على رغم بروزه طوال أيام العام، إلا أن هذا الأسبوع كان الأبرز لوزير التجارة والصناعة توفيق الربيعة.
فالربيعة الذي قام بمعاقبة إحدى شركات بيع الإلكترونيات الشهيرة في البلد وإغلاقها بداية الأسبوع، وفي وسطه أغلق إحدى أشهر محال التجزئة في الخبر، ومثلها في حائل، قبل أن تتجه بوصلته لإغلاق محطة بنزين في الخرج تخلط الوقود بالماء.
بالتأكيد، ما فعله الربيعة يتماشى مع رؤية القيادة العليا، وناتج توجيهاتهم، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، الذين لا يرضون ضيماً ولا غشاً ولا تدليساً ولا غبناً للمواطن.
كما أن ما قام به، هو صميم عمله الذي استأمنه عليه خادم الحرمين الشريفين للقيام به، وكان بالفعل «إن خير من استأجرت القوي الأمين».
شعبياً، ومن خلال رد فعل الناس في وسائل التواصل الاجتماعي، نال فعل الربيعة استحسان المواطنين وثناءهم، وبهجتهم، ودعاءهم. وللأسف، وعلى رغم أن ما قام به الوزير هو صميم عمله، إلا أن طول وطأة الفساد في سوقنا، جعلت أي فعل صغير لمعاقبة من يغش أو يدلس على الناس يبدو كبيراً، والطبيعي يبدو غير طبيعي.
وهو ما يعني تشوه السوق وعدم صحة ما يمارس فيها، ولا يعني بالتأكيد التقليل ولا الانتقاص مما قام به وزير التجارة النشط وفريقه الأنشط.
بالتأكيد، من يتتبع مسيرة الربيعة منذ بزوغ نجمه في الوزارة، فلن يفوته ملاحظة ما يلي:
أولاً: أن الربيعة وزير اختار الصمت، وترك الحديث للفعل والإنجاز. ولولا أنني شخصياً تحدثت معه ولمرة واحدة فقط، لتصورته أبكماً لا ينطق. وما عدا مقابلة قديمة -قبل توزيره- استضافه فيها الصديق راشد الفوزان في برنامجه على «سي إن بي سي» فإن الربيعة لم يقابل صحافياً، ولم يتحدث لإذاعة ولا تلفزيون.
وفي هذا درس لبعض المسؤولين أصحاب الحملات الإعلانية والدعائية، فما يحسن الصورة ويجملها هو العمل والفعل، وليس الحملات الدعائية، والمقابلات الصحافية.
ثانياً: أن وزير التجارة منضبط في عمله، والمعروف عنه أنه يأتي للدوام قبل أصغر موظف في الوزارة، ويضع بصمته في جهاز البصمة قبل أي موظف آخر، على رغم أنه ليس مطلوباً منه ذلك.
وبهذا فهو القدوة الحسنة الذي يلزم نفسه قبل موظفيه الانضباط، واحترام الوقت. وفي هذا درس آخر، وعامل من عوامل نجاحه وتوفيقه.
ثالثاً: الوزير الربيعة إنسان قبل أن يكون وزيراً، وهذا ما تسمعه من كثير من موظفي وزارته، فهو يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وللمثال، فقد سارع في أيار (مايو) الماضي بزيارة الموظف عبدالعزيز المقبل بعد تعرضه للإصابة خلال تأديته لعمله، وحضر زواج موظفه الآخر عبدالله البصيلي، وهما خبران منشوران وغيرهما الكثير.
وهذا يعني أن توفيق بلمساته الإنسانية يحفز فريقه على العمل والإنجاز، ويفرح معهم، ويحزن معهم.
وهنا رسالة للمسؤولين الآخرين الذين لا يرون لصغار موظفيهم حقاً عليهم، ولا يشاركونهم حزناً ولا فرحاً، فما لم تكسب حب موظفيك واحترامهم فلن تكسب ولاءهم وإخلاصهم للعمل.
رابعاً: أن الربيعة حاضر في الوقت المناسب، ولعل العروض الوهمية التي أغلقت بسببها محال بيع الإلكترونيات هذا الأسبوع خير دليل.
فالوزير منع الغش والتحايل قبل وقوعه، ولو لم يكن الربيعة فطناً وحاضراً، لما استطاع فعل شيء، ولتحمل الناس التدليس والاحتيال، وبعدها لن ينفع العقاب بأثر رجعي، بعد تضرر الناس.
خامساً، وأخيراً: أن الوزير متجاوب وشفاف ويرد على أي استفسار أو اقتراح بنفسه. وقد سبق لكاتب السطور إرسال بريد إلكتروني للربيعة مرتين صباحاً، فجاءت الإجابات والردود على ما استفسرت عنه في اليوم نفسه.
كما أنه حاضر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومتصل مع الجميع، يسمع منهم، ويشرح لهم، ويحدثهم ويحدثونه من دون حاجب ولا سكرتير.
وفي هذا رسالة جميلة للآخرين، أن التواصل مع الناس فنّ يجب على المسؤول تعلمه بعيداً عن الفاكسات والردود المعلبة في إدارات العلاقات العامة التي لا تقنع ولا تفيد.
ختاماً: توفيق الربيعة مخلص لدينه ومليكه ووطنه، ويضرب أروع الأمثلة في إخلاص المسؤول، وإنجازه العمل بحسب طموحات وتطلعات قائد البلاد الذي قال له ولإخوانه الوزراء «من ذمتي لذمتكم».
ولا شك أن عمله سيثير شلة من المتنفعين من بقاء الوضع السيئ لمعارضته، ومناكفته، وعليه ألا يلتفت لهم، ولا يضيع وقته بمتابعتهم، فالأمانة أولى، ومصلحة الوطن والمواطن أثمن وأغلى، وله كل التوفيق والسداد.
نقلا عن الحياة
الرجل يفهم حقوق المستهلك بشكل جيد، ويعرف ما تريده الناس. عتبي عليه هو أن وزارة التجارة والصناعة ليست فقط حماية مستهلك.
صدقت في كل ماذهبت اليه في مقالك الصادق الرائع الوزير توفيق لايعرفني ولا يعرفك ولكنها كلمة حق يجب ان تقال على وهذا اضعف الايمان
ندعوا له بالتوفيق وان يجزيه الله خيرًا ويكثر من أمثاله ولو خليت لخربت
اسال الله العلي القدير أن يوفقة و أن يحفظه من كل سوء
نشكر الكاتب الكريم لقد عبر عن مايدور في قلوب الشعب تجاه الوزير الناجح