انطلقت منذ أسابيع حملة توعوية عن أهمية ترشيد استهلاك الطاقة تحمل نفس عنوان المقال الذي اقتبسته من شعار هذه الحملة التوعوية المهمة لمجتمعنا واقتصادنا الوطني والتي يقوم بها المركز السعودي لكفاءة الطاقة، حيث تبذل جهود جبارة من قبل القائمين على المركز لرفع مستوى كفاءة وترشيد استهلاك الطاقة والتي تبلغ معدلات نموها واستهلاكها من الأعلى عالمياً بالمملكة.
وقد يتساءل القارئ الكريم عن أسباب توجه الخطاب التوعوي بترشيد الاستهلاك له فقد يقول إن استهلاكه يقل عن أي متجر أو منشأة صغيرة إلا أن ما يجب أن يعرفه المجتمع عموماً أن أجهزة التكييف مسؤولة عن نصف استهلاك الطاقة بالمملكة وأن الجزء الأكبر من الاستهلاك يقع في المباني السكنية أي أن تأثير استهلاك الأفراد بمنازلهم مجتمعة يستقطع الحصة الأكبر من حجم إنتاج الطاقة وحتى نمو الطلب السنوي عليها فعدد المباني بالمملكة يقارب 4.6 ملايين وحدة سكنية يصل عدد المكيفات المستخدمة بها لقرابة عشرين مليون جهاز تكييف مما يشكل أهمية كبيرة جداً بأن يبدأ الترشيد من خلال مبادرة أفراد المجتمع بالتجاوب مع الحملة التوعوية لأنها ستنعكس عليهم بجوانب وفوائد عديدة أهمها خفض فواتيرهم بنسب جيدة تستحق منهم التفكير بتغيير أجهزة التكييف لديهم إلى الأجهزة الحديثة والتي أصبح لزاماً على المصنعين والموردين الالتزام بمواصفاتها المناسبة لخفض الاستهلاك من بداية العام الحالي والتي توضع عليها بطاقة تعريفية تظهر فيها عدد من النجوم والتي تعني أن كل نجمة تمثل مقدار الخفض الذي تستفيد منه كلما زادت فبين كل نجمة وأخرى أنت تخفض استهلاك الكهرباء بأجهزة التكييف بمقدار عشرة بالمئة وهي نسبة كبيرة تنعكس بخفض ممتاز على فاتورة المستهلك فعند شرائك جهاز تكييف سبيلت باربع نجوم فانك تخفض استهلاكك بمقدار 20 بالمئة مما يستهلكه الجهاز الرديء الكفاءة ولك أن تحسب كم ستوفر بإجمالي فاتورتك خلال فترة الاستهلاك الكبرى سنويا التي دخلنا بها حالياً وستمتد لأشهر كما هو في كل عام.
وإذا كان المستهلك يرى بان تغيير كل أجهزة التكييف لديه مكلف بالنسبة له ولا يستطيع القيام بذلك دفعة واحدة فإن قيامه بتغيير الاجهزة التي يستخدمها بمواقع الاستخدام الكبيرة بمنزله كمكان تجمع الاسرة المعتاد والذي تعمل به أجهزة التكييف لفترات طويلة جداً يعد خطوة مهمة لن تؤثر عليه ولكنه ستفيده بخفض جيد بفاتورته كمرحلة أولى تليها خطوات لاحقة بتغيير بقية الأجهزة على مراحل لاترهقه ماديا والمساهمة بخفض الاستهلاك لا تقف عند تغيير أجهزة التكييف فقط بل أيضاً بتوعية أفراد أسرته بطرق تساهم بخفض الاستهلاك كإطفاء أي أجهزة لا يكون هناك داع لتشغيلها بمافيها الإنارة واتباع طرق التوعية بالترشيد التي أتاحها برنامج كفاءة عبر موقع إلكتروني أطلقه قبل أيام وكذلك ما يتم نشره بوسائل الإعلام بأنواعها المقروءة والمرئية والمسموعة ومواقع التواصل الاجتماعي.
تخفيض فاتورتك هو مسؤوليتك كفرد بالمجتمع يعي دوره المهم بخفض استهلاك الطاقة الزائد عن الحاجة والذي يخفض من فاتورته وينعكس عليه بإيجابية كبيرة والأمر ينطبق على كافة أفراد المجتمع سواء بمسكنه الصغير أو الكبير أو المنشأة التي يملكها لنشاطه التجاري وأعماله فمحصلته وفر مادي لصالحه وكذلك تخفيض معدلات نمو الطلب على الطاقة مما يقلل من حجم المبالغ الكبيرة التي تنفق سنوياً لزيادة إنتاج الكهرباء وكذلك تخفيض استنزاف استهلاك النفط والغاز لدينا الذي يذهب لتشغيل المحطات الجديدة مما يساهم بزيادة عمر الثروة الوطنية الأهم والأكبر تأثير بإيرادات الخزينة العامة لصالح الأجيال القادمة، فالمسؤولية بالحفاظ على الثروات الطبيعية جماعية لا يوجد دور قليل لأي طرف بالمجتمع فيها سواء كان الفرد أو الجهات الحكومية والخاصة.
نقلا عن الجزيرة
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع