ارتفاع العرض وتباطؤ النمو يسبب ضعف دعم السلع

15/09/2014 0
أولي هانسن

هبط مؤشر بلومبيرج للسلع إلى أدنى مستوياته في خمسة سنوات بعد أسبوع آخر من عمليات البيع الكبيرة بالنسبة لكافة القطاعات. تأتي أسباب الضعف الحالي من الزيادة المستمرة في توريدات السلع الرئيسية بدءاً بخام الذهب والنحاس وانتهاءاً بالنفط الخام والقطن إذ تصل زيادة العرض في السوق تزامناً مع تباطؤ الطلب بسبب القلق المحيط بقوة النشاط الاقتصادي خارج الولايات المتحدة.  

تأثير ارتفاع الدولار

أضاف التأثير العكسي لارتفاع الدولار على السلع بعداً سلبياً إضافياً في الوقت الراهن ومع توقف بيع اليورو في الأسبوع الماضي، انتقل التركيز إلى العملات الأخرى كالدولار الاسترالي والين الياباني.

المعادن تتعرض للمزيد من الخسائر

انخفضت المعادن الصناعية بنسبة تتجاوز 3% لتزيح إلى حد كبير الأرباح التي حققتها على مدار الأسابيع الأربعة الماضية، حيث بدأ كل من النيكل والزنك في جني الأرباح بعدما كانا اثنين من أفضل السلع أداء خلال الفترة التي سبقت هذا الأسبوع حيث تعرض النيكل على وجه الخصوص لضغط البيع بعد فشل التوقعات المتعلقة بتهديد جديد قد يسبب اضطرابات العرض من الفلبين.

ومن ناحية أخرى شهد الزنك أكبر انخفاض أسبوعي له في عامين بعد فترة من الأرباح القوية التي كان وراؤها عقود المضاربة الطويلة التي تملكها صناديق التحوط بالإضافة إلى الأخبار حول انخفاض المخزونات التي تراقبها بورصة شنغهاي للعقود الآجلة إلى أدنى مستوياتها في خمس سنوات.

الطلب على الطاقة يفتقر إلى الدافع

شهدت سوق الطاقة أسبوعاً حافلاً بامتياز حيث أشارت التقارير الصادرة عن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة باتجاه ارتفاع العرض وتباطؤ نمو الطلب وأوردت إدارة معلومات الطاقة كذلك في تقريرها انخفاض صادرات المملكة العربية السعودية إلى أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات بعد تباطؤ الطلب من الصن وأوروبا. في حين خلق كل من التباطؤ الكبير في الطلب وارتفاع الانتاج لا سيما من ليبيا وأمريكا الشمالية تخمة العرض التي تم العمل عليها خلال الصيف على مستوى العالم.

كنتيجة لذلك، تم تداول خام برنت عند أقل سعر له في سنتين قبل أن يجد الدعم عند 96.75 دولار أمريكي للبرميل، في حين شهد خام غرب تكساس الوسيط انتعاشاً سريعاً بقيمة 3 دولارات بعدما قاوم الانخفاض تحت 91.25 دولار أمريكي للبرميل جراء المخاوف الجيوسياسية الجديدة. وأعلنت الولايات المتحدة وأوروبا عن حزمة أخرى من العقوبات ضد روسيا بينما صرحت وزارة الخارجية الروسية بأن ضرب الولايات المتحدة لمقاتلي دولة العراق والشام (داعش) داخل الأراضي السورية يعد "انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي".

ضاقت الفجوة بين خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى أقل مستوى لها في شهرين بسبب تباين النظرة المستقبلية حول الطلب على الخامين العالميين، في الوقت الذي استمرت فيه زيادة العرض وانخفاض أسعار العقود العاجلة في الضغط على خام برنت. نتج عن الطلب القوي في المصافي على خام غرب تكساس الوسيط في الولايات المتحدة استمرار أسعار العقود العاجلة في جذب فارق السعر مع أسعار العقود الآجلة.

المعادن الثمينة عاجزة عن التألق

كانت مجموعة معادن البلاتينيوم الأكثر تضرراً بسبب الميل السلبي العام في المعادن بخسارة البالاديوم ما يزيد على 6% مع محاولة أصحاب الاستثمارات الطويلة الممتدة فوق طاقتها تقليل الانكشاف في الوقت نفسه ونظراً للتسييل المحدود المعتاد في هذا القطاع، يمكن أن تكون فترات التسييل الطويل كهذه موجعة جداً وينتج عنها أسعار مبالغ فيها في أغلب الأحيان. سيجد المشترون عندما يستقر السوق طريقهم للعودة إلى مرحلة تبقى فيها النظرة المستقبلية الأساسية أفضل من غيرها في الوقت الذي تشكل فيها مخاوف الطلب تهديداً مستمراً مع ارتفاع الطلب من قطاع السيارات.

عانى الذهب والفضة أسبوعاً آخر من الخسائر وكسر المستويات التقنية، حيث تدور الفضة مرة أخرى حول أدنى مستوى لها في عدة سنوات بسبب ضعف المعادن الثمينة وقوة الدولار - والذي يسود اعتقاد قوي بإمكانية ارتفاعه أكثر- وارتفاع عائدات السندات والمخاوف حول ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيصبح أكثر تشدداً تجاه توقعاته بخصوص معدل الفائدة، إذ يشهد القطاع في هذه الآونة عمليات بيع كبيرة رافعاً من فرص الانتعاش الصغير؛ وعلى الرغم من ذلك، وقبل اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة المزمع في الأسبوع القادم، يبدو المتداولون أصحاب الاستثمارات القصيرة الأكثر اطمئناناً نظراً للخطر المتزايد حول إمكانية تمخض الاجتماع عن تصريح أكثر تشدداً من رئيسة الفيدرالي جانيت يلين.


عقود الفضة العاجلة-المصدر: ساكسو بنك

  تراجع اسعار المحاصيل

شهد قطاع الزراعة قلقاً حول ارتفاع العرض مع تعرض كافة المحاصيل الرئيسية إلى أسبوع آخر من الخسائر بعد صدور تقرير عن وزارة الزراعة في الحكومة الأمريكية يسلط الضوء على إمكانية أن يتجاوز محصول الذرة وحبوب الصويا التوقعات. ومن المتوقع أن ترتفع المخزونات العالمية من الذرة والبذور الزيتية والقمح إلى مستويات قياسية مسببة تراجع الأسعار إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات.