قال الله تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع) الخوف يعني ضياع الأمان والجوع هو الفقر، وفي الآية الكريمة يظهر الله تعالى ترتيب وتسلسل التدهور والانهيار الاقتصادي بأنه يبدأ بضياع الأمن.
ومن هنا تذكرون جميعكم ما سمعتموه من آبائكم وأجدادكم وقصائد المعاصرين وكتب المؤرخين التي ذكرت دور الملك عبدالعزيز التاريخي لصنع الأمان في المنطقة.
وكلكم تعرفون الوضع الاقتصادي السعودي حين ذاك؛ سواء خلال حروب التوحيد أو ما لحقها من سنوات استطاع بها - رحمه الله - تحقيق تطور نوعي لمحاربة الأمية وبداية تأسيس نظام تعليمي، وإن كان بدائيا، ولكنه يعتبر نوعيا في ذلك الزمان.. وكان - رحمه الله - يطلب من الجامعات الإسلامية أن ترسل الشيوخ للتدريس والتعليم.. وللأمانة هناك دول عربية بادرت بالمساعدة التعليمية وعلى رأسها مصر.
حقق ذلك - رحمه الله - في ظل تواضع الإمكانيات والتي ما كانت تثنيه عن إصلاحاته، وأضيف أن تواضع الإمكانيات لم يكن مادياً فقط بل فكري أيضاً، حيث كان البعض في المجتمع يعارض بعض إصلاحاته ويراها بدعة سواء في التنمية أو في إدخال التقنية مثل سكة الحديد والسيارات وأجهزة الراديو، تخيل كيف كان سيكون وضع السعودية لو تراخى - رحمه الله- لمثل هذه الأفكار الرجعية التي تفتقد لمنطق شرعي أو منطقي، على خلاف حكام عرب آخرين يحرصون على عدم تثقيف شعوبهم مثل إمام اليمن حين ذاك، والذي يروى أنه عاقب أحد موظفيه لأنه اكتشف أنه يعرف قراءة بعض الحروف.
في حدود المستطاع والمقدور عليه في ذلك الزمان واجه التحديات، ومما يرويه الشيخ جميل الحجيلان (سفير المملكة في فرنسا سابقا) حيث كان يترجم وفد الرئيس الإسباني (فرانكو) للملك المؤسس ويروي أن السقف كانت تخر عليهم بالماء في ليلة ماطرة وهم في قصر الملك عبدالعزيز وهو ما يبين تواضع الإمكانيات، ولكنه ما كان ليقلل القدرات والعزائم حيث كان يتكلم - رحمه الله - بلغة الند والمفاوض، وأيضاً ما كانت هذه الإمكانيات المحدودة لتثنيه عن متابعة الإصلاحات الأخرى الصحية التي أدخلها من تشكيل شبكة مستوصفات ومحاربة الأوبئة، وكذلك النقلة والتحول إلى دولة ذات منظومة إدارية وهيكلية.
رحم الله الملك المؤسس الذي أعجب حكاما كانوا قادمين من مجتمعات أكثر تقدما ودول أكثر إمكانية مثل ستالين الذي لاحظ إعجاب سفيره (حميكوف) بالملك المؤسس، وكذلك روزفلت وتشرشل، لما واجهه من حروب التوحيد وتحدياتها المعقدة وما لحقها من صعوبات تنموية..
نقلا عن جريدة الرياض
المعادله دائما تتكون من جزئين او ثلاثه او اربعه, لكن الاقل هو جزئين, لذا في حالة توحيد المملكه العربيه السعوديه شقي المعادله هما وجود قائد متميز وكذلك شعب مكافح وصابر ومجاهد
اشكر الكاتب على المقال واتفق معك اخ العراب
رحم الله ابطال الجزيره العربيه عاشوا حياه شاقه حتى وحدوا البلاد مع الملك العظيم اما معادلة الاخ عراب فاسمحلي اخي فسق فالمعادلات قابله للتطوير والتغيير فالمملكه ولله الحمد اصسبح الجميع على درجه عاليه من الوعي مثال بسيط قبل 10 سنوات لوشغلت التلفزيون لجدك وحطيت الريموت في مخباك وقلتله ياجدي التلفزيون يتجاوب معك قله اطف ومع صوته ضغطت الزر وطفى التلفزيون صدق البدائي وهالعينه اصحت قليله ان لم يكونو انقرضو لاكن جرب الكلام مع ولدك
كل الشكر للكاتب
كم كنت أتمنى لو استمرت الحروب التي وصفتها بـ"حروب التوحيد" لتشمل جميع الدول الإسلامية أو على أقل تقدير توحيد شبه الجزيرة العربية
رحم الله الملك عبدالعزيز ، توحيد قبائل المملكه تحت راية التوحيد ليس بالأمر الهين ولكن الله سبحانه يسر له ذلك لحكمة يعلمها .