وصل مؤشر بلومبيرج العام للسلع، والذي يتابع أداء 22 من السلع الرئيسية، إلى أدنى متسوياته في خمس سنوات قبل إغلاق التداول دون تغيير مع نهاية الأسبوع. وتفاوت الأداء في القطاعات الفردية مع تحقيق مكاسب في كل من الطاقة والسلع الاستهلاكية لتعوض الخسائر في المعادن الصناعية والحبوب.
وشكل كل من الضعف في أسواق المال وهبوط عائدات السندات والدولار القوي (الذي استمر في الوصول إلى ارتفاعات جديدة) بعضاً من مجمل الأسباب وراء ذلك بالإضافة إلى المخاوف الجيوسياسية التي تلوح في الأفق.
إغلاق المصافي يدعم البنزين
وصل البنزين إلى أعلى مستوياته منذ يوليو بعدما حصل الوقود على دفعة من نقص الوفرة في المنطقة الشرقية الشمالية من الولايات المتحدة (المنطقة التي تضم نيويورك وهي محطة توصيل عقود بنزين آر بي أو بي الآجلة). وأغلقت العديد من المصافي في ساحل الخليج وفي شرق كندا أبوابها من أجل إجراء إصلاحات غير مجدولة وهو توقيت سيء نظراً لأن هذا الوقت من السنة يشهد إجراء المصانع الأخرى صيانتها الموسمية.
هبط خام الحديد إلى أدنى مستوياته في خمس سنوات بسبب زيادة العرض من قبل شركات التنقيب الرئيسية مما ترك المعدن في خضم البحث عن مشترين. ويتجلى ذلك واضحاً في الصين، حيث يسير الطلب على الحديد في مساره الصحيح ليظهر أول انخفاض سنوي له منذ عام 2000.
لا تزال أسواق النفط الخام تركز على ارتفاع العرض
ما زالت أسواق النفط الخام تركز على ارتفاع العرض مع ورود أخبار من المنتجين حول تركيزهم على زيادة الانتاج. حيث أبلغت ليبيا والعراق ونيجيريا عن زيادة الانتاج خلال الأسابيع الأخيرة، وتشكل هذه الزيادة في توفر العرض ضربة للسوق العالمي في الوقت الذي ينخفض فيه الطلب.
وكنتيجة لهذه الزيادة في الإنتاج، مصحوبةً بمخاوف من النظرة المستقبلية على الطلب من أوروبا والصين، استمر سعر خام برنت في التعرض للمزيد من ضغط البيع أكثر مما هو عليه في خام غرب تكساس الوسيط. ووصلت بذلك الفجوة بين العقود الآجلة في مستهل الشهر بين الخامين إلى مادون 4 دولار للبرميل مقتربة بذلك من أدنى مستوياتها حتى هذا الوقت من السنة.
استمر الطلب على خام غرب تكساس الوسيط مع تباطؤ الواردات وهامش المصافي وبقاء الربحية في وضع جيد.
وساهم تحسن الطلب على عقود الخام العاجلة (خلافاً للحالة المعاكسة في خام برنت) في تقليص الفجوة بين الخامين بغض النظر عن استمرار الارتفاع في انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وقد يساعد الارتفاع المتوقع في البنى التحتية لخطوط الأنابيب التي توصل النفط إلى كوشين (محطة توصيل خام غرب تكساس الوسيط) بالإضافة إلى تباطؤ الطلب بسبب الصيانة الموسمية، على التخفيف من حدة ظروف السوق الخانقة الحالية مما يساعد على استقرار الفجوة. ويبقى من الصعب بمكان أن نرى صعودات أكثر في خام برنت طالما بقي سوق العقود العاجلة تحت الضغط جراء تباطؤ الطلب وزيادة العرض.
ينظر المستثمرون إلى النفط على أنه فرصة استثمارية-إما من خلال العقود الآجلة أو المنتجات المتداولة في البورصة-ويفضلون حالياً خام غرب تكساس الوسيط بسبب هيكل منحنى العقود الآجلة. ويقبع المنحنى في الوقت الراهن في ميل عميق إلى التراجع نسبياً عند 0.80 دولار أمريكي للبرميل مقارنة بالميل إلى التراجع عند 0.64 دولار أمريكي للبرميل الذي نشهده حالياً في خام برنت.
يشير هذا بشكل أساسي إلى أن مجموع العقود الآجلة الشهرية لصفقات الشراء الطويلة الأمد تفضل خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 1.40 دولار أمريكي للبرميل. وحتى نرى تغييراً في هذه العلاقة-والتي قد تحدث بسبب التغييرات سالفة الذكر في الطلب الموسمي والبنى التحتية للأنابيب-سيستمر تفضيل خام غرب تكساس الوسيط من منظور الاستثمار طويل الأجل فقط.
انزلاق الذهب يتوقف بسبب ضعف الأسهم
وصل الذهب إلى أدنى مستوياته منذ يناير بعد استمرار الدولار في الارتفاع مقابل سلة من العملات. وفي نهاية المطاف، استطاع المعدن الأصفر إحراز بعض الدعم من زخم تجنب المخاطرة المتجدد والذي أدى إلى هبوط أسواق الأسهم وعائدات السندات. حيث أضافت التقارير التي تفيد بحصول العراق على معلومات استخباراتية موثوقة بخصوص تخطيط الدولة الإسلامية لشن هجمات على نظام قطار الإنفاق في باريس والولايات المتحدة، المزيد من الدعم إلى السوق الذي يشهد اتخاذاً سريعاً للمواقف القصيرة خلال الأسابيع الأخيرة.
يعكس إجمالي الأرصدة في المنتجات المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب الفعلي النقص الحالي في الرغبة في الذهب. حيث هبطت الارصدة فيها إلى أدنى مسوياتها في خمسة سنوات بعدما شهدت انخفاضاً بمعدل 41.6 طناً خلال الشهر الماضي. واستمر الدولار على الرغم من ذلك بوصفه المحرك الرئيسي مع وصول الذهب المسعر باليورو إلى أعلى سعر خلال أسبوعين. وفي المدى القريب، ربما يدعم كلاً من تذبذب أسواق الأسهم وارتفاعات السندات الارتداد باتجاه المستوى الرئيسي الأول من المقاومة عند 1251 دولار للأونصة قبل أن يبدأ البائعون باستعادة السيطرة مرة أخرى.
الاستفتاء بخصوص الذهب السويسري يلقى بعض الانتباه
من المحتمل أن يأتي بعض الدعم خلال الأشهر القادمة من الاستفتاء بخصوص الذهب السويسري المزمع إجراؤه في 30 نوفمبر. وفي حال تم تمرير القرار، يمكن أن يعني هذا أن البنك الوطني السويسري سيتحاج إلى الاحتفاظ بما نسبته 20% على الأقل من أصوله ذهباً وسيكفُّ بالتالي عن بيع المزيد من احتياطيات الذهب لديه وسيقوم بتخزين كامل الذهب الخاص به ضمن سويسرا.
وقد هبطت حصة الذهب من احتياطيات العملة السويسرية من 30% في عام 2000 إلى 8% في الوقت الحالي. وفي حال تم تمرير الاستفتاء، فقد يحتاج البنك الوطني السويسري إلى شراء كمية كبيرة من الذهب خلال السنوات الثلاث القادمة. حتى الآن، رفض البرلمان السويسري بأغلبية ساحقة المبادرة كونها تُقَلِص من قدرة البنك الوطني السويسري على إجراء سياسة نقدية.
في أواخر نوفمبر، سيقول الناخبون السويسريون كلمتهم وعلى الرغم من عدم استقطاب هذه القصة للكثير من الاهتمام خارج سويسرا، إلا أنها من المتحمل أن تصبح قصة رئيسية في عالم الذهب.
الخوف من انتشار فيروس الإيبولا يحرك سوق الكاكاو
كان الكاكاو من السلع التي ارتفعت بقوة خلال الأسبوع بسبب تجاوب السوق مع الخوف من اضطرابات العرض المحتملة من ساحل العاج. استمر فيروس الإيبولا في الانتشار غرب افريقيا، ومع وصوله إلى أكبر مناطق العالم انتاجاً للكاكاو في ساحل العاج وغانا، ازادات مخاوف تعرض العرض لاضطرابات.
يشكل أكتوبر شهراً حرجاً لسوق الكاكاو بما أنه يحمل دلائل بدء موسم الحصاد. وقد تحمل أية اضطرابات في النقل أو نقص في العمال لدى أكبر منتجين على مستوى العالم تأثيراً إيجابياً كبيراً على السعر.
وجراء هذه المخاوف (ودخول المشترين المضاربين على الخط)، وصل السعر إلى أعلى مستوى له في ثلاث سنوات ونصف السنة مع تحرك السعر بسبب المخاوف أكثر منه بسبب الأساسيات.
ولا تزال نتائج حصاد الموسم 2014/2015 تبدو بحالة جيدة، وعند النظر إلى تحسن السوق بأكثر من 10% خلال الأسابيع القليلة الماضية، لا يمكن لأي أحد توقع الخطر الناجم عن عمليات البيع الشرهة للعقود العاجلة في شهر ديسمبر في حال بقيت الإيبولا خارج ساحل العاج.
في حال بقي هذا الخوف هو المحرك الرئيسي، يمكن أن يعود السعر إلى رقمه القياسي الذي حققه في 2011 عند 3733 دولار للطن، الأمر الذي حصل إبان الحرب الأهلية في ساحل العاج والتي سببت اضطرابات هائلة في العرض.