كتب (آلان برفيت) وزير الثقافة الفرنسي قبل ثلاثة عقود كتاباً عنوانه (عندما تقف الصين يهتز العالم) واليوم أقول -عندما تسقط الصين ينهار العالم- هذا البلد يستهلك لوحده40 % من ألمنيوم العالم و 39% من نحاسه و 59% من حديده و40% من القطن.
هذا الاستهلاك الكبير من المعادن يوضح ثقل الصين في اقتصاديات العالم وحجم وزنها كشريك تجاري رئيسي في أغلب الصناعات في العالم التي أصبحت سوقا أساسيا لها بل أصبحت الدول الكبرى تتسابق على منح التأشيرات للسائح الصيني.
مثلاً بريطانيا خلال يوم وألمانيا يومين وإيطاليا خلال ثلاثة وفرنسا خلال أربعة أيام بالإضافة لدول أخرى لا تشترط تأشيرة الدخول للصينيين.
بعد هذه المقدمة لا تعتقدوا بأني سأروي تشاؤماً عن مسيرة النمو الصيني وهي تتجاوز عقدها الثالث بمعدل يقترب من 10% برغم أن طفرة النمو الياباني والكوري استمرت لعقدين من الزمان وحتى الدول النامية الحديثة تعيش اقتصادياتها تباطؤاً واضحاً مثل الهند والبرازيل حاليا والسبب أن الصين دولة قابلة للهندسة سواء للتزايد السكاني أو نسبة التشكيل الديمغرافي ومهارات المجتمع وتطور كفاءة الإنتاج، ألا يلفت نظركم أن بلداً بهذا الحجم نسبة العاطلين به فقط 4.1% ونسبة التضخم منذ أكثر من عقد متذبذة ولكن بنسب غير مزعجة وباستثناء عام 2007 عندما وصل الرقم 6%....سبب ذلك كله هو قوة الدولة ودقة تخطيطها وتحكمها لما ذكرت من أبعاد المجتمع ونموه العددي ومستواه التعليمي وكثافة توزيعه تبعا للموارد والاحتياجات.
تطورت الصين ولم تعد دولة الأيادي الرخيصة العاملة وأرسلت أبناءها حول العالم كندا أولا بلغتين الفرنسية والإنجليزية ثم الولايات المتحدة ثم أستراليا وبريطانيا ثم تليهم سنغافورة التي تمنح الصينيين امتيازات للدراسة بها، دخلت الصين الصناعة التقنية مثل القاطرات والصناعات المكلفة مثل النفط والغاز والبتروكمويات، ورفعت كفاءة الطاقة من 0.6 استهلاك للطاقة لكل 1% نمو في الناتج المحلي إلى 0.5 من الطاقة والتخطيط للانخفاض أكثر إلى 0.4 مع تطوير التقنية لترشيد استخدام الفحم في إنتاج الكهرباء ليتقلص نسبيا واستغلال بقايا المهملات لإنتاج الكهرباء.
حتى التقنية الناعمة وصناعة البرامج تجاوزت الصين أوروبا بعدد الشركات وأصبحت تلي الولايات المتحدة وهي تسير بروح (ماو تسي تونج) الذي أمر الصينيين بأن يصطادوا الطيور ويذيبوا الحديد، الدولة والحكومة هناك تخطط و (تهندس) الشعب والتخصصات والاحتياجات كما ترسمه حيث لا تتفاجأ الحكومة بتغيرات داخلية طارئة، لذلك اختصروا الصين بأنها اقتصاد الأيادي العاملة أو النشاط القائم على الإقراض والبناء العمراني.
لكن الصين في مرحلة تحول تدريجي من دولة (تصنيعية) بدائية إلى دولة (صناعية) متقدمة ومن ضمن النظريات بأنها ستلامس هذا المستوى بإنتاجية أعلى وتعداد سكاني أقل برغم قانون التناسل الذي تم تعديله منذ عام ووقت ذاك تكون الصين قد نضجت بعد فترة لن تقل عن عقد لرفع مستوى الحرية والديمقراطية وجزئيا تتكامل مع الأطراف المتنورة مثل (هونكونج) وتحتوي الأطراف الأخرى المتمردة مثل (إكس جيان).
برغم أني لا أستطيع الجزم بأن الصين لن تتوقف مسيرة نموها لبلد امتاز نظامه رغم تاريخه المؤلم بأنه كان أقل دموية مع الأسر المالكة قبل الثورة من العرب وأهدأ وأكثر إيجابية دون استعمار في مسيرة نموه من أوربا وسوف يتحول للحرية بشكل لا يقارن مع روسيا ولم تنعزل عن التقنية الأمريكية مثل (جوجل) بل صنعت تقنية توازيها
أذكر أني قرأت: إذا رأينا مسؤولاً صينياً تفاءلنا بالتنمية والمشاركة وإذا رأينا مسؤولاً غربياً تشاءمنا.
نقلا عن الرياض
مقال جميل يدل على اطلاع وثقافه مميزين لكني اختلف معاك بتفائلك المبالغ فيه فالصين بعد خمس سنوات ستمر بازمة اقتصادية ناتجة عن تضخم الاصول العقارية وستكون شبيهة بازمة امريكا 2008 اما طريقة معالجتها فهي بعلم الغيب مع اجمل تحياتي للاستاذ مازن
السعودية يجب ان توثق تعاونها وتحالفها مع الصين ، فالصين من اكبر الزبائن لشراء النفط السعودي كما انه لاتوجد لدي الصين التعقيدات الامريكية او الاوربيه فى نقل التقنية وتوطينها
الصينيون و اليابانيون و والكوريون ممتــــااااازون .... ولكن .... نحن مغــــــرمون بالشــــعر الأشـــــقر و العيون الملونة . .. شكراً استاذ / مـــازن على الموضوع الشـــيق