أجمل هدية تتلقاها الرياض هي شبكة القطار داخل الرياض (أو مترو الرياض)، فالمترو مطلب أساسي لكل مدينة كبيرة ليساهم في خدمة المواصلات.
وأثناء دراستي للهندسة تعلمت أن العمل يكتمل نجاحه من خلال المعطيات وتطبيق المنهجية ودراسة العوامل المؤثرة الجانبية، بعكس دراسة الاقتصاد والتي هي مجرد قراءة لنمط مع تأثير مؤشرات (قد تصيب وقد لا تصيب).
قبل أن أبدأ بالكتابة عن المشروع، أود أن أنبه أن مشروع مترو الرياض (وكذلك بقية مشاريع المترو مثل جدة ومكة) هي من أصعب المشاريع تقنياً وهندسياً وتنفيذياً وضخامة وملامسة لمدينة تكتظ بالسكان وازدحام السيارات.
يحظى مشروع مترو الرياض بمتابعة من أمير المنطقة ونائبه ورئيس هيئة تطوير الرياض، وهذا مما يزيد من قوة المشروع وأهميته والتي ستترجم في نجاحه، ولا يخفى على الجميع أن المشروع سيتم تنفيذه بأفضل الشركات العالمية المعنية بشأن القطارات (أكثر من 12 شركات)، وستستخدم أفضل التقنيات والتكنولوجيات.
ولكن بعيداً عن المتابعة وقوة الشركات المنّفذة، يجب أن أذكر بعض الصعوبات التي قد تواجه المشروع.
لن أذكر تأثير المشروع على زحمة الرياض ولا زحمة الرياض على المشروع، وسأكتفي بذكر الأمور التقنية وإدارة المشروع.
وأيضاً لن أتطرق إلى معايير ومواصفات القاطرات نفسها وسككها وأجهزتها الإلكترونية وأعمالها الآلية.
فنحن نعّول على أننا سنحظى بأعمال أفضل الشركات العالمية والتي ستعمل على المشروع، ولكن (سأتحدث عن أعمال خارجة عن إرادتهم).
الخوف من تعثر أو تأخير المشروع ليس من المشروع نفسه بل من مشاريع سابقة عُملت في المواقع التي سيسير بها المترو ومواقع محطاته.
فهناك مشاريع نُفذّت سابقاً ولم ينعكس واقعها على رسومات ما بعد التنفيذ، فقد شهدنا تأخيراً في بناء الأنفاق والجسور بسبب ظهور مفاجآت من كابلات وأنابيب تحت سطح الأرض لم تكن في مواقعها حسب الرسومات.
ارتقت التطلعات مع جدول المشروع والذي سيقضي 4 سنوات (48 شهرا)، فطول مسارات المترو 170كيلو.م (منها 74 كيلومترا أنفاق، و80 كيلومترا جسور معلقة) وبذلك التطلعات إلى إنجاز معدل حوالي كيلو ونصف شهريا لطرق الأنفاق ومثلها لطرق الجسور، ويتضمن المشروع 87 محطة قطار وحوالي 40 منها تخدم الأنفاق ولذلك ستكون تحت مستوى سطح الأرض أي أن قرابة محطتين يجب إنجازهما كل شهر.
هذا الجدول التفاؤلي والذي يمكن أن يكون (صعبا جدا ولكن ليس مستحيلا) متى ما تم تذليل العقبات والتي ممكن أن تقف ضد زيادة عدد فرق العمل والمراقبة وإدارة المشاريع.
تنفيذ مشروع مترو الرياض قد يواجه مشاكل ليست بالحسبان، فعند تنفيذ مشاريع بعض الأنفاق، تم اكتشاف أنابيب مياه وصرف صحي وتصريف أمطار وتصريف سيول وكابلات كهرباء وكابلات اتصالات، هذه الخدمات لم تكن مطابقة للمخططات الهندسية، وبعضها تم وضعه قبل أكثر من 30عاما.
ولذلك يلزم توخي الحذر والعمل بالحسبان أن المشروع قد يواجه بعض من هذه الخدمات والتي يجب إعادة توجيهها، فهناك أمران مهمان، (أولا) قطع أو تعطيل أي من هذه الخدمات سيتسبب في تعطيل خدمات مهمة ربما يكون تأثيرها على مستشفيات وقطاعات مهمة وليس المنازل فقط، وقد يستغرق إصلاحها وقتا طويلا و(ثانيا) عند إعادة توجيهها، يجب التأكد من المطابقة الهندسية كما سنوضحه لاحقا.
ولكي نتفادى هذه المعوقات والتي ممكن تكون مفاجأة أثناء تنفيذ المشروع، يجب أن نعلم:
أولا – حفريات لمحطات الأنفاق تحتاج إلى حفر قد يصل إلى 30 مترا تحت سطح أرضية المنطقة، وتختلف خطورتها عن مسار الأنفاق حيث إن مسار الأنفاق لا يحتاج إلى حفر من سطح الأرض إلى المسار، بل الحفارات ستحفر (أفقيا) دون إحداث أي خطر على كابلات وأنابيب خدمات المنازل والمرافق الأخرى.
ثانيا – حفريات لقواعد طرق المترو المعلقة فوق الجسور، فمن المتوقع أن يكون هناك عدة قواعد وأعمدة كل حوالي 20 مترا ولمسافة 80 كيلومترا، أي 400 موقع قواعد ولكل موقع عدة قواعد كبيرة الحجم.
ثالثا – حفريات للمحطات الأخرى. أين يكمن الخطر؟ يجب أن نضع بالحسبان الشؤون الهندسية والتي لم نستوفيها حقها أثناء بناء بعض الجسور والأنفاق العادية خلال السنوات الماضية.
ففي نقل خدمات الكابلات والأنابيب، لن يكون هناك مشكلة في نقل خدمات الكابلات مهما طالت المسافة والالتفاف إلى حد ما، ولكن المشكلة الكبرى في الأنابيب.
فالنظرية الأولى في هندسة تدفق المياه في الأنابيب هي أن المياه لا تتدفق من أسفل إلى أعلى ما لم يكن هناك أي من طرق الدفع المتعددة، ولذلك يلزم الانتباه إلى نظرية «الجاذبية» ونظرية «الميلان» فأنابيب الصرف بأنواعها يجب أن تكون مائلة من وسط المدينة إلى أطراف المدينة وأي استثناء لذلك يحتاج إلى تأكيد من طرق عمله حيث يصعب إصلاحه لاحقا، وهذ إما يحدث حاليا في تصريف السيول في الأنفاق عندما تمتلئ، حيث وضع أجهزة ومعدات لنقل المياه من أعلى إلى أسفل ولكنها مع الأسف لا تعمل عند الحاجة لها.
أخيرا، الحلول ليست سهلة ولكنها أسهل عندما يكون الاستعداد موّفقا، فهناك شركات متخصصة لهذه الأعمال، وهي ليست شركات القطارات، بل شركات متخصصة في أنابيب التصريف والكهرباء.
الاستعداد يجب أن يشمل جميع القطاعات، فرق المشروع نفسه وشركات الاتصالات والكهرباء والمياه والبلديات، وقد لا يكون المجال متسع هنا للكتابة عن الحلول أكثر من التنبيه.
من أهم الأعمال التي يجب أن يبدأ بها المشروع هي التأكد من خلو الخدمات المذكورة تحت أرضية (محطات الأنفاق)، فربما يحتاج المشروع إلى تغيير مواقع هذه المحطات عشرات أو مئات الأمتار في أي من الاتجاهات، ومتى ما تم التأكد من سلامة المواقع وتحديد مواقع المحطات، يمكن البدء بحفريات مسارات الأنفاق والتي ستكون الأكثر صعوبة في التنفيذ بالنسبة للشركات.
أما بالنسبة لحفريات قواعد الطرق المعلقة بالجسور فيمكن تفاديها متى ما كان الاستعداد حاضرا خصوصا أنها لا تتطلب حفريات عميقة. وهناك شؤون هندسية أخرى ولكنها أسهل مما ذكر.
نقلا عن الجزيرة
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
برجس غريب نشرك للمقال في يوم التغيير لإداري في الإمارة أكيد عندك ظنون وانا مثلك أشوف الطريق طويل حتى يصبح الرضيع صبيا.
أخي برجس. انا سبق أن علقت على هذا المشروع العملاق وعدم ملائمته بالعاصمة الرياض خاااااصة. فالذي جاء بفكرة المشروع فاته هل المشروع يناسب سكان العاصمة وطبيعة تنقلاتهم. انا ذكرت سابقا. ان مثل هذه المشاريع لاتنفع بالرياض اطلاقا. بل تنفع بمنطقة بالحرمين الشريفين فقط.وخاصة بمواسم الحج والعمرة لانها تكون متكدسة بزوار بيت الله الحرام. وهذا له جانب ايجابي من ناحية تخفيف الزحام ومن ناحية اقتصادية للبلد. لكن بالرياض لا تحتاج الى مثل هذا المشروع ا لذي سوف يستنزف مليارات ليست بمكانها الصحيح. فبالعاصمة الرياض أغلب سكانها وبنسبة 99% يملكوا سيارات.. بل البعض يملك سيارتين. ولاتجد احد يمشي بالشوارع أو يقضي حاجاته الخاصة على اقدامه او باستخدام وسائل النقل كسيارات الاجرة أو الباصات. فلماذا هذا المشروع المكلف والذي يستنزف مليارات طائلة هذا غير ما سيواجهه من تحديات وصعوبات من حفريات ومابها من معوقات من مجاري مياه وكيابل كهرباء وغيره كما ذكرت انت من المعوقات هذا غير تعطيل حركة السير لمدة طويلة بسبب التحويلات الخرسانية التي سوف تستمر وقت طوووويل وتسبب ضررا كبيرا بالناس. هل نحن فعلا بحاجة ماسة وحتمية لهذا المشروع. الجواب لا وألف لا...نحن لانقارن بأوربا أو بالهند او بالصين أو بمصر وغيرها. فهؤلاء شعب اغلبهم يقضي حوائجه ممتطين اقدامه وليس لهم قدرة على شراء سيارات. قد يقول البعض فكرة المشروع لتخفيف الزحام. انا سعودي واعرف طبيعة أبناء بلدي... لن يرضى احد يوقف سيارته بمواقف المترو صافا مع العمالة باننظار المترو ثم بعد الركوب سوف يقله المتروا الى محطة الباص لانه لن يوصلة الى عمله او بيته فهذا محال.. وبعد رحلة الباص سوف يقله الى محطات سيارات الاجرة والاجرة سوف تنقلك الى عملك أو بيتك ماهذااااااااااااااااا.. الهذه الدرجة نحن محتاجون الى المتروا وباصاته.!!!. فاذاا كان ولابد من تخفيف الزحام اذا كان هو الهدف. فل تمنع العمالة التي ليس بالضرورة لها امتلاك سيارات والتقليل منها حسب الضروة. وهناك حل اخر اضافة على هذا وهو انشاء كباري فوق الخطوط الشريانية كالخطوط الدائر ية والخطوط التي بوسط البلد. بهذا يكون الزحام قد خف بنسبة 50%... هذا راي قد يدرس وقد يهمش. والله ولي التوفيق..
شكرا ...كلامك موصول ...وفى محله... لابد ان يكون قيه تغيير فى اسلوب المعيشة والتمدن خصوصا مع الجيل الجديد سيكون لديه سيارة بس مش رح يسنعملها غالب الوقت والعائلة السعودية ستتمكن من استخدام القطار للاخذ بالاعتبار خصوصيتها ... ومنت شايف البلدية شغالة عمل ارصفة فى كل مكان دون دراسة المهم رصف ...فيمكن لديهم رؤية للمدينة ما نعرفها... ولم يوضحوها ... عند رفع الاعانات والدعم وتقديمة مباشرة للمواطن سيتم التغيير الايجابى ان شاء الله.
اخي أبو سلطان، كلامك عن نسبة ملكية السيارات الخاصة في الرياض التي تصل الى 99% من الناس يمكن ان يكون صحيحا، ولكنه لا يعكس شغفا بامتلاك السيارات الخاصة بقدر ما يعكس غياب وسائل المواصلات العامة التي تضطر من يعيش في المدينة لامتلاك سيارته الخاصة. الأمر الآخر هو ان سلوك السعوديين تجاه المواصلات العامة انما هو حكم تاريخي بناء على الظروف السابقة ولا يعني ذلك استمرار نفس السلوك مستقبلا، وامتلاك السعوديين وكذلك يمكننا القول ان نصف سكان العاصمة تقريباً هم من غير السعوديين والكثير منهم يضطر اضطرار للسيارة الخاصة مع مايعنيه ذلك من تكاليف ومخاطر وذلك بسبب عدم وجود البديل. المواصلات العامة ايضاً سوف تخفف العبئ الاقتصادي على كثير من الأسر السعودية التي تضطر لاستقدام السائقين لتيسير تنقلات عوائلها.
لعل أكبر خطر يواجهه هذا المشروع الضخم هو فشله في كسب ثقة الناس في الاعتماد عليه كبديل للسيارة الخاصة، وذلك سيحدث اذا تعرض نظام النقل العام لمشاكل الاعطال والتأخير سواء المترو او الباصات. لذلك فان اصلاح جهاز المرور في الرياض يعد ضرورة قصوى لانجاح مشروع النقل. فاغلب مشاكل المرور في المدينة هي مشاكل فوضى بسبب غياب النظام الرادع الذي يحكم الحركة المرورية.
مند اكثرمن خمسين عاما خطط مدينه الرياض مهند س عالمي مصري شهير ولا اعتقد ان الامروالعوائق خطيره والحاجهالي انفاق خلف انفاق اعاده دراسه المشروع ضروري المهم المترو ينفد ولولجمال العا صمه