي من السوائل البترولية الصخرية في امريكا في هذا العام الى 6.6 مليون برميل باليوم. وهذا ما يؤكد ان طفرة انتاج الزيت والغاز الصخري في امريكا فاقت كل التوقعات.
ويبقى السؤال: هل هذا النمو الكبير في الانتاج والوصول للذروة الثانية مجرد بداية لحقبة جديدة قد تمتد لعشرات السنين ام انها بداية النهاية لصناعة النفط والغاز الامريكية؟.
واما السؤال الاهم، ماذا لو انتقلت نفس التجربة الامريكية من انتاج حوالي 6 ملايين برميل باليوم من السوائل البترولية الصخرية الى اوروبا او امريكا الجنوبية او الصين او روسيا. سيكون هذا بلا شك كابوسا يهدد صناعة النفط التقليدي ولن تسعد دول اوبك بهذا الاحتمال.
ومن هنا يأتي قرار اوبك الصائب والاستراتيجي بعدم خفض انتاجها من النفط مهما كانت العواقب والتداعيات. ويبقى قدر اسواق النفط ان تكون جزءاً من دورات اقتصادية.
فارتفاع الاسعار مثلاً يغري المنتجين غير التقليديين بالاستثمار والانتاج فيرتفع الانتاج العالمي من النفط، ويكثر المعروض في وقت لا يتغير الاستهلاك كثيرا فتصاب الاسواق بالتخمة وتقل الاستثمارات وتبدأ الاسعار بالهبوط تدريجياً، ويكثر ما يعرف بحروب الاسعار بين الدول المنتجة فيكون ذلك لصالح المستهلكين.
ولكن هذا الهبوط بالاسعار يشل الانتاج غير التقليدي الباهظ التكاليف فيبدأ الانتاج العالمي للنفط بالانخفاض فترتفع الاسعار وتبدأ دورة جديدة.
ولكن الغريب في الامر ان اسعار النفط الامريكي تبلغ الآن حوالي 50 دولارا للبرميل وما زال معدل الانتاج في تصاعد وهذا يعني ان المنتجين الامريكيين غير التقليديين قد اكتسبوا خبرة ومناعة تساعدهم على تحمل 50% من الانخفاض بالاسعار.
الحقيقة ان هذا الامر اصاب البعض بالدهشة اذ انه كان من المتوقع ان يهدأ الانتاج الامريكي من السوائل غير التقليدية ما ان تصل الاسعار الى مستويات 60-70 دولارا للبرميل ولكن هذا لم يحدث على الاقل الى الآن.
وتبقى المملكة وروسيا والولايات المتحدة اهم دول العالم في انتاج السوائل البترولية. وبحسب التقرير السنوي لشركة ارامكو السعودية فقد انتجت المملكة في عام 2012م ما معدله 9.53 مليون برميل من الخام يومياً وحوالي 1.32 مليون برميل يومياً من سوائل الغاز الطبيعى، وبذلك فلقد بلغ اجمالي انتاج المملكة من السوائل البترولية في عام 2012م حوالي 10.85 مليون برميل باليوم.
وفي عام 2013م وصل الانتاج من النفط الخام والسوائل البترولية الى حوالي 10.65 مليون برميل باليوم. واما روسيا فهي تنتج حوالي 10.5 مليون برميل باليوم من الخام وحوالي 0.8 مليون برميل باليوم من السوائل الطبيعية وبذلك يصبح انتاجها الكلي من السوائل البترولية حوالي 11.3 مليون برميل باليوم.
في وقت تقترب امريكا من انتاج 14 مليون برميل باليوم من هذه السوائل. وبذلك استطاعت امريكا ان تقفز قفزة بعيدة عن الجميع في انتاج السوائل البترولية.
ويتطلب هذا الأمر تكاتف وتعاضد كل الدول التي تنتج السوائل التقليدية وفي مقدمتها دول اوبك وروسيا لحماية مصالحها.
وقد تشهد الايام القادمة الكثير من التقلبات في عالم الطاقة المتداخل.
ومن ينظر بدقة الى المشهد ويرى التفاصيل يدرك امرين اولهما ان هبوط اسعار النفط مؤخراً مرتبط بالانتاج الكبير من السوائل غير التقليدية من خارج اوبك، ويدرك ايضاً حكمة المملكة وقدرتها على قيادة الاوبك لاتخاذ القرارات الاستراتيجية بعيدة النظر التي تحمي النفط التقليدي من فقدان مكانته العالمية.
نقلا عن اليوم
سبب استمرار شركات النفط الصخري الامريكيه بالانتاج على هذه الأسعار المتدنيه هو بيعها المسبق لإنتاجها الحالي على اسعار اعلى من هذه الأسعار منذ عدة شهور في سوق المستقبل وأيضا بع
تكمله ,, وأيضا سبب اخر أن بعض هذه الشركات قد عملت تحوط ضد انهيار الاسعار منذ عدة شهور ,لذلك يتوقع بعض الخبراء ان ينخفض انتاجها بقوه في الاشهر القادمه,,, والله اعلم
اضف الى ذلك في (اعتقادي) ان هذه المشاريع نسبة كثيرة من تمويلها قائم على القروض وبالتالي الالتزام بالسداد يفرض حتى البيع باقل من سعر التكلفة اذا اضطروا بدلاً من تخفيض الانتاج. طبعاً آليات التمويل وايضاً تكتيكات البيع المعقدة ليس عندي اي علم بها.
لا تندهش، المنطق والعقل يقولان ان هذه الشركات تحتاج مجرد وقت للخروج من السوق. في اعتقادي المتواضع تحاج من ٦ اشهر الى سنه لكي تخرج من السوق عامل الوقت في ضل الاسعار الحاليه لا يخدمهم بتاتا في الاستمرار في الانتاج