الصناديق السيادية تهدف لاستثمار مبالغ من الأموال، مثلها مثل أي أموال أخرى يتم استثمارها من قبل الأفراد أو البنوك أو أي مؤسسات مالية، ولكنها تسمى بصناديق (سيادية) لأنها مملوكة لدول، ولأي دولة سيادة.
وبالتالي، فإن هذه الصناديق أو الأموال المستثمرة تسمى بسيادية، ولكن خلاف هذا الفرق في الاسم، فإن هذه الصناديق تتلقى أموالا تم ادخارها ومن ثم توجهها إلى استثمارات متعددة، وذلك بهدف الحصول على أعلى عوائد ممكنة، وفي ظل مخاطر محدودة أو أقل مخاطر ممكنة.
وهناك كثير من الدول التي أسست مثل هذه الصناديق، ومن أشهرها النرويج والكويت والصين، ومؤخرا قطر وأبو ظبي، ولكل دولة أهدافها في تأسيس مثل هذه الصناديق، ولكن بصفة عامة فإن الأهداف الرأسية لا تختلف عن بعضها كثيرا، بل إنها لا تختلف كثيرا عن أهداف الاستثمارات الفردية، فأي منا لو لديه فائض من المال سوف يفكر في استثماره وعدم صرفه الآن، فلا أحد يضمن المستقبل، ومن الحكمة أن يكون هناك مبلغ من المال كاحتياطي عند الحاجة ــ لا سمح الله.
وممكن الاعتماد عليه، وكذلك بالنسبة للصناديق السيادية هي مبالغ من المال فاضت عن حاجتنا الآن، وبالتالي تم ادخارها واستثمارها لتكون مصدر دخل للمستقبل أو للأجيال القادمة.
وبالإضافة لذلك، فإن حسن استثمار هذه الأموال وإدارتها بشكل جيد قد يعطينا مردودا جيدا من الآن، وهكذا تصبح إيرادات مساندة للميزانية الحكومية وتساعد في تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على مصدر واحد مثل إيرادات النفط في الاقتصاد السعودي.
وبما أن الاقتصاد السعودي يمر ــ والحمد لله ــ بطفرة مالية، ومنذ ولاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ــ حفظه الله ــ قبل حوالى عشر سنوات، تحولت المديونية التي كانت على الدولة وبمقدار ثمانمئة مليار ريال إلى فوائض تمتلكها الدولة تقدر بأكثر من ألفين وخمسمائة مليار ريال، والحمد لله، فإنه من الطبيعي أن تكون هناك دعوات لتأسيس صندوق سيادي وطني، وأن يتم استثمار ولو جزء من الفوائض المالية الهائلة في استثمارات مختلفة حول العالم، بدلا من الاحتفاظ بها في أصول شبه سائلة، وتكاد لا تدر علينا أي دخل يذكر، صحيح أن هذه وسيلة آمنة للغاية للحفاظ على ثرواتنا، ولكنها قد تكون وسيلة متحفظة زيادة عن اللزوم، وبالتالي قد يكون من الأفضل استثمار ولو جزء من هذه الأموال لزيادة إيرادات هذه الثروة ولتنويع مصادر دخلنا، بدلا من الاعتماد شبه الكلي على النفط، وللحفاظ على جزء من فوائضنا المالية للأجيال القادمة، وذلك تحسبا للظروف، فكما قلنا لا أحد يضمن المستقبل.
بالتالي، هناك مبررات منطقية ووجيهة لتأسيس صندوق سياسي وطني، ومن المهم أن يكون لدينا مثل هذا الصندوق، والذي على أقل تقدير قد يساعدنا في المستقبل لو احتجنا له ــ لا سمح الله ــ ولكن تأسيس مثل هذا الصندوق للاستثمار في الخارج لا يعني أبدا أن ننسى أن الاستثمار بالداخل هو الأهم، ولا بد أن تكون له الأولوية.
فالاقتصاد الذي ينعم بإيرادات ضخمة وجمع فوائض مالية بآلاف المليارات مثل اقتصادنا ــ والحمد لله ــ يجب أن تكون أولويته الأولى أن لا يظل لديه أي فقير أو محتاج، كما يجب أن تكون من أولوياته أن يرتفع دخل كل مواطن بحيث يعم الثراء، وأن يتم توفير التعليم والتدريب والرعاية الصحية، ولذلك نجد أن أكثر من ثلث الميزانية الحكومية موجه إلى التعليم والصحة، كما تم تخصيص مئات المليارات لتوفير السكن المناسب للمواطنين، فرعاية الجيل الحالي من المواطنين هو أهم من محاولة تأمين أوضاع الأجيال القادمة من خلال تأسيس صناديق سيادية للاستثمارات في الخارج، بل إن أفضل طريقة ــ بإذن الله ــ لتأمين ورعاية أوضاع الأجيال القادمة تكمن في رعاية ودعم الأجيال الحالية والاستثمار فيها، كما أن أعلى مردود لاستثماراتنا هو من داخل وطننا وليس من خارجه، بالتالي لا مانع أبدا من تأسيس صناديق سيادية للاستثمارات الخارجية، بل من المهم تأسيسها، ولكن هذا لا يتعارض أبدا مع أهمية وأولية الاستثمار بالداخل وعلى الأجيال الحالية، وعندما قامت دولة كالنرويج بتأسيس صندوق سيادي للاستثمار ولمصلحة الأجيال القادمة، فإنها فعلت ذلك بعدما وصلت إلى أعلى مستويات الدخول لأجيالها الحالية، وقدمت لهم أعلى مستويات الرعاية الصحية والاجتماعية، فالتفكير في الأجيال القادمة هو تصرف حكيم وهدف نبيل، لأن الأجيال القادمة هي المستقبل ــ بإذن الله، ولكن الأجيال الحالية هي الحاضر والواقع الذي ينبني عليه المستقبل، وبالتالي هي الأساس.
نقلا عن جريدة عكاظ
صدقت رعاية الجيل الحالي هو الأولويه ... ووجود استثمارات عن طريق صناديق سياديه يجعل الجيل الحالي مطمئن على مستقبل الابناء ... مصيبتنا اليوم بأن المعلومه مفقوده والاحصاء كانه عندنا خيال علمي وعليه فإن التطرق للموضوع اعلاه مهما كان يكون ناقص ويعوضه فكر الكاتب المستنير ككاتبنا هنا .... الاهم والأشد كارثيه : " ان تكون عوائد استثمارات فوائضنا اقل من تكلفة السندات والصكوك التي تصدرها شركاتنا كالكهرباء ... فإن كان كذلك فقل علينا السلام لان العقول الماليه ثبت تسوسها"
يجب الأخذ في الحسبان ان الدوله لا تملك جميع هذه الأموال , لان حوالي 1,2 تريليون منها للتقاعد والتامينات وأخرين . بتصريح وزير الماليه الاخير ان الدوله يخصها حوالي 1,6 مليار ريال فقط
شكرًا على هذا المقال الوافي الكافي،،، وأقول ياليت قومى يفقهون""" ويمكن جزء من المشكلة ان المسؤولين عنها ماليين قح لا يحيدون عن الاستثمار المالى ،،، لو كان الاستثمار فى الداخل الذى هو أولى وأكثر عائدا لكان أنهينا مشكلة بناء المدارس وصار سمننا فى دقيقنا،، ولكان عائدا مضمونا وشاركنا فى حل مشكلة الوطن،، لكان أنهينا مشكلة نقص البلد من المستشفيات وانتهينا من المعاناة،، عليه ارى ان تخصص نسبة من استثمارات الصندوق للاستثمار الداخلى،، والاستثمار كذلك فى الطاقة والتى يتهافت عليها المستثمرون من الداخل او الخارج،،