الريال الذي يأتي من السياحة يؤثر في الناتج المحلي الاجمالي عن طريق ثلاث طرق.
أولا: إضافة فورية بمجرد ان ينفقه السائح.
ثانياً: يتضاعف عند دورانه في داخل البلد (يسمى المكرر).
ثالثا: يؤدي الى تحفيز القطاعات المساندة (يسمى المسارع). لذا تتسابق جميع الدول على فتح ابوابها للسواح.
واضح كل الوضوح ان الدور الذي يلعبه الريال الذي ينفقه السائح في البلد المضيف يعتمد اعتمادا كليا على من هو المتلقي للريال، فإذا كان المتلقي مواطنا ينفقه بدوره داخل البلد فإن دورة الريال ستكتمل ويسري مفعول المكرر، ثم مفعول المسارع وبالتالي ينمو الناتج الاجمالي للبلد.
أما اذا أخرج المتلقي الريال (او جزءا منه) الى الخارج فسيفقد ريال السياحة دوره ليس فقط بمقدار الجزء الذي خرج للخارج بل سيفقد المضاعف والمسارع تأثيرهما على الاقتصاد.
لا شك ان السياحة اصبحت احد أهم الموارد الهامة بالنسبة للدول الحديثة فليس فقط ان بعض الدول كماليزيا وقبرص والمالديف يعتمد اقتصادها اعتمادا اساسيا على السياحة. بل حتى الدول العظمى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا والصين تتنافس لكي تحظى بنصيب الأسد من السواح.
لكن لماذا نذهب بعيداً أليس المدينتين المقدستين (مكة والمدينة) وما حولهما كانت -قبل الطفرة- تعيش في رغد نسبيا على دخلها من الحجاج والمعتمرين.
وحتى يومنا هذا ادى تزايد اعداد الحجاج والمعتمرين الى ان يأتي ترتيب المملكة ضمن العشرين دولة الاولى في العالم (في الحقيقة كانت مفاجأة لي ولكن هذه احدث احصائيات الامم المتحدة) في تلقي السواح متفوقة على جميع الدول العربية الجاذبة للسياحة كمصر والمغرب وتونس وسم ما شئت من الدول العربية.
في تقرير نشرته جريدة الرياض يوم الاثنين 31 مارس 2014 عن جلسات الدورة السابعة لملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي قال معالي وزير العمل ان القطاع السياحي سيوفر 1.2 مليون وظيفة عام 2015 ونحو 1.7 مليون وظيفة عام 2020.
كذلك لقد صرح صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان في منتدى جدة الاقتصادي (جريدة المدينة الخميس 20 \ 3 \ 2014) بأن قطاع السياحة سيوفر 1.7 مليون وظيفة خلال ست سنوات وبأن عدد الوظائف في قطاع السياحة عام 2013 بلغ 751 الف وظيفة وتبلغ نسبة السعوديين 27.1 %.
بقدر ماتفرحنا بشرى سمو الأمير ثم تأكيد معالي الوزير ببشارة توفير قطاع السياحة ل: 1.7 مليون وظيفة بقدر ما كنا نتمنى ان تكتمل فرحتنا بالبشارة لو اتبعتها جملة تؤكد انها ستكون جميعها للمواطنين لا ان تكون مبررا للاستقدام فيصبح ما ينفقه السائح باليد اليمنى تخرجه القلة المحتكرة والعمالة المستقدمة باليد اليسرى فنصبح كأننا يا ابو زيد ما غزينا.
الآن يبلغ عدد الوظائف في قطاع السياحة 751 الف وظيفة منها 27.1 % فقط سعوديين وهذا يعني انه من بين كل عشرة موظفين يوجد اكثر من سبعة وافدين مما يجعل فرصة احلال السعوديين كبيرة بأعطائهم رواتب عادلة وفي تقديري (وفقا لحسابات مبدئية) ان دفع ثمانية آلاف ريال للمواطن اجدى كثيرا للاقتصاد ككل من دفع الفي ريال للمستقدم.
سأؤجّل توضيح كيف ان اعطاء المواطن اربعة اضعاف راتب الوافد أجدى لاقتصادنا القومي الاجمالي، وأختم بالقول إنه آن الأوان لتحويل هيئة السياحة الى وزارة.
نقلا عن جريدة الرياض