تعدد وتقدم وسرعة وأمان وراحة وسائل السفر، إضافة الى ارتفاع مستويات المعيشة (ارتفاع دخل الفرد) لشعوب العالم جعل من سكان الكرة الأرضية: "أولاد قريّة وكل يريد يعرف خيّه".
وهكذا أصبحت الكرة الارضية قرية صغيرة يجوبها الإنسان بالطول والعرض، ليس فقط لمنافع دنيوية كالاطلاع والنزهة والترفيه والتجارة والاستثمار والعلاج والتعليم، بل ايضا لأغراض العبادة فجميع الأديان سواء السماوية او العقائدية يوجد لها اماكن مقدسة يحج اليها اتباع الديانة.
هذا جعل من صناعة السياحة (لا سيما بعد الانفتاح والترويج للعولمة) من اكثر الصناعات الحديثة رواجاً وأعلاها في معدلات النمو وارتفاع نسبتها في حسابات الناتج القومي الإجمالي للعالم.
وفقاً لمنظمة الامم المتحدة للسياحة العالمية UNTWO (مع بعض التصرف) بلغ عدد السياح في العالم عام 2013 حوالي 1.1 مليار سائح (اي يوجد سائح من بين كل سبعة أشخاص على الأرض) ومتوقع ان يزيد عدد السواح بمعدل 4.5 % عام 2014. كما بلغ ما انفقوه في الدول المضيفة 1.4 تريليون دولار أي إن متوسط ما انفقه السائح الواحد 1272 دولاراً(حوالي 5000 ريال) عام 2012.
نمو اعداد السواح المتزايد سنة بعد سنة، وبالتالي ضخامة ونمو ما ينفقونه في داخل البلد المضيف جعل جميع دول العالم تتسابق – عن طريق الدعاية والاغراءات – على اقتطاع اكبر شريحة من كعكة السياحة، لأن ما ينفقه السواح في داخل البلد ليس فقط يسجل فوراً في الجانب الموجب من الميزان التجاري، وبالتالي يضاف مباشرة الى الناتج المحلي الإجمالي، بل أيضا تعتبر السياحة من اكبر القطاعات إيجاداً للوظائف لأبناء الوطن المضيف وانتعاش أسواقها لا سيما الفنادق والمطاعم وأماكن الترفيه.
هكذا فإن الريال الذي ينفقه السائح في البلد المضيف يؤثر عن طريق المكرر (التأثير المباشر) ثم المسارع (التأثير غير المباشر) الى إضافة أضعاف أضعافه الى الناتج المحلي الإجمالي.
يجب أن نلاحظ أن تأثير ريال السياحة على الاقتصاد له نفس تأثير ريال تصدير البترول لأن كلاهما يأتي من مصدر خارجي ويتميز ريال السياحة على ريال البترول بأنه متجدد وليس ناضباً.
المملكة لديها ميزة لا تتوفر لأي دولة أخرى في جميع أصقاع المعمورة بأن اختصها الله بقوله: "وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً(أي على أرجلهم) وعلى كل ضامر (أي راكبين) يأتين من كل فج عميق". هذا يجعل المملكة ليست كالدول الأخرى مضطرة للقيام بالدعاية أو الاغراءات للمنافسة على كعكة السواح فهي سواء قامت بالدعاية أم لم تقم سيأتيها رزقها رغداً من كل مكان.
لا تقتصر مزايا المملكة على الآثار الدينية التي لا تعد ولا تحصى على رأسها أن في بكّة (أم القرى) أول بيت وضع للناس على الأرض، بل تمتد إلى الآثار التي تعود لأقدم الحضارات لأمم سادت ثم بادت كقوم ثمود في شمال المملكة (منطقة العلا) وقوم عاد والأخدود في جنوب المملكة (منطقة نجران) وقوم طسم وجديس في وسط المملكة (منطقة وادي حنيفة)، وكذلك يقال (والله اعلم) ان اول قبر على سطح الارض قبر أم البشر أمنا حواء في جدة (بفتح الجيم).
إذن يوجد في المملكة جميع مقومات السياحة التي تجعل المملكة أهم وأكثر دول العالم لجذب السواح من شتى أصقاع الأرض ولكن..!؟
نقلا عن جريدة الرياض
الايواء .... هذا هو الاسم الرسمي لما يدعى عالميا قطاع الضيافة ....... لك ان تتخيل ما يلي ذلك ...
معليش اسمح لي، الموضوع مفكك وأسلوب الكتابة ركيك.
"وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً (أي على أرجلهم)" هل هذا صحيح؟ لا أعلم ولكن أعتقد إن كلمة رجالاً ظهرت عدة مرات في القرآن بمعنى رجال، فما الذي يجعلها هنا بمعنى على أرجلهم، أي راجلين؟