خصص عبدالملك بن مروان مساعدات للأرامل والعميان واليتامى والعجزة فدخل عليه رجل قوي طويل ومعه شاب فوق العشرين مفتول العضل والشنب.. أشار الرجل إلى الشاب وقال:
- يا أمير المؤمنين اكتب ابني هذا مع اليتامى!
فاستغرب عبدالملك وقال: وكيف يكون ابنك يتيماً وأنت حي!
أصر الرجل واستعطف فبتسم الخليفة ساخراً وقال لكاتبه:
- اكتبه في الأيتام! فمن كان مثل هذا أبوه فهو يتيم!
فرح الرجل وقال: وأضفني في العميان!! تأمل عبدالملك فإذا الرجل حاد البصر نظره ٦ على ٦ فقال:
- واكتبه في العميان، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور!
قلت: وكثير من المساهمين لدينا يتامى وما هم يتامى ولكن التهاون سائد والوعي قليل.. فمع طفرة الأسهم ٢٠٠٥م دخل السوق مئات الألوف وكثير منهم لا يعرفون، سمعوا أن أقاربهم وأصدقاءهم كسبوا من الأسهم ملايين فاندفعوا إلى السوق زرافات ووحدانا ورموا أموالهم في لجج بحره العميق، ومع العدد الهائل الكبير توزعت الأسهم بين الناس بشكل هائل مزقها كل ممزق فضاعت كما يضيع الدم بين القبائل، وصارت أسهم المضاربة ملكاً لأعداد هائلة كثير منهم لا يحسن قراءة القوائم المالية وفي حياته لم يحضر جمعية عمومية، وبعض من يحضر (كالأطرش في الزفة) (كمالة عدد) لا يسأل ولا يطالب لأنه لا يفهم (فاقد الشيء لا يعطيه) وبقي الفاهمون قلة لا يفتقدون إن غابوا ولا يستشارون وهم حضور، وسيطر بعض المضاربين على بعض الشركات الصغيرة وهم كالسابقين لا يجيدون الإدارة ولا يحسنون التصرف، وتوالت خسائر بعض الشركات بشكل متواصل، وأصبحوا يطلبون من المساهمين دفع زيادة رأس مال جديد! الطالب صار مطلوباً، فبعض الشركات ملاكها الكثر يتامى وما هم يتامى لكنهم لا يدركون عمل الشركات.. لهذا نطالب وزارة التجارة و(نزاهة) بإحكام المراقبة على الشركات المساهمة الخاسرة أو إحالتها لإدارة أموال القاصرين!
نقلا عن جريدة الرياض
أهلاً بعودتك ابا احمد سلامات ارجو ان تكن اجازة عمل لاغير افتقدنا قلمك فهو كمشرط الجراح الذي يضمد و يغلق الجروح اتمنى لك كل التوفيق لك ودي واحترامي
تشبيه حكيم وأوافقك الرأي في مطالبتك...