شركة الاستثمارات الصناعية (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)

27/07/2014 4
د. أنور أبو العلا

لقد مضى أكثر من أربعة شهور على تصريح معالي وزير المالية المنشور في جريدة "الرياض" (الملحق الاقتصادي) يوم الخميس 27 مارس 2014 بتأسيس شركة الاستثمارات الصناعية برأسمال قدره 2.0 مليار ريال، وبأنه سينبثق عنها عشرون مشروعا خلال الخمس سنوات الاولى من التأسيس بتكاليف 7.45 مليارات ريال. إضافة الى انشاء بنية تحتية مساندة بتكاليف 5.60 مليارات ريال.

ثم كتبت أنا في هذه الزاوية بتاريخ 13 ابريل 2014 (بعد اسبوعين من تصريح معاليه) مقالا بعنوان: "شركة الاستثمارات الصناعية"، قلت فيه لتكن هذه الشركة نواة تتبعها شركات صناعية عملاقة أخرى لاستثمار فوائضنا المالية داخليا لتكون بمثابة صندوقنا السيادي (هديّة) لأجيالنا الحالية وأجيالنا القادمة جيلا بعد جيل الى ان يرث الله الأرض. ثم قلت ان نجاح واستدامة هذه الشركات مشروط بتوفر عاملين:

أولا: أن تقام هذه الشركات على أسس تجارية (أي لا تكون عالة على إعانات الحكومة) فلابد ان يكون لها قيمة مضافة صافية بعد خصم جميع تكاليف جميع عناصر الإنتاج بسعر السوق.

ثانيا: ان يكون جميع عمالها مواطنين بأجور وحقوق عادلة كأجور وحقوق عمال جميع دول العالم الحديث اسوة بأجور وحقوق المواطنين العاملين لدى ارامكو وسابك والبنوك والخطوط السعودية وموظفي الحكومة والجهات الأخرى التابعة للحكومة.

من جانب آخر في يوم الأحد 6 يوليو 2014 (منذ ثلاثة اسابيع تقريبا) جاء في جريدة "الرياض" –نقلا عن واس– انه تم تكليف ارامكو بإنشاء 11 استادا رياضيا في مناطق المملكة. ثم استطرد الخبر قائلا: كشف وزير البترول ان شركة ارامكو قد بدأت بتكوين فرق عمل متخصصة لتنفيذ وتخطيط والإشراف على هذه المنظومة من الملاعب بأفضل المواصفات العالمية الحديثة.

سيسألني القارئ الذكي ما علاقة شركة الاستثمارات الصناعية بالملاعب الرياضية فأنت تقول في عنوان مقالك أنك ستتكلم عن الشركات الصناعية فكيف تشطح بنا لحشر الملاعب في الموضوع؟

العلاقة بينهما للمقارنة بين مدى جديتنا في الاهتمام بالمشاريع التي نعلن رسميا عن تأسيسها فشركة الاستثمارات الصناعية تم الاعلان عنها قبل أكثر من اربعة شهور ثم انقطعت الاخبار عنها وكأنها أصبحت نسيا منسيا فلم نسمع بعد الإعلان عن تأسيسها أن أي جهة بدأت بتكوين فرق عمل متخصصة للتخطيط والتنفيذ والإشراف عليها مثلما رأينا مدى جديتنا في الاهتمام بالملاعب كما هو واضح كل الوضوح من تصريح معالي وزير البترول أعلاه: "ان شركة ارامكو قد بدأت بتكوين فرق عمل متخصصة لتنفيذ وتخطيط والإشراف على هذه المنظومة من الملاعب بأفضل المواصفات العالمية الحديثة".

الذي نستفيده من المقارنة هو توضيح كيف ان بعض الجهات الموكل اليها القيام ببعض المشاريع تتكاسل بعد الاعلان عن هذه المشاريع وتكتفي بالدعاية كما حدث لاستراتيجيتنا الوطنية للصناعة فبعد أن أعلنت عنها وزارة التجارة اكتفت بعقد بعض الاجتماعات ثم أرخت عليها الستار فلم نعد نعرف الآن الى اين وصلت وماهو مصيرها وأصبحنا نخشى الآن ان يكون مصير شركة الاستثمارات الصناعية كمصير الاستراتيجية رغم ان ارامكو طرف كشريك مستثمر مع شركاء آخرين في شركة الاستثمارات لكنها طرف منفذ فقط (ليس مستثمر) لمشاريع الملاعب وهذا يجعلنا نتساءل هل حماس ارامكو يختلف اذا كانت هي المنفذ الوحيد للمشاريع عنه اذا كانت تعمل للاستثمار بالشراكة مع الآخرين.

نقلا عن الرياض