لنجاح أي مسؤول - سواء وزيراً أو محافظاً - فهو بحاجة لصلاحيات تمس مؤسسته ومرونة في القوانين سواء لتغير الكوادر البشرية أو تعديل الهيكل الإداري، نظراً لتغير الضرورات والاحتياجات، وكذلك تيسير الإجراءات للتفاوض مع الوزارات الأخرى الزميلة لتوفير المجهود والوقت.
رحم الله غازي القصيبي؛ تلك القامة التي أشعر أننا نفتقدها اليوم في كثير من الجوانب التي شغلها، وبالأخص الجانب الإداري، برغم أنه - رحمه الله - خدم في عدة مجالات أخرى وسجل لمسات مذكورة سواء في المجال الدبلوماسي أو الإعلامي - سلسلة مقالات في عين العاصفة - والتي كانت حديث أعداء المملكة أثناء حرب الخليج وأحبائها بفضل مهارته وثقافته، ولكني في هذه السطور أفتقد بالتحديد غازي الوزير الإداري، والسبب باختصار ليس ما يختصره الناس في نظرتهم له بأنه نزيه - وهذه حقيقة - بل بطريقة تفكيره خارج الصندوق وإصراره على المضي في خططه.. في وسط إداري بيروقراطي معقد وأنظمة مركزية تجعل تنفيذ المشاريع وتحيقق طموح المواطنين مسألة في غاية التعقيد، وفي ظل صلاحيات وزارية محدودة سواء في التعيين داخل الوزارة أو التغيير شبه المستحيل سواء للهيكل الإداري أو للمسؤولين داخل الوزارة والصلاحيات المتداخلة بين الوزارات لتتشكل لجان مشتركة من عدة جهات، كل جهة من اللجنة ترى الموضوع على طريقتها ومدى أولوية الموضوع لها ومدى مرونة اتخاذ القرار من جهتها ليجعل من ذلك تحقيق الأهداف مسألة بالغة التعقيد.
إذا عين المسؤول لتحقيق هدف معين كان يفتقد الكوادر، وإذا استطاع صنع خطة عمل وبرنامج تفاجأ بأن الحصول على التعميد المادي مسألة ليست سهلة، ويتأخر المشروع ويتآكل الحماس، وبعد ذلك يبدأ الإعلام تدريجياً بالشحن والنقد - بعضها يصل للشتم ضده - ويصبح يريد إكمال فترته ثم المضي بسلام، والمسؤولون الذين لم يشغلوا ذهنهم بأهداف تواروا بمهارة عن الإعلام وليمضوا سنوات ولا يراهم أحد.. لم ينتقدهم أحد لأنهم أصلا لم يحاولوا أن يعملوا.. التزموا بوصايا البيروقراطية.
في قصة سمعتها من مسؤول ورواها عدد من الكتاب في زواياهم الصحفية، بأن الدكتور غازي طلب من الملك فهد - رحمه الله - تفعيل مشروع سابك؛ حيث كانت وزارة البترول حين ذاك شريكة في خطوات تفعيل المشروع واستطاع فعلاً كسر القيود وتأسيس خامس أكبر عملاق في العالم بما يخص صناعة البتروكيماويات، واستطاع تلافي الصعوبات الإدارية وتغيير الهيكل الإداري بشكل نسبي بالإضافة للوكلاء.. الرجل كان أكبر من القيود.
ما أريد قوله؛ بأن ليس كل وزير أو محافظ هو غازي - رحمه الله - الذي يمتلك القدرة على تجاوز الصعاب، لذلك لابد بأن تكون الصلاحيات والقوانين الموضوعة بشكل يناسب الوزراء الآخرين لتحقيق الأهداف والطموحات ووسط عدسة تقييم لهم بالنسبة لصلاحياتهم.
نقلا عن الرياض
صحيح ووزراء اليوم الذين لا يستطيعون عمل شيء مميز بالرغم من الإمكانيات المتاحة هم المشكلة!
من الظلم والاجحاف اغفال مايفعله وزير التجارة الربيعة من نجاحات وانجازات ولا ننس ان القصيبي رحمه الله لم يوفق في وزارة العمل
الله يرحم اموات المسلمين