الحمد لله أن بلادنا تتمتع بخيرات وموارد مالية طيبة ساهمت في تحقيق نهضة وتنمية في العديد من القطاعات مثل العمراني والصناعي والاقتصادي وغيرها، حيث تعتبر هذه المشاريع والمنشآت شيئا إيجابيا يصب في مصلحة الوطن والمواطن من خلال توفير الخدمات العامة وإيجاد وظائف للمواطنين واستحداث فرص عمل للقطاع الخاص بالإضافة إلى توفير البنية التحتية المطلوبة لتطور البلد في مختلف المجالات.
ولكن ماذا تركنا كرصيد ومخزون للأجيال القادمة التي لها حق أن تعيش بكل راحة وكرامة وتطور لأنهم أبناء هذا الوطن وهم من سيقوم على إدارة التنمية واستمرار النهضة، لذا علينا أن نتوقف لنرى كيفية استهلاك مواردنا المالية الوطنية وكم خصص منها كرصيد للأجيال القادمة التي ستعتمـد عليه (بعد الله) في الإنفاق على استمرار النهضة وذلك لأن الوضع الاقتصادي لأي بلد لا يمكن أن يستمر على نمط واحد طول الزمن والأمثلة على ذلك كثيرة من خلال رجوعنا إلى المائة سنة الماضية لنرى أن العديد من الدول كانت تزخر بموارد طبيعية تدر عليها مكاسب مالية كبيرة، ولكن تغير الحال في هذه الدول فإما أن نفد موردها الطبيعي أو تم اكتشاف مصدر آخر عن هذه الموارد هو أقـل سعرا وأفضل جودة أو غيرها من الأسباب المختلفة.. لذلك يتوجب ايجاد استراتيجية وطنية لإنشاء «صندوق الأجيال القادمة» الذي يقتطع سنوياً جزءا من الدخل المالي الوطني يخصص لهذا الصندوق بحيث تستثمر هذه الإيرادات بصورة مهنية مدروسة وصحيحة لكي تكون رصيدا ماليا واستثمارات محددة للأجيال القادمة.
إن التخطيط المستقبلي أمر مهم جداً لبلادنا المباركة التي بدأت حديثاً في التطور والنمو إذا ما قورنت بدول متقدمة مثل أوروبا واليابان وأمريكا وغيرها، وهذا الواقع يتطلب الحرص على حسن التخطيط لكيفية استخدام مواردنا المالية الوطنية التي تعتمد أساساً على مادة طبيعية وهي النفط والذي بلا شك له عمر افتراضي طال أو قصر، في حين أن الوطن وتطوره وتقدمه أمر مستمر ومطلوب أن يتحقق بأيدي أبنائنا من الأجيال القادمة الذين يجب أن نراعي حقهم المشروع في العيش في بلدهم ضمن برنامج تنموي مدروس يعتمد على توفير العلم الحديث والخدمات المتطورة والبنية التحتية الجيدة والرصيد المالي لتستمر دولتنا في التقدم.. وإلى الأمام يا بلادي.
نقلا عن اليوم
اكتفيت بالسطور الاولى من مقالك لاعلم انك خارج التغطية فاي بنية تحتية واي منشأت واي خدمات عامة ! اتمنى ان تخرج من الكهف .