لو ذهبت إلى أي مكينة صرف آلى ولأي بنك لدينا لوجدت عليها وحولها عشرات الإيصالات المطبوعة، والتي تظهر أرصدة الحسابات ملقاة على الأرض (وتجدها ملقاة على الأرض بالرغم من وجود مكان للمهملات، ولكن يبدو أن هناك حساسية تجاه رمي المهملات في المكان المخصص لها وتفضيل لإلقائها على الأرض، ولكن هذا موضوع آخر)، وبالرغم من أن إيصالات الرصيد البنكي لا تضيف أي شيء يذكر، فرصيد الحساب يظهر على شاشة مكينة الصرف الآلي ولا يحتاج إلى طباعة، وبالرغم من أن معظم مكائن الصرف تطلب عدم طباعة الإيصال إلا إن كانت هناك حاجة لذلك، وبالرغم من أن لطباعة الإيصال تكلفة على البنك وإهدارا للورق وزيادة في كمية المهملات، بالرغم من أنه وبكل وضوح لم تكن هناك حاجة لهذه الإيصالات، إذ تم رميها فور طباعتها، بل إنه في أحيان كثيرة تجد هذه الإيصالات ما زالت معلقة في مكينة الصرف ولم يتم سحبها لقراءتها، ولذلك قد نتساءل: لماذا تم طباعة هذه الإيصالات ولماذا لم تجد النداءات التي ظهرت على الشاشة تستجدي عدم طباعتها إلا إن كانت هناك فعلا حاجة لذلك، وهذه «الحاجة» من الواضح أنها غير موجودة؟
لنجيب على هذا السؤال بسؤال آخر وهو: ما الذي نتوقع أن يحدث لو سمحت مؤسسة النقد السعودي أن تخصم البنوك ريالا واحد فقط من حساب أي شخص قام بطباعة إيصال رصيد حسابه عند استخدامه لآلات الصرف الآلي؟ قد نجد فجأة لم يعد أحد بحاجة لطباعة مثل هذه الإيصالات، وتم الاكتفاء بقراءة الرصيد على الشاشة، وهكذا يتم توفير تكاليف طباعة ملايين أو عشرات الملايين من أوراق الإيصالات سنويا، كما يتم توفير تكلفة جمعها والتخلص منها، وقد نستغرب أن مبلغا زهيدا مثل ريال واحد ممكن أن يغير من سلوك البشر ويؤثر في معاملات بالملايين؟.
والعبرة ليست في الريال، وإنما في من يدفع التكلفة، ففي عالم الاقتصاد نعلم أن لكل شيء تكلفة، وهذه التكلفة موجودة بغض النظر عمن يتحملها أو يدفعها، بالتالي عندما يتم توفير أي سلعة أو خدمة مجانا أو بدون أن يدفع من يحصل عليها أي شيء، فهذا لا يعني أن هذه الخدمة أو السلعة ليس لها تكلفة، وإنما يعني أن الذي تحمل دفع هذه التكلفة هو شخص أو جهة أخرى خلاف الذي حصل على هذه الخدمة أو السلعة، وفي هذه الحالات يظهر خلل كبير ويؤدي إلى إهدار مستمر، فالذي يستخدم مكائن الصرف الآلي لن يفرق معه كثيرا كم من النداءات أو الاستجداءات التي يسمعها لعدم طباعة ورقة رصيد حسابه، وسوف يضغط على زر طباعة هذه الورقة حتى ولو ليس فيها أي فائدة له، لأنه ليس خسرانا شيئا في ذلك، فطباعة هذه الورقة تكلفه صفرا ويحصل عليها مجانا، فلماذا إذا لا يطبعها؟
والمستهلك سوف يتعامل مع الخدمة أو السلعة المجانية كما هي فعلا بالنسبة له، أي أن ليس لها أي قيمة أو تكلفة، ولن يجدي لتغيير سلوكه أي استجداء أو نداء، بل لن يتغير سلوكه إلا إن أصبحت لهذه الخدمة أو السلعة تكلفة ولو كانت ريالا، وآنذاك فقط سوف يفكر المستهلك في ماذا يفعل، ولن يطبع رصيد الحساب إلا إن كان له حاجة أو مصلحة لذلك، وبالتالي يتوقف إهدار الطباعة هذا الذي ليس له فائدة، ولكن الإهدار موجود ويستمر أينما نجد أن الذي يتحمل التكلفة هو ليس نفس الشخص الذي يستفيد أو يستخدم السلعة، ولعلنا نضرب كمثال على ذلك معدل استهلاكنا للمياه، فلا غرابة أننا خامس أو ثالث أو حتى لو أصبحنا أعلى دولة في العالم في معدلات استهلاك المياه، بالرغم من أننا بلد صحراوي وليس لدينا أنهار جارية أو أمطار غزيرة، وإنما نضطر لصرف المليارات سنويا لتحلية مياه البحار، فهذا كله لن يؤثر في المستهلك وفي معدلات استهلاكه للمياه ما دام أنه لا يدفع سوى جزء ضئيل من هذه التكاليف، فعلى أساس ما يدفع المستهلك سوف يتصرف، وسوف يستمر يتعامل مع المياه على أساس أنها لا تساوي كثيرا، وعلى هذا الأساس سيتم استخدام واستهلاك وإهدار المياه بدون أي جدوى تذكر لأي نداء أو استجداء للترشيد تماما، كما يتم طباعة إيصالات الصرف الآلي وإلقاؤها على الأرض بدون أي اعتبار لتكاليفها.
نقلا عن جريدة عكاظ
انا شخصيا اطبع الإيصال فقط لأجل ان أزيد خسارة البنوك التي أرباحها بالمليارات و لا توجد اي اعمال "مسؤولية اجتماعية" لها تذكر.
انت مخطيء فلو تابعت الاعلام لرأيت ان اغلب البنوك لها دور في المسئولية الاجتماعية، فقط تابع الصحف والاعلام الالكتروني. وبخصوص طبعك للايصال صدقت فهذا هو شعور الاغلبية عندما يطبعونه بالرغم من انهم لن يكسبوا شيئاً.
اسمعت لو ناديت حيا
اؤيد اقتراح خصم الريال ولكن بشرط ان يتم توجيهه الى صندوق دعم الموارد البشرية لتحسين دخل الشباب الملتحقين بالاعمال ولا تستولي عليها البنوك اما فيما يتعلق باستهلاك المياه فأخالفك الرأي فليس هو الفرد من يستهلك هذا الاستهلاك العالي ولن الاحصائية رمتها على عاتقه وظهر كفرد مسرف والحقيقة ان الاستهلاك ينحصر في المسابح , والمصانع خاصة الالبان , الحدائق الخاصة والعامة وهذه لا نجدها عند الافراد , المزارع الضخمة وخلاف ذلك لذلك يجب تغيير مفردات الاحصائية واستبعاد الفرد منها
كلام فارغ ,,, فعندما يكون حسابك في الاهلي وتريد سحب مبلغ من اي بنك اخر ففي بعض الاحيان يحدث خطا ولا تعطيك الالة المبلغ المطلوب او لا تعطيك ابدا ففي هذه الحاله البنك يتحجج بالايصال صارت معي منذ 5 سنوات تقريبا
هذه حاله نادره جدا . لا بأس اذا حصل لك ذلك ان تطبع الايصال واذا كان الخطأ من البنك او الة الصراف فهم يتحملونه مع غرامه عليهم ...ولكن كلنا يرى المنظر الكئيب في اماكن الصرف نتيجة لرمي الايصالات ويبدو اننا نتعود على الفوضى
الغريب ان بعض مكائن الصرف تخرج لك ايصال غصبا عنك حنى وان اخترت عكس ذلك .
ان فرض ريال علي الايصال فكره رائعه طبعا سيتنا قص الوارد مع الوقت من ثم يبحث فكره اخري عظيم ان نفكر ايجا بيا الخير في الجيل اواعى
يطبع الايصال وتكون فائدته للجمعيات الخيرية ااو الطبية ... لكن كاتب المقال لا يهتم الا للبنوك ويتعاطف معها وكانها بحاجة الى دعم جديد ...
من يريد خسارة البنك .. يستطيع عن طريقة استخدام بطاقة بنكك في صرافات البنوك الأخرى .. ليس للسحب فقط بل أيضًا للاستفسار عن الرصيد .. بس ليه النذالة؟
لماذا يقترح كاتب المقال أن يخصم البنك ريالا كحل أمثل؟ لماذا لا يضيف البنك ريالا الى الحساب اذا قبلت عدم تحميله تكلفة الطباعه؟ انه هو المستفيد أولا و أخيرا .