ما رأيت فيما عشت وقرأت تساهلاً بالديون وإقبالاً عليها وبحثاً عنها كما رأيت في هذا العصر العجيب!
الذي يرى ازدحام طلاب القروض في البنوك وشركات التقسيط والجفرة الجديدة، يظن للوهلة الأولى أنهم جاءوا بكل هذه الحماسة والاندفاع لطلب حقوقهم أي ديونهم على الآخرين، لكن العجيب أنهم جاءوا متدافعين متزاحمين يطالبون - بمحض إراداتهم - أن يكونوا مدينين، وأن يدفعوا الفوائد على هذه الديون، ومن صكت في وجهه أبواب المصارف وشركات التقسيط لأن راتبه لم يعد يكفي لتسديد ديونه فقد تجده ذاهباً إلى الجفرة الجديدة حيث يأخذون عليه الفوائد أضعافاً مضاعفة، وهو يحسب (الجفرة) ساحة بلا باب ولا بواب ومادرى أن عليها حراساً شداداً غلاظاً يطالبونه بإفراغ بيته لهم قبل أن يدينوه مبلغاً لا يساوي نصف قيمة البيت المرهون!
ومما يزيد الأمر غرابة أن معظم تلك الديون استهلاكية ترفيه، فصاحب السيارة الصالحة يبيعها بأبخس الأثمان ليشتري سيارة جديدة (يجخ بها) ولو شراها بالدين ودفع دم قلبه في تسديد أقساطها، ومن السائد تغيير المفروشات وشراء الكماليات بالديون! بل إن هناك من يسافرون على ظهر الديون المشؤومة ويسددون ببطاقات الائتمان والتي فوائدها فاحشة تقصم الظهر..
يا إخوان التقسيط ليس مجاناً والدين ذلٌّ في الليل غلٌّ في النهار.
نقلا عن الرياض
فعلا هم بليل وذل بالنهار الله لايبلانا
نعوذ بالله من "غلبة الدين"، اللهم آمين
شراء منزل / تعليم الأولاد / الرعاية الصحية الطارئة .. كل هذه النقاط تستحق الاقتراض عند الحاجة .. أما الاقتراض لشراء الأسهم أو للسلع الاستهلاكية فالابتعاد عنها خير مكسب