لن أتحدث بشكل أساسي عن أموالنا السيادية خارج المملكة، وقد بلغت أرقاماً فلكية بحمد الله بعد أن كنا مدنيين، أعلم أن وجود احتياطي ضخم أمر ضروري في ظل (اقتصادنا الريعي) وتقلبات أسعار النفط، فما نوفره في السنين السمان سوف نحتاجه في السنين العجاف.. ورغم المشاريع الكبرى التي تنفذ الآن والتي في حياتي لم أرى لها مثيلاً في شمولها أنحاء المملكة وضخامتها وارتفاع تكاليفها حتى اختلط على بعضنا المليون بالبليون، إلاّ أن الدفع بالمزيد من تلك المشاريع أجدى في نظري من دفع المزيد من الأموال كاحتياطي خارجي، ما ننفذه اليوم سيكون بنصف الثمن بعد عام.
النقود تفقد قيمتها بسرعة عجيبة، وببركة (التيسير الكمي) في أمريكا وأوروبا حتى أصبح (صقع الترليونات) مثل (صقع المصاقيل)!.
إن المملكة قارة ومناخها وتضاريسها قاسية جداً والنمو السكاني كبير وهذا يجعلنا في سباق مع الزمن لتحويل (الثروة الورقية) إلى (أصول ثابتة) توفر فرص العمل والخدمات والسلع مع تقديم الأهم على المهم، والأهم هو مشاريع الماء والكهرباء والإسكان، وقصر مهن البيع والنقل على المواطنين.
هناك أموال أخرى كثيرة في الخارج، مشاريع كبرى قامت بأموال سعودية وبعضها من الحكومة، مثل السفارات والخطوط وكثير من الفضائيات وبعض المصارف والكثير من المنظمات الدولية التي تدعمها المملكة بسخاء، مقابل هذا الدعم يجب توظيف سعوديين في كل تلك المنشآت، خريجو الإعلام وإدارة الأعمال وكل التخصصات بمئآت الألوف، ويزدادون وينبغي الاستفادة من أموالنا في الخارج باشتراط توفير فرص عمل دائمة لهم، فالبطالة قنبلة موقوتة.
نقلا عن جريدة الرياض