أسوأ مايمكن أن يفعله المختص أن يتوقع اتجاه الأسواق المالية في وقت الأزمات. ويزداد سوءا عندما يعتمد على التحليل الفني في تحركات السوق أو سهم ما. قد يكون من المفيد أن تربط علاقة الأسواق المالية بالازمات تاريخيا وكيف كان اتجاهها والأسباب التي ادت الى ذلك. وقد يكون من المفيد الشراء للمستثمرين على المدى الطويل، او صانعي السوق، الا أن اطلاق احكام عامة بتوقعات الهبوط والصعود في اوقات التذبذبات الشديدة تبدو مخاطرة عالية بحد ذاتها. ان القواعد الذهبية للسوق أن الخروج وجني الارباح هو الاسلم خصوصا بعد الارتفعات المتتالية في السوق. والخروج هنا ليس من السوق تماما، فالبعض قد يخرج 50% (اقل او اكثر) من محفظته من السوق في انتظار اتضاح توجه الاسواق وانجلاء المخاطر السياسية.
ان تبعات مايحدث في المنطقة لم يتضح حتى الآن، ولكن هناك مؤشرات يمكن الاعتداد بها في قراءة مستقبل السوق والاقتصاد وتشجع البقاء في الاستثمار في الأسواق الخليجية ومنها السوق السعودية على وجه التحديد. وأول تلك العوامل هو ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية خلال العام الحالي عند 116 دولارا لبرميل برنت، مما يعطي انطباعا في قدرة الحكومة السعودية على مواصلة الانفاق وتكوين الاحتياطيات ومقابلة اية مصاريف أخرى قد تخرج من رحم تلك الأزمات.
يتحقق هذا ليس فقط بسبب ارتفاع أسعار النفط، بل ان الحكومة السعودية قد تضطر لرفع الانتاج لتطمين الأسواق العالمية في قدرتها على ضخ المزيد للدفع بأسعار النفط للاستقرار مما يرفع عائداتها بأكبر من المتوقع. ومن العوامل الأخرى التي تجعل سوقنا اكثر جاذبية أن الأسواق العالمية أصبحت متشابكة بشكل كبير فالارتباط بين توجهات الهبوط والصعود في الأسواق العالمية هو ايجابي بدرجة أنه لا يمكن تفضيل سوق على آخر الا لأسباب خاصة لها علاقة بالمستثمر فقط مثل التنويع. اما في العموم، فإن عوائد السوق السعودية ومكررات الأرباح للشركات القيادية تعتبر جذابة وأفضل من بعض الأسواق العالمية الأخرى.
يضاف الى ذلك أن الأسواق الناشئة تتعرض الان لتراجع حاد في عملاتها مع تذبذبات حادة في اسواقها رغم انها في منأى عن الصراع الجيوسياسي في منطقتنا. ولذلك ليس من المتوقع ان تتوجه اموال من الخليج الى الاسواق الاوروبية والامريكية وحتى الناشئة في الوقت الحالي. فالازمات المالية السابقة التي حدثت جراء الرهن العقاري في امريكا وماتلاه من نقاش حاد حول السقف الائتماني للحكومة الامريكية ومسألة سياسة التيسير الكمي التي لم تتضح معالمها الى الآن تجعلنا نتوقع ان تستمر السوق الامريكية في التذبذب القوي (ارتفاع المخاطر) حتى نهاية العام. وبالنسبة للاسواق الأوروبية، فإن سياسات الاروبيين تجاه تقييد البنوك وصعوبة اعطاء حلول جذرية للديون السيادية يخلق تخوفا وهاجسا مستمرا للمستثمرين في الخليج وغيرها من البلدان.
من هنا فإن الخيار الأفضل يظل للأسواق الخليجية ومنها السوق السعودية على وجه الخصوص. ان الشهرين القادمين سيكونان كفيلين (وقد يكونان كافيين) لمعرفة توجه الأسواق والاقتصادات المحلية والعالمية.
نقلا عن جريدة الرياض
السلام عليكم . دعني اخالفك الرأي فيما يتعلق بصعوبة تحديد الاتجاة وقت الازمات . اولا يجب تحديد نوع الازمة وبالتالي العمل بناءا على ذلك حيث أن هناك فرقا شاسعا بين الانواع المتعددة للأزمات كما يعرف الجميع. على سبيل المثال خبر قوي يمكن اعتباره أزمة ((مؤخرا عودة خادم الحرمين حفظه الله من المغرب)). ازمة اليونان /مصر ....الخ. هنا ومثل غالبية الازمات لا مجال الا التذبذب القوي والحركات الحادة (المضاربات اللحظية والعمل القصير المدى). ايضا يجب الا ننس أن هذه الحالات دائما تحتوي على 10-15% منها يتم استغلالها للأستثمار أي لقناص الفرص وهم ولا غير أصحاب السيولة الكبيرة . منذ سنوات والعالم في أزمة اقتصادية مالية ولم تنته حتى يومنا هذا . بناءا على ذلك فان العمل على المدى القصير هو الواجب بل الضروري ولا غير وخاصة لصغار المتداولين والذين دائما هم كبش الفداء لسبب رئيسي أنهم يريدون العمل على المدى القصير جدا بدون امتلاك ولا معرفة لضروريات ومعطيات ذلك . من هنا تأت النتائج الغير جيدة لهم للأسف الشديد. التحليل الفني ينفع لكل زمان ومكان ولكن استعمال وتطبيق هذا العلم هو المعضلة الكبرى للغالبية , نذكر هنا مثلا أن هذه الغالبية لا فرق عندها بين تحرك السهم او مؤشر سوقا ماليه (السوق السعودية مثلا) 50 نقطة او 350 نقطة. مثال هبوط السوق 400 نقطة يعتبره الكثير تصحيح . هراء. أليس السوق المالية السعودية سوقا ناشئة؟ كيف أنه بعيد عما يحدث سياسيا واقتصاديا؟ ليست بالضرورة أن تكون أسواق المال صورة تمثل اقتصاد البلد . بل نزيد في الغالبية لا تمثله الا بنسبة ضئيلة جدا . التعامل في الاسواق المالية يعتمد اولا وبصورة كبيرة على معرفة ذلك العالم بمعنى ولتسهيل الصورة يعتمد على التحليل الفني بنسبة 80% والباقي للأمور الاخرى. أخيرا, وسامحني على الاطالة , من الخطأ القول او ربط الاستثمار في السوق المالية السعودية بالنفط. شكرا.
حكمة استثمارية..من رحم الازمات تولد الفرص
باقي موجه سي الهابطة والحاده واتوقع يصاحبها خبر سياسي غير جيد كعادة وصفة ملازمه لهذه لموجه .. بعدها ان شاءالله الطريق ممهد لقمم عاليه وبعيده للسوق .. والله اعلم ..