من الأمثال عابرة القارات بين الأمم «رأس مال التاجر سمعته» يتردد هذا المثل بمختلف الصيغ واللغات ولكن معناه واحد.
وسوق الأسهم تجارة.. وتجارة عالمية هائلة.. احتلت أماكن متقدمة في التجارة الدولية ولا تزال تكتسح المساحات وتكسب المزيد من العمق والاتساع، وفيها - أي أسواق الأسهم - تنطوي معظم أنواع التجارة المعروفة كالعقار والصرافة والخدمات والصناعة التي يتحول منتجها لتجارة وكذلك المنتج الزراعي والتأميني وغير ذلك.. أسواق الأسهم تحتوي أهم النشاطات الاقتصادية التي تهم الأمم وتثري من المجتمعات..
ومثل أي تجارة أخرى.. يظل رأس مال سوق الأسهم الحقيقي هو (سمعتها).. ويصبح للتشبيه أن تقارن (سمعة أسواق الأسهم) (بسمعة المرأة).. فإذا كانت سمعتها شريفة مشرفة تنافس عليها أفضل الخطاب وتسابق إليها أفضل الشباب..
أما حين تحوم حول سمعتها الشبهات - حقاً كان ذلك أم اشاعات - فإنها تؤثر في مستقبلها بشكل عنيف.. المرأة والسوق معاً..
وبما ان أسواق الأسهم مظنة للتلاعب والتدليس والتغرير.. فقد وضعت الدول أنظمة صارمة وتشريعات واضحة تحمي أسواقها من كل ما يشوه سمعتها ويضر بمصداقيتها وأوقعت أشد العقوبات لمن يثبت أنه مارس تلك الممارسات المشينة وغرر بالمتداولين ولدينا في المملكة تتضمن لوائح هيئة السوق المالية أنظمة رادعة لكل من يغش أو يغرر بالمتداولين أو يدلس مع عقوبات رادعة لمن يثبت عليه ذلك، لكن في مجال التطبيق لا يزال نظام تداول غير قادر بدقة على كشف عمليات التزوير والتدليس وإعطاء انطباع غير حقيقي للمتداولين عن ارتفاع سهم بغرض التغرير بهم والبيع عليهم (تسمين البطة لذبحها)..
ونأمل أنه في (نظام تداول) المطور الجديد ما يمكنه من كشف المتلاعبين والمدلسين والذين يعطون المتداولين انطباعاً خادعاً عن ارتفاع سهم - عن طريق التدوير بين المجموعة المنتفعة - للفت الانتباه إليه والبيع على المتداولين بأعلى الأسعار ثم الهرب من السهم وقد تحقق الغرض وربح المغررون الكثير وتعلق المغرر بهم فوق مشنوقين..
نأمل من (نظام تداول) الجديد ان يكتشف عمليات التدليس بكل أنواعها فور وقوعها بحيث تلغى الصفقات التي تمت على السهم الذي جرى التدليس حوله تلغى في اليوم التالي وتعاد الأموال للمغرر بهم والأسهم لمن قاموا بالتغرير ثم يجري التحقيق وفرض الغرامات الرادعة حسب النظام.
أما مجرد فرض الغرامات على المدلسين بعد زمن طويل ودون إلغاء الصفقات فإنه لا يحمي المغرر بهم والذين خسروا الكثير بسبب ذلك وقد يقال ان النظام يتيح لهم رفع قضايا على من غرر بهم ولكن الإعلان فيه لا يتم إلاّ بعد زمن طويل وقد فقدت المعالم..
لابد من نظام ذكي يكشف التلاعب في وقته ويرعب المتلاعبين ويحمي المغرر بهم بإلغاء الصفقات التي تم فيها التلاعب في نفس اليوم أو في اليوم التالي قبل ان تنتقل الأسهم بين عدد كبير من الأشخاص وتتعقد الأمور.
إن هذا من أهم الأمور التي تحافظ على سمعة سوق الأسهم.. وسمعة السوق هي رأس ماله الحقيقي.
الا اخس بكثير من سمعة المرأة
سوقناسمعته سيئة من سلوكه!!الاسهم الخسرانة ترتفع والرابحة محلك سر!!!شكرا استاذعبدالله
شكراً جزيلاً .. أستاذ عبدالله على هذا المقال الجميل ،، هناك من يقول أن سوق الأسهم ليس جمعية خيرية وخاصة البراغماتيين .. كلام منطقي ،، ولكن في نفس الوقت يجب أن لايكون سوق الأسهم أداة لأكل أموال الناس بالباطل .. ببساطة اكتشفت الهيئة ( س ) أو ( ص ) بالغش والتدليس وتضرر العديد من المتداولين بسبب ذلك .. لايطلب منها أقل من رد المظالم لأهلها .. إلغاء الصفقات آلياً وإعادة الأموال لأصحابها وفرض غرامة رادعة على أموال المدلس أو الغشاش
كالعادة ابداع في الموضوع قلباً وقالباً. شكراً استاذ عبدالله. يبدو ان سوقنا هذه الأيام مثل المرأة سيئة السمعه، فالاحتياط واجب. هذا هو الجزء السئ. الجزء الممتاز ان السوق (بعكس المرأة) تستطيع اصلاح نظامه ومستقبله وسمعته. البركة في تداول وهيئة سوق المال.
كلام من ذهب لو طبق بسوقنا جميعا نكسب ذهب
ماذبح سوقنا ودمره الا كثرة القوانين والتشريعات والاستبداد في متابعة الهوامير وفرض غرامات قاتله عليهم حتى هجروا السوق وانهارت الاسعار وكمية التداول ,,, إتركوا السوق يتنفس حتى يعود الهوامير وتزداد جاذبية السوق ولا تنسوا ان جميع اسوق الاسهم في العالم من صفاتها التقلب والهبوط والصعود ,,, فلا تكثروا القوانين تقتلوا السوق ويخسر الوطن ثروات هائله سوف تهاجر الى الاسوق العالميه الاخرى أو الى العقار ويزداد ارتفاعه وتحدث ازمة سكن تدمر البلد
لي رأي خاص وخاص جداً وهو أن أسواق المال في "تداولاتها" لا تنطوي علي أي نوع من الغش أو التلاعب مهما حصل لأنه وببساطة إذا دخل أحد ورغب التلاعب بسعر سهم ما فتغدى به قبل ان يتعشى بك وتخلص من السهم إن كان تلاعبه صعوداً غير مبرر، والعكس إن كان هبوطه بشدة وغير مبرر فزد كمياتك وأشتري من المتلاعبين. ما سلف هو خاص بالتداول في السوق، أما ما يتعلق بالتلاعب بالشركات من الداخل عن طريق مجالس إدارتها فهذا فعلاً موجود ولا يعدو كونه قطعة دومينو واحدة من عامة الفساد المستشري بكافة القطاعات بالبلد والذي بلاشك يجب التصدي له بحزم.
الحقيقة عنوان المقال يغني عن قراءته. ماذا أضافت التفاصيل؟
وانت الصادق سوقنا اردى ان زانت اسواق العالم مازان وان انخفض سبقهم وربض الله يعينا عليه شكرا استاذ عبدالله على هالمقال الشيق وخاصة عنوانه