دائماً يصور المهتمون بالمال والاقتصاد بأنهم إنتهازيون والمثقفون بأنهم محبطون سواء في الرواية أو الطرح العربي وذلك يعود للتكوين الإشتراكي واليساري لأغلب المثقفين العرب الذين أفرزتهم الأنظمة اليسارية العربية منذ الخمسينات، وفي المقابل كانت التنمية في أوروبا والازدهار الاقتصادي هي وليدة الثقافة والمبادئ التي رسخها المثقفون وصورها الفنانون للجمهور، سؤالي ماذا فعل الفقيه في مجتمعنا من أجل التنمية.
نعم الفقيه الذي يتقاطع مع المثقف في مفهوم صنع الحكمة الجماعية للمجتمع ورفع الوعي للفرد، في أوروبا المفاهيم المنطقية والأخلاق البناءة التي ناضل من أجلها المثقف الأوروبي من هيجل إلى ريمون آرون جعلت الأوروبي يؤمن بالعمل والإنتاج والعلم وقبول الخسارة وأن يحلم بالمجد وهو بين حطام برلين المدينة الحزينة والذي مع التنمية ساعد في ارتفاع الوعي الاستهلاكي للأوروبي لمنتجات صديقة للبيئة..
في نظرهم إذا لم يكن النمو الاقتصادي مرتبطاً بنمو حضاري فهو نمو كمي يفتقد الجودة ويكون من آثاره ارتفاع التلوث والأمراض وانخفاض متوسط الأعمار والتعليم والإنفاق غير الأخلاقي في الدعارة والانحراف، لذلك كان ربط الاقتصاد بالثقافة هو صمَام الأمان في الدول المتقدمة للحفاظ على رأس مالها البشري، في المقابل أين أجد الفقيه في عالمنا.
تجد الفقيه في تصادم الواقع الاقتصادي، موقفه سلبي ورافض للنظام النقدي الذي أصبح نظاماً عالمياً لامناص منه ونتج من هذا التصادم تمويل إسلامي أكثر كلفة، في مداخلة طريفة للشيخ الكلباني: مصرف بلحية وآخر بدون والمواطن مسكين، التأمين والذي يعيش نفس التصادم، في قراءة عن ميزانية وزارة الصحة بأن ريعها كفيل بتأمين موظفي الدولة المحرومين من هذه الميزة قياسا بزملائهم في القطاع الخاص، ونسمع عن أن هناك رفضاً بسبب الإفتاء، كم العاطلات من النساء والسبب مفهوم الاختلاط مع الذي أنهك ميزانية الدولة بخلق وظائف نسائية تراعي هذا العامل مع العلم أن الفقر والفراغ هو دافع الانحراف أكثر من أي عامل آخر، بالإضافة لآراء غريبة من أجل الاختلاط مثل هدم الحرم الشريف وإعادة بنائه لمراعاة الاختلاط، ترى هل تسأل صاحب الفكرة كم سيكلف وكم هي الاحتياجات المجتمعية الضرورية في البنية التحتية للنهوض.
للأسف هذا التفكير سمح بخروج كثير من السيولة للخارج بسبب ضعف السياحة الداخلية التي تخنقها الآراء المتشددة والتي كان يجب أن تراعيارتفاع الوعي والإنتاجية للفرد وليس التضييق عليه.
لست فقيها ولكن ما أراه هو تصادم بعض الآراء الفقهية مع الواقع الاقتصادي وأصلا لا تشكل نسبة بسيطة في حساباته، هذا عكس ما قرأنا وسمعنا عنه في عهد الدولة الإسلامية القوية عبر العصور من الأموية الشرقية إلى الأموية الأندلسية والأيوبية وأخيرا العثمانية، هذا التصادم لا تستطيع أموال الدنيا تجاهله ولكن العقل والمنطق.
نقلا عن الرياض
كم أنت رائع ياأخ مازن. الفقهاء مؤلهون ومقدسون في مجتمعات التنظير اللاتجريبية واللاعقلانية .. والعلماء المنظرون والمجربون حلقوا بأممهم نحو السماء في العالمين الغربي والشرقي.. لذا فإن الانتاج والابتكار شواهد حاضرة لا يمكن إنكارها في حين أن مجتمعات الأدبيات الميتافيزيقية لاتقدم مجداً ولارفعة ناهيك عن التناقض وتناقض التناقض.. لذا فالعقل والمنطق كما قلت وهذا ما آمن به صاحب الإسم في معرفي وهو مسلم ومجاهد رغم أنف الحاقدين ومزوري التاريخ .. تحية إجلال لك.
الولد صنو ابيه !!!!
الكهنوت دائماً يبث الخراب والتشرذم في اي مجتمع ينصت له ويتأثر به فالكهنوت احدي الرأي عديم التفكير يؤمن بالغيبيات فقط ويحارب العلم ويحرم التفكير فافلسفة حرام تعلمها ودراسة المنطق حرام (من تمنطق فقد تزندق) وهذا هو ماكان في اوربا عند سيطرة الكنيسة عليها ولم تتحرر وتتقدم الا بنسفها. يجب على العرب والمسلمين إن ارادوا التقدم عزل الكهنوت عن حياتهم وبناء دول (الوطن للجميع) يسود فيها احترام العلم والعمل والإبتكار والحرية وحرية الفرد والعدالة الأجتماعية واتاحة العمل حسب التأهيل والقدرة وفتح نشاطات الأقتصاد بدون ريب كهنوتية يمحوها الزمن.
لله درك .. تقديس الاشخاص آفة مجتمعنا .. كل الفقهاء معصومون لدينا ولا يجوز نقدهم. والمشكلة نضحك بالذين يتبعون جهلا المعممين في حين أن لدينا كميات مهولة منهم . نحتاج إلى مارتن لوثر إصلاحي يسقط المسلمات وينزع الأقفالالتي على القلوب " أم على قلوب أقفالها".
أخ مازن كاني بك تردد قول حمزة السالم بـ (من يتعفف عن اكتتاب الأهلي تورعا فهو يعبد من حيث لا يعلم المشايخ المُحرمين للبنك الذين هم مشايخ سوء على سنة أحبار اليهود ورهبان النصارى").
مازن ليس لدى مصر او ليبيا او الجزائر او العراق او سوريا او الامارات او اندونيسيا او البرتغال او البرازيل او الارجنتين مشكله (( الفقيه )) وتحكمه او معارضته,,, فهل تلك الدول لديها اقتصاد قائم على المعرفه ؟ وهل التغير الذي حدث في كوريا الجنوبيه وتركيا وسنغافوره وماليزيا بسبب تخليهم عن (( الفقيه ))؟ اذا اردت ان تناقش موضوع اكتتاب بنك الاهلي فيستغرب منك الاستدلال بكلام الشيخ الكلباني الذي لا يفقه في المصرفيه الاسلاميه الا كما تفهم انت في السياسه او الرياضه
مقال تجاهل الحكمه من خلق الخلق الا وهي العبوديه لله وحده ..وقد احل الله البيع وحرم الربا لذلك اقتصاديات العالم ليست خيارنا الوحيد لانخراطنا في اقتصادها ايضا تم تجاهل كبير للازمه العالميه في 2008 وانهيار كثير من المصارف ونجاة المصارف التي تطبق الشريعه الاسلاميه حتى ان كمّا من الاوروبيين اشاد بالمصارف الاسلاميه وتعاليم الاسلام السمحه في حماية المستهلك من خلال تشريعاتها الربانيه وكذلك لايمكن حصر انقاذ المرأه في اعمال مختلطه فقط وتعليق سبب بطالتها بذلك فالاعمال التي لاتشترط الاختلاط كثيره مثل التعليم ووالرعايه الصحيه والاسواق التجاريه وهذا تهميش للسبب الرئيسي الذي ادى الى بطالة كثير من الفتيات وضعف الدعم الحكومي لها في مجالات عده اخرى واخيرا فاذا اردنا ان نتحدث عن احكام الاقتصاد الشرعيه ينبغي لنا تركها للمختصين بها واما تبعات النظام الربوي فقد اقرت اغلب الانظمه العالميه واشارت الى سلبيته وهو مصداقا لقوله سبحانه (يمحق الله الربا ) الايه وهو اعلم سبحانه بما يناسب الانسان في لقمة عيشه وادارة شؤونه واما الاشاره الى تقدم الدول الاسلاميه سابقا وحضارتها فهو دليل على قوة الاقتصاد الاسلامي الخالي من الربا وليس العكس وجهة نظري مع احترامي الكامل لطرح الاستاذ مازن