كان الحديث خلال عامي 2013 و2014 عن عدم استطاعة شركات النفط الصخري الأمريكية مقاومة أسعار بيع برميل النفط دون سعر 70 دولار تقريباً، وقد بدأت أسعار النفط في الهبوط منذ منتصف 2014 تدريجياً حتى وصلت إلى ما دون 50 دولار حالياً في السوق الأمريكي والأوروبي وكذلك بقية الأسواق.
قد يكون سعر 70 دولارا للبرميل كحد أدنى ليس دقيقا في غالبية الحقول النفطية، حتماً هناك حقول تتحمل أقل من ذلك، حتى أن بعضها قد يستطيع المقاومة لأسعار دون 50 دولارا للبرميل لفترات متفاوتة، والأهم أن سعر النفط الصخري دون 70 دولارا لن يصمد كثيراً.
وأيضاً، الشركات النفطية في الحقول الصخرية تستطيع الخروج عند أسعار متدنية وتنتظر ارتفاع الأسعار وتعود ثانية، وأجمع بعض القريبين من الحدث أن السعر لن يعود قريباً لمستوى 100 دولار للبرميل.
إذا ما هي الظروف التي تبقي النفط الصخري صامداً بأسعار دون 50 دولارا؟
أولاً: تكلفة إنتاج النفط الصخري تتفاوت بين تقريباً 30 دولارا و100 دولارا ولكن غالبيتها تكلف 55 إلى 60 دولار.
ثانياً: بعض الحقول بها آبار تختلف تكلفة إنتاج النفط الصخري بها، وأحياناً تكون تلك آبار قريبة من بعضها.
ثالثاً: تكلفة الإنتاج تكون في الحقل وليس في البئر ويؤخذ بالمعدل، فعند دراسة الحقل قبل بداية الإنتاج، يثمن تكلفة الإنتاج بـ 60 دولارا مثلاً، وتشمل تكلفة الدراسات الأولية للحقل (تقريباً 15 دولارا)، عمليات التجهيز والحفر الأولية للآبار (تقريباً 15 دولار)، عمليات الاستخراج والإنتاج (تقريباً 15 دولار)، عمليات تكثيف التكسير الهيدروليكي ومنها حقن المواد الكيميائية والمياه (تقريباً 15 دولار)، وهذه الأرقام تقريبية كمثال متوسط وتشمل معدل تكلفة الآبار في الحقل.
بالنظر إلى المثال أعلاه فإن «الدراسات الأولية للحقل» و «عمليات التجهيز والحفر الأولية للآبار» تكون في البدايات وقبل البدء بالإنتاج من البئر الأول، وكثير من الشركات صرفوا تلك الأموال (كمقدم دفعات أولى) في محاولة لاستغلال أسعار النفط المرتفعة فوق 100 دولار للبرميل في السنوات الأولى 2013 وما قبلها، وقد تم ذلك وتم جلب عوائد غطت التكلفة الأولية، ويتبقى على تقريبا نصف سعر التكلفة، أي أن سعر التكلفة الجديد 30 دولارا ولذلك بعضها لازال صامداً.
رابعاً: كثير من تلك الحقول تم بيع نفطها كعقود آجلة لعام 2015 و2016 بأسعار مرتفعة فوق 95 دولارا، أي أن الشركات ضمنت أسعار عالية ولا يؤثر عليها الهبوط كثيراً.
خامساً: بعض شركات النفط الصخري يكون العمل مشتركا مع أعمال الغاز الصخري وقد يكون في نفس الحقول ونفس الآبار، ومعروف أن الغاز الصخري مربح جداً وستبدأ كثير من تلك الشركات التصدير قريباً لخارج الولايات المتحدة في 2015 وهذا مما يدعم موقفها في مواصلة إنتاج النفط الصخري دون تأثير كبير على سعر الإنتاج.
سادساً: تستغني بعض الشركات عن بعض الأعمال التي يمكن الاستغناء عنها لتكثيف الكميات ويسّهل الإنتاج خصوصاً عمليات الحفر أثناء الإنتاج، وهذا يوفر الحفارات ويجعل منها زيادة في العرض أكبر من الطلب، وبذلك تنخفض أسعار الحفارات على بقية الحفارات الأساسية وعمليات التكسير الهيدروليكي واستخدام المواد الكيميائية والمياه في الآبار.
أخيراً: ما سبق ذكره يختلف من حقل لآخر ولكن هذه مجمل السيناريوهات التي تحدث في بقاء إنتاج النفط الصخري عند سعر بيع النفط دون 70 دولارا وحتى 50 دولارا.
التحدي الكبير أن منافس نفط الأوبك ليس «شركات النفط الصخري» وإفلاسها من عدمه، بل المنافس الحقيقي هو وجود نفط صخري واكتشاف المزيد منه في تزايد في ظل وجود تكنولوجيا وتقنيات تستطيع استخراج ذلك النفط، فمتى ما توقفت تلك الشركات، يبقى النفط في أمان داخل الصخور، ويستطيعون الرجوع له بكل سهولة متى ما ارتفعت أسعار النفط فوق في حدود 80 دولارا، خصوصاً أن العمل قائم على قدم وساق لتطوير تلك التكنولوجيات والتي ستساهم في خفض تكلفة الإنتاج بعد مزيداً من التطوير.
نقلا عن الجزيرة
مالم يتفق المنتجون من اوبيك ومن خارج اوبيك على تخفيض الانتاج وبنسب يتحملها الجميع فسيبقى السعر منخفضا وهذا يؤدي الى كارثة لبعض المنتجين بينما ينتعش اقتصاد الدول المستوردة كالصين واليابان والهند
إنتعاش إقتصاد الدول المستوردة للنفط يساهم في زياجة الطلب على النفط مما يساهم في زيادة أسعار النفط و البيانات الصينية تؤكد بأن عدد الافراد الذين تقدموا للحصول على رخصة قيادة للمركبات المختلفة قد تجاوز 300 مليون نسمة منذ مطلع القرن الحالي أي خلال الفترة الممتدة من بداية عام 2001 م و حتى نهاية عام 2014م ... مما يعني أن عدد السائقين في الصين سوف يتجاوز عدد سكان امريكا بنهاية عام 2015 و هذا يؤكد على زيادة إستخدام السيارات في الصين و من ثم زيادة إستهلاك النفط مما يؤدي إلى رفع الأسعار مجددا
من مقالة الاستاذ برجس يبدو لي ان منتجي النفط الصخري يلعبون دور المنتج المرجح بدلا من السعوديه التي كانت تقوم بهذا الدور واعتقد انه ايجابي وفي صالح السعوديه قد تكون هذه اولا الفوائد برفض السعوديه تخفيض انتاجها
النقطة الأخيرة زبدة بالفعل وتشخص تحديات المستقبل.
(( لماذا لم تنهَر ..... ))
السبب الوحيد [ حاليا ] لأنه لم تمض فترة طويلة على أسعار 50 دولار
اعتقد انه من المهم الان ان يكون لدينا سياسة نفطية و خطط تطويرية في حقول النفط لتقليل تكلفة انتاج نفطنا الى اقل تكلفة ممكنة لكي نستطيع المنافسة و تحقيق هوامش ربحية افضل
مقال مممممتاز
مادام ان الامر متعلق بمصالح الدول الكبرى فلن يستمر طويلا السعر المنخفض للنفط !... ولديهم وسائلهم لرفع الأسعار سواءا بالإقناع او وسائل اخرى مع الأسف .