هذا قطاع الاتصالات.. ماذا عن هيئة الاتصالات؟

31/12/2014 8
مازن السديري

حدثت أحداث موبايلي منذ أكثر من شهرين ولم أكتب عنها بسبب أن المشهد كان محتقناً وعندها الجميع لا ينتظر غير وجهة نظر واحدة.. يغضب من الاختلاف معها ولا ينظر لوجهة نظر تصاحبها، لنفس السبب لن أكتب الآن عن الميزانية.

طبعاً لا أستبعد أن كل مستثمر تأثر بما حدث؛ سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ولا بد أن يحاسب المستبب في نزول السهم من 94 ريالاً إلى 44، لكن الأهم لي ما هو مستقبل صناعة الاتصالات في المملكة، من ينظر للقطاع من حقه أن يتساءل: شركة أفلست، وشركتان تعاني من أوضاع مالية صعبة، وبحاجة لرفع رأس المال، والرابعة اتضح أنها لا تعيش حالة نمو كما كنا نظن بل تباطؤ.. والشركة الكبرى الاتصالات السعودية كادت أن تعيش نفس التجربة لولا الإصلاح الإداري الذي قامت به إدارتها الحالية.

هذا الواقع لصناعة الاتصالات ألا يطرح تساؤلات لهيئة الاتصالات بحكم أن القطاع يتأثر بالمنظم (المشرع) من حيث الرخص المتاحة لكل شركة والقوانين التي تحدد حدود وهامش الخدمة التي تستطيع أن تقدمها وسعة المنافسة.

هل بالغت الهيئة في منح الرخص للمشغلين؟ هل لم تكن عادلة في عدد الرخص الممنوحة لكل شركة؟..

حسنا؛ القطاع يمر بمرحلة صعبة؛ فهل هناك من أفكار لدى الهيئة تنظيمية لإعادة النمو للقطاع؟

أم أن جميع الشركات الأربع كانت سيئة والسوق يصحح نفسه ونترك بعضهم يرفع رأس ماله كل سنتين من مال المساهمين بدون أي جدوى؟ طبعاً ليست مشاكل القطاع بسبب الهيئة؛ ولكن قد تمتلك أفكاراً لإعادة تنظيم القطاع.

حديثي ليس محدوداً عن قيمة هذه الشركات كأصول للمساهمين، ولكن لأهمية هذا القطاع في اقتصادنا وفي أغلب الاقتصاديات المتقدمة، فهو قطاع يخلق الكثير من فرص العمل ويتقاطع مع قطاعات أخرى كثيرة، سواء من المقاولات من حيث الإنفاقات الرأسمالية والمصارف للتمويل ورفع كفاءة الاقتصاد، أو من حيث تحسين بيئة التواصل وخلق بيئة ذكية قادرة على خلق فرص عمل في المناطق النائية وسرعة انتقال المعلومة وبالتالي الإنتاجية، بالإضافة لدوره لأغلب شركات التسويق والإعلام التي تعد شركات الاتصالات رافداً أساسياً لها وهو القطاع الأنسب للاستثمار في المعرفة والتقنية.

لذلك نمو هذا القطاع يعد مؤشراً إيجابياً للتطور النوعي في اقتصادنا،، لذلك أقول للأخوة في هيئة الاتصالات: جميل أنكم تضعون صوب أعينكم خدمة الفرد والمواطن، ولكن لنوسع هذا المفهوم عبر نمو القطاع وإعادة النظرة التنظيمية لإعادة تأهيله.

نقلا عن الرياض