رسالة إلى منصور بن متعب .. أنقذوا العاصمة من التلوث

13/05/2014 3
د. جون سفاكياناكيس

إن الحفاظ على نظافة المدن ضروري لأسباب صحية وجمالية. ويمثل مطار كلّ مدينة بوّابتها الرئيسية، لكن مطار الرياض ليس من افضل مطارات العالم، علماً أن المملكة تشغل المرتبة السابعة عشرة على قائمة أغنى اقتصادات العالم. وحتى إذا غادر المرء مطار الرياض بحقائب سليمة!! فإن هذه المدينة تحتاج إلى تحسينات كثيرة. 

فكلما هبّت عاصفة رملية يستطيع المرء أن يرى القمامة والأكياس البلاستيكية وهي تتطاير من حوله، سواء كان المرء في الرياض أو جدة أو الدمام أو سواها من المدن السعودية الكبيرة. والغريب يمتلك العديد من الرجال السعوديين أدوات حلاقة وقصّ شعر الخاصة بهم.

لذا، يبدو أن النظافة الشخصية تحظى باهتمام كبير من جانب السعوديين، خلافاً للنظافة العامّة التي لا تحظى بأي نوع من الاهتمام!!!

وقد يلوم البعض رجل النظافة على عدم نظافة الشوارع، لكننّي أجزم بأنّ الكثير من السعوديين يطرحون النفايات في الشوارع. ولن تتحول المملكة قريباً إلى سنغافورة ثانية، حيث تُمنع العلكة قانونياً ما لم يكن استخدامها لأغراض طبية.

كما أن الصحراء التي لا يزورها الكثير من الأجانب تُستخدم كمنطقة كبيرة أخرى للتخلّص من النفايات؛ وهذا شيء محرج لأن الصحراء ظلّت محترمة على مدى العقود الماضية بسبب الحياة التي وهبتها للعديد من سكانها.

كما أن أعداد الحُفَر في الطرق السريعة والشوارع الفرعية في ازدياد مطّرد في الرياض؛ وقد عايش سكّان جدة والدمام هذه الظاهرة منذ مدّة طويلة.

إن الرياض هي عاصمة أحد اقتصادات مجموعة العشرين، ولكن العديد من أجزائها تبدو كمناطق حرب!!! وقد يبرّر المرء ظروف هذه المدينة، بسبب الازدحام المروي الشديد وأعمال البناء والتشييد. وينبغي على الدولة أن تصلح هذه الطرق المخجلة بوتيرة أعلى بكثير من وتيرة بناء الطرق الجديدة. 

لذا، فإن خصخصة الطرق أمرٌ ضروري؛ لكنني سأناقش هذا الموضوع في وقت لاحق. ويمثّل تنظيف الطرق مثالاً مثيراً للاهتمام حول الطريقة المحتملة لعمل سوق العمل وتشغيل السعوديين.

فهناك أعداد كبيرة من الشبّان السعوديين الذين يدرسون الدين والأدب والتاريخ. لكن العمل في القطاع الخاص محكوم بتركيبة الطلب وليس فقط بمسألة العرض. فإذا شغّل القطاع الخاصّ عمالة اجنبية رخيصة وغير ماهرة، فإن الطلب على العمالة السعودية سيكون معدوماً.

ومن جهتها، تواصل الحكومة توظيف المزيد من السعوديين في القطاع العام، الأمر الذي يقضي على أيّ أمل بإصلاح العقلية السائدة لدى السعوديين. إذ يضمن القطاع العام وظائف مدى الحياة، تتسم بقدر ضئيل من الجهد وبأدنى معدلات الإنتاجية! وقد ناقشت هذا الموضوع مراراً وتكراراً وطرحت حلولا عدة في الاسابيع الماضية في هذه الزاوية.

هنا، يأتي دور السعوديين المحتمل في تنظيف الطرق. فإذا تم الاستغناء عن جميع الأجانب العاملين في تنظيف الشوارع، وتم توظيف سعودي واحد مقابل كل ثمانية أو عشرة منهم، على أن تشتري له البلدية مركبة آلية لتنظيف الشوارع مزوّدة بجهاز لتكييف الهواء؛ فهل سيرغب العامل السعودي في العمل في مجال تنظيف الشوارع براتب شهري قدره سبعة آلاف ريال سعودي؟.

نقلا عن اليوم