يعتقد البعض أن ربط الريال السعودي بالدولار ناتج عن كون صادرات المملكة من النفط مسعرة بالدولار ما يجعل من الضروري أن يربط الريال بهذه العملة العالميَّة، أو أن هناك اعتبارات سياسيَّة تحتم هذا الربط.
وبالرغم من أهمية هذين العاملين، إلا أن التبرير الاقتصادي لهذا الربط هو اعتمادنا الكبير على صادراتنا النفطية وليس كونها مسعرة بالدولار.
فعملات الدول المعتمدة على صادراتها النفطية كالمملكة تصبح عملات غير قابلة للتعويم ويلزم استمرار ربطها بعملة أو سلة عملات، لحمايتها من التذبذب العنيف في سعر صرفها تبعاً للتغيِّرات التي تحدث في تدفقات النقد الأجنبي نتيجة تقلُّبات أسعار النفط الخام في السوق العالميَّة.
ففي حال تعويم مثل هذه العملات، دون وضع آلية تَضمَّن توازن تدفقات النقد الأجنبي، كأن ينشأ صندوق يتولى استثمار فوائض إيرادات النفط خارجيًّا، فإنَّ العملة المحليَّة سترتفع عند حدوث تزايد كبير في أسعار النفط الخام وتتراجع بقوة عند حدوث انخفاض حاد في الأسعار، ما يجعلها شديدة تذبذب سعر الصرف بصورة تُؤثِّر سلبًا على استقرار النشاط الاقتصادي وتضعف من جاذبية البيئة الاستثمارية المحليَّة، لذا من الضروري استمرار ربط الريال بعملة عالميَّة أو سلة عملات دون وجود أيّ إمكانية لتعويمه.
أما في حال قيام الدَّولة بوضع آلية تَضمَّن توازن تدفقات النقد الأجنبي حتَّى في حال تذبذب إيرادات النفطية فإنَّها في هذه الحالة تستطيع تعويم عملتها دون أن يكون هناك تأثير سلبي لتذبذبات أسعار النفط على سعر صرف عملتها.
على سبيل المثال الكرونة النرويجية عملة معومة رغم كونها من بين الدول الرئيسة المصدرة للنفط، وبالرغم من هذا التعويم فإنَّ هناك استقرارًا كبيرًا في سعر صرف الكرونة أمام العملات الأخرى بفضل الدور الذي يقوم به الصندوق السيادي النرويجي أو ما يسمى بصندوق التقاعد.
فبموجب نظام الصندوق لا يجوز له استثمار أيّ من موجوداته داخل النرويج وهو ملزم باستثمارها خارجيًّا ومن ثمَّ فإنَّ نمو تدفقات النقد الأجنبي إلى البلاد المرتبطة بزيادة إيرادات صادراتها النفطية تقابله زيادة في التدفقات الرأسماليَّة إلى الخارج من خلال الصندوق، وهو ما يسمح بتعقيم أسواق الصرف من تأثير إيرادات الموارد، وبالتالي ضمان استقرار سعر صرف الكرونة النرويجية بغض النظر عن التقلُّبات التي تشهدها إيرادات صادراتها النفطية.
بالتالي فإنَّ عدم إمكانية فك ارتباط الريال بالدولار ناتج عن عدم وضعنا لآلية تَضمَّن استقرار أسعار صرف الريال، ففي حال فك مثل هذا الارتباط سنجد الريال السعودي يرتفع بشكل حاد أمام الدولار في فترات زيادة إيرادات النفط بشكل كبير ما يحد بقوة من إمكانية تشجيع الصادرات وإنجاح جهود تنويع الاقتصاد، وفي حال تراجع تلك الإيرادات يتهاوى أمام الدولار بشدة فترتفع معدلات التضخم وتتدهور مستويات الدخل وهو وضع لا يمكن القبول، أصبح معه الخيار الوحيد المتاح في مثل هذا الوضع هو ربط الريال بالدولار أو بسلة عملات لكن لا يمكن أن يصبح الريال عملة معومة.
والسؤال: هل هناك من سلبية لهذا الربط الضروري بين العملتين على اقتصادنا الوطني؟. يترتَّب على هذا الربط كما نعرف جميعًا تذبذب في سعر صرف الريال أمام العملات الأخرى تبعًا لأيِّ تذبذبات تحدث سعر صرف الدولار أمام تلك العملات، إلا أن أبرز سلبيات هذا الربط هو فقدنا التام لأيِّ سيطرة على أسعار الفائدة على الريال.
فربطنا للريال بالدولار يعني تنازلنا عن امتلاك أيّ قدرة على تحديد سعر الفائدة محليًّا، بحيث تصبح أسعار الفائدة على الريال مرتبطة بشكل كامل بأسعار الفائدة على الدولار وغير متأثرة بتاتًا بالظروف الاقتصاديَّة المحليَّة، الأمر الذي ينهي تمامًا أيّ إمكانية لاستخدامها كإحدى أدوات السياسة النقديَّة.
على سبيل المثال، وعلى الرغم من الارتفاع الكبير في معدلات التضخم المحليَّة خلال السنوات القليل الماضية التي كان من بين وسائل كبح جماحها زيادة أسعار الفائدة على الريال، إلا أن معدلات الفائدة على الريال بقيت طوال هذه الفترة قريبة من الصفر بسبب كون أسعار الفائدة على الدولار الأمريكي كانت كذلك، بسبب استمرار تبني بنك الاحتياطي الأمريكي سياسات نقدية توسعية تستهدف إخراج الاقتصاد الأمريكي من حالة الركود التي أصابته منذ أزمة المال العالميَّة عام 2008م.
من ثمَّ فقد أصبح خيار رفع أسعار الفائدة على الريال بهدف الحدّ من التضخم خيار غير ممكن على الاطلاق باعتبار أنّه يلزم تساوي أسعار الفائدة على العملتين، حتَّى يتم تجنب حدوث أيّ ضغوط على قيمة الريال للارتفاع أمام الدولار، فمثل هذه الضغوط ستجعل مهمة مؤسسة النقد في المحافظة على سعر صرف الريال في غاية الصعوبة حيث سيزيد الطلب على الريال وسيصبح من المجدي مثلاً أن تقترض بالدولار وتودع بالريال محققًا أرباحًا كبيرة.
ماذا عن خيار ربط الريال بسلة عملات؟ هذا ما سنتحدث عنه في الأسبوع القادم إن شاء الله.
نقلا عن الجزيرة
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
الاستمرار بالربط بالتسعيرة الحالية ظلم للريال السعودي ويجب مراجعة سعر الربط.
في العالم الثالث المشكلة هي الاقتصاد الريعي وادارته في عالم لايحترم الضعيف وليس في العملة وتعويمها وربطها
يبقى السؤال مطروحا : ماهي الفائدة ب النسبه للمواطن المسكين المتضرر من هذا الربط بين الريال والدولار ؟! ... الدولار فقد اكثر من ٤٥ ٪ من قيمته خلال العشر سنوات الاخيرة ... بمعنى الذي كان بجيبه قبل عشر سنوات عشرة الآف ريال أصبحت الان خمسة الآف وخمسمئة ريال بالقوه الشرائية !! ... مع الأسف ان الاقتصاديين لم يطرحوا اي حلول لمساعدة المواطن ... كل همهم الاقتصاد الكلي ودخل الدوله لكن لا احد مع الأسف يطرح حلول للمواطن ...
يبدولي ان كل من تناول موضوع العمله هم اشخاص يبحثون عن مصالحهم الشخصية . أن ربط الريال السعودي بعملة عالمية ك العمله الامريكية التي صممت ع اساس انها تكسب في الصعود والنزول امام العملات الرئيسية الاخرى والتي صمم ساستها ابعاد المعوقات من امامها مثل الذهب الذي كان يوضع كا احتيط لكثيرا من العملات العالمية . من المستفيد ومن المتضرر من عملية ربطه ب الدولار الامريكي .. الدولار الامريكي متذبذب امام العملات الاخرى بفعل ساسته والمبنيه ع القوة العسكرية البحته وهو الرابح الاكبر من ربط الريال السعودي وغيرة ثم يليه اصحاب المصالح الشخصية والتي تقدر استثماراتهم ب المليارات بينما المضرر منه هو الاقتصاد الوطني والمواطن البسيط بحكم انهم الحلقة الاضعف كل من موقعه . الوطن بحاجة رجال اقويا يستطيعون اتخاذ الاجراء الصحيح ورفعه لولاة الامر لا ايجازه
فعلا من الاسباب الرئيسية لتضخم خلال الخمس سنوات الماضيه هو انخاض الفائده على الدولار..
كلام صحيح تماما وساما حقيقة لاتستطيع التحكم بسعر الفائدة على الريال ....ولكن هناك حل بسيط هو استعمال الاحتياطي النظامي بالرفع والخفض للتحكم بالكتلة النقدية كما عملت الصين لتهدئة التضخم.
المشكلة ليست اختيار الوسيلة المناسبة لرفع الفائدة أو خفضها، بل المشكلة أنك لا تستطيع رفعها ولا خفضها. يعني مؤسسة النقد مفروض تغلق أبوابها.
المتضرر المواطن البسيط او الشعب والمستفيد الدولة !!! السلعة الوحيدة لدينا والتي يتم بيعها هي البترول ارتفاع سعر الدولار او انخفاضه يتم ترجمته مباشرة في سعر برميل البترول ام دخل المواطن البسيط فدخله يتآكل بنخفاض سعر الدولار ومعه بالطبع ينخفض الريال التعيس ... الدولة طبعاً مبسوطة بهذه المعادلة الجائرة حيث ان خزائنها تمتلي وتتكدس وتزيد فيها الثروة بينما المواطن يزداد فقراً ولاينعكس ارتفاع سعر البترول على دخله كما هو الحال مع خزينة الدولة .. عندما تنخفض قيمة الدولار على سبيل المثال 50% فأن سعر النفط يرتفع بنسبة مقاربة او اعلى ولاتخضع الدولة دولاراً واحداً بينما صاحب الراتب الثابت فأن راتبه يتآكل بنفس نسبة انخفاض الدولار والذي يتبعه الريال التعيس ومن هنا ينقص دخل المواطن ولاينقص دخل الدولة
السؤال ليس عن الربط ولا حتى عن سلة عملات, بل عن سعر الربط! تغير اكثر من مرة لكن الآن البعض يرفض الفكرة لمجرد انه ما تعود عليها. مثل اللي رفضوا جوالات الكاميرا لمجرد ان الفكرة جديدة .. نفس نمط التفكير لكن على مستوى اقتصادي فلا يوجد شيء مقدس ب 3.75 والحديث عن انخفاض قيمة استثماراتنا بالخارج اكذوبة فالقيمة ثابتة الفرق فقط عدد الريالات عند ارجاعها للبلد. اما ريالات اكثر بقيمة اقل او ريالات اقل قيمتها اعلى!
القيمة الحقيقية للريال الآن هي تقريبا 1.8 ريال لكل دولار حسب مركز ابحاث تابع لاحد البنوك العالمية. تخيلوا اسعار الواردات علينا لو تم الربط (تدريجيا) بهذا السعر. المشكلة الحكومة ما هي حاسة لأنها تبيع النفط بالدولار وسعر النفط يرتفع رقميا (يحفظ قيمته) عند انخفاض الدولار. فالحكومة "ضامنة دخلها. اما نحن فليس فقط دخلنا بالريال, بل وحتى مدخراتنا بالريال. وكلما طبعوا دولارات سرقوا من قيمة مدخراتنا بالريال. لذلك وزراء ووكلاء الوزارات بمؤسسة النقد ووزارة المالية ما همهم الموضوع. همهم اموال الحكومة والناس "بقريح" ! هذا الواقع.
ولو تساءلنا, هل التضخم وارتفاع الاسعار فقط بسبب الانفاق الحكومي؟ ام بسبب انخفاض قيمة الريال أيضا؟ كوننا نستورد كل شيء تقريبا فكيف يتم "اقصاء" الفكرة الثانية؟ خاصة وان اكثر وارداتنا ليست بالدولار؟ فمثلا السيارات ارتفعت قيمتها ام ريالنا انخفض؟ لماذا السيارات الامريكية (المسعرة بالدولار) لم ترتفع اسعارها مثل الاوروبية واليابانية؟ وقس على ذلك التجهيزات المنزلية الغير امريكية بل وحتى رواتب الخدم من بعض الدول. لكن يبدو ان المسؤولين الكبار بمؤسسة النقد ووزارة المالية لم يستوعبوا التغييرات التي حدثت بعد وهمهم فقط الاستثمارات الحكومية اما مدخرات الناس التي تتآكل فلا تهمهم كثيرا. يتشدقون بعدم احداث تغييرات بالعملة لأن ثباتها "ميزة" تجذب المستثمرين, لكن نسوا انهم بالسابق كانوا يغيرون سعر الصرف بدون ضرر, اما الآن فلا هم اللي غيروا سعر الصرف, ولا هم اللي جلبوا مستثمرين زي الناس! ومن يأتي لا يأتي بسبب استقرار العملة بل بسبب القوة الشرائية عند الشعب السعودي, خاصة مع النمو الهائل بعدد السكان. المشكلة فقط ان كل صاحب منصب همه كرسيه فقط ويخاف من اتخاذ القرارات لعدم الثقة بنظرته وبنفسه. وكالعادة ننتظر تكبر المشكلة ونبدأ بالتحرك متأخرا.