كم ستجني "بترو رابغ" من اتفاقية الميثان ؟؟

24/12/2013 25
د. أحمد المزروعي

أعلنت بترو رابغ الاسبوع الماضي عن اتفاقية بينها وبين المؤسسين (ارامكو وسوميتومو) تعتبر بمثابة نقلة تاريخية للشركة نظرا لما تشتمل عليه هذه الاتفاقية من خفض للمصاريف التسويقية فضلا عن خفض التكاليف التشغيلية.

وقبل المضي قدما، تجدر الاشارة هنا الى أن صياغة البيانين اللذين أصدرتهما بترو رابغ حول الاتفاقية كانتا ركيكتان بشكل يتسم بالغموض حيث احتجت الى قراءتهما نحو 10 مرات حتى أفهم الاتفاقية هذا اذا كنت بالفعل قد فهمتها، ولا أدري هل يعقل أن تكون شركة بحجم بترو رابغ لايوجد بها أي شخص بامكانه كتابة مثل هذا البيان بشكل واضح ومفصل دون أي لبس أو غموض.

المفهوم من البيان أن الاتفاقية تتكون من جزئين أولهما يتعلق بتزويد الشركة بـ 50 مليون قدم مكعب من الميثان بالسعر المحدد محليا وسيكون الأثر المالي له بعد أن تستلم الشركة فعليا هذه الكميات بموافقة الجهات المختصة (وزارة البترول) لكن بيان الشركة لم يقدم اي تقديرات حول الأثر المالي ربما لكون التوقيت غير معروف حاليا للفترة الذي ستبدأ الشركة فيه استلام كميات الميثان. 

أما الجزء الثاني من الاتفاقية فيتضمن تخفيضات بالثلث في كلفة التسويق الخاصة بمنتجات البتروكيماويات والغاء عمولات التسويق للمنتجات البترولية المكررة التي تباع في السوق المحلي (اي حوالي 80 % من مبيعات المنتجات المكررة).

وقدرت الشركة الاثر المستقبلي السنوي لهذا الجزء من الاتفاق بحوالي 1.3 مليار ريال بناءً على الأسعار السائدة حاليا.

وكما هو واضح بالجدول أعلاه فقد أعلنت بترو رابغ عن تقديراتها للأثر المالي الناتج عن اتفاقية تقليص عمولات التسويق لكنها لم تقدم أي أيضاح بخصوص اتفاقية الميثان كون هذه الاتفاقية لاتزال في مراحلها الأولى حيث ستتقدم الشركة (للجهات المختصة) بطلب تخصيص الميثان.

ويبدو لي أن احتمالية حصول  الشركة على الميثان ستكون كبيرة خصوصا وأن أرامكو هي أحد الملاك كما أنه ليس من المعقول أن تكون ارامكو قد أبرمت الاتفاقية مع بترو رابغ ونشرها للجمهور دون موافقة مبدئية من الجهات التنظيمية المختصة.

تأتي أهمية تزويد الشركة بغاز الميثان من كون الشركة تستعمل منذ انشائها جزء من منتجاتها المكررة كوقود لتشغيل المجمع مما يجعل تكلفة الوقود عالية مقارنة بباقي شركات البتروكيماويات والمصافي بالسعودية وفي حال تم تزويدها بالكميات اللازمة من الميثان لاستعماله كوقود  سينتج عن ذلك وفر مالي كبير ربما يتجاوز مليار ريال كما هو مبين في التقديرات أدناه.

الوفر الناتج عن استعمال الميثان كوقود

قامت "بترو رابغ" بطلب امدادها بـ 50 مليون قدم مكعب يوميا من غاز الميثان بالسعر المحلي لاستعماله كوقود ونظرا لكون الميثان يتم بيعه بسعر منخفض يبلغ 75 سنتا لكل مليون وحدة حرارية فإن الوفر الذي سينتج عن ذلك كبير جدا، ولحساب هذا الأثر سنبدأ بتحويل الكمية المفترضة الى وحدات حرارية حيث أن كل 1020 قدم مكعب من الغاز تعادل مليون وحده حرارية وبالتالي فإن كلفة الـ 50 مليون قدم مكعب ستكون حوالي 37 ألف دولار يوميا أو مايعادل 13.5 مليون دولار سنويا (حوالي 50 مليون ريال).

بالرجوع الى قوائم التحويلات المنشورة في مواقع شركات النفط والغاز يتضح أن كل 5487 قدم مكعب من الغاز تعادل برميلاً واحداً مكافئا من النفط وبالتالي فإن 50 مليون قدم مكعبة تعادل 9112 برميلا في اليوم أو حوالي 3.3 مليون برميل سنويا من النفط المكافئ.

وبافتراض أن سعر زيت الوقود معادل لسعر النفط وهو افتراض متحفظ يمكن تقدير وفر التكاليف كما يلي:

كما يتضح من الجدول أعلاه فإن الوفر الذي ستحققه بترورابغ من استعمال الميثان بدلا من المنتجات المكررة يعتمد على سعر هذه المنتجات المكررة بالأسواق العالمية وهو سعر بدوره مرتبط بسعر النفط، فكلما زاد سعر النفط كلما ازداد الوفر الذي ستحققه بترو رابغ من استبدال الوقود بغاز "الميثان" الرخيص.

وعلى أساس سعر خام برنت الحالي (110 دولار للبرميل) فإن التقديرات تشير إلى أن الوفر سيبلغ 1319 مليون ريال وهو رقم مقارب للوفر الذي ستحققه الشركة من تخفيض عمولات التسويق.

بلا شك فإن الاتفاقية مؤثرة جدا حيث ستجني 1300 مليون ريال سنويا زيادة في الدخل الصافي من اتفاقية التسويق وسيبدأ احتساب ذلك باثر رجعي من 1 ابريل 2013 (الاثر على عام 2013 حوالي 1000 مليون ريال للأشهر التسعة الماضية)، كما ستجني أرقاما مقاربة من ذلك في حال موافقة وزارة البترول على تزويدها بغاز الميثان ، ولم يتبق على الشركة سوى انتظام مجمعها الذي واجه تعطلات عديدة منذ التأسيس.